بلغ السيل الزبى - Hit the torrent

اقرأ في هذا المقال


كلما تأملنا في أسرار التشريع وفي طبع الأشياء، وكلما حدقنا جيداً في رؤية أعماق أي شخص فإننا نرى أن لكل شخص مقدرة محددة من الطاقة لا يستطيع تجاوزها، وأنه إذا قمنا بتحميل أي شخص فوق طاقته، فإننا ومن الممكن أن نخسره، فعلى سبيل المثال إذا قمنا بالضغط على كأس زجاج بالتأكيد سوف نكسره، وتتجلى الخسارة في انعدام الشيء أو فقدانه، وكما أن هناك العديد من أنواع وأشكال الخسارة، فمنها ما تكون خسارة نفسية ومنها ما يكون خسارة شخصية وكذلك هناك طاقة تحمل لكل الأشياء الموجودة في هذه الحياة.

قصة مثل “بلغ السيل الزبى”:

تدور أحداث قصة المثل المشهور في الزمن القديم، حيث روي في سالف العصر والآوان أنه كان هناك رجل معتاد على اصطياد الأُسود، وفي أحد الأيام حينما ذهب من أجل الصيد، خطر في ذهنه فكرة وهي أن يحاول الإيقاع بأسد بطريقة سهلة وهي أن يقوم بحفر حفرة في مكان عالي، وعندما يأتي الأسد سوف يسقط فيها سريعاً فسيتمكن من اصطياده سريعاً.

فقام بتنفيذ الخطة التي خطط لها تماماً، وفي أحد الأيام جاءت السماء بأمطار غزيرة جداً، حيث تشكلت السيول وغمرت كل الأماكن بما في ذلك الحفرة التي حفرها الصياد إلى الأسد، مما تسبب في إعاقة الرجل في الوصول إليها؛ حتى يحميها من الإغراق وتبقى صامدة ليتمكن من الإيقاع بالأسد، احتار الصياد ولا يعلم ماذا سيفعل، فاعتبر الصياد أن ما حدث هو أمر يفوق طاقته ويصعب تفاديه فقال حينها: بلغ السيل الزبى، فأصبح قوله مثلاً متداولاً ومنتشراً على نطاق واسع أُخذ به في كافة المجتمعات الغربية والعربية على حدٍ سواء.

دلالة مثل “بلغ السيل الزبى”:

الزبى في المعاجم اللغوية تعني جمع زبية، والزبية قصد بها في هذا المثل الحفرة، وعُني بالمثل وصلت السيول إلى الحفرة، وهو من الأمثال التي تناقلتها الألسن حتى الوقت الحاضر، وكما أن المثل اتسع بشكل كبير جداً، فأصبح يُضرب في الشخص الذي يتحمل مسؤولية ثقيلة على كاهله، أو الشخص الذي يُكلّف للقيام بعمل ما يفوق طاقته، وليس لديه القدرة على إنجازه، وكما أُطلق على الشخص الذي يجهد نفسه بالتفكير في مسألة ما، كانت قد استنزفت كافة قواه الفكرية.


شارك المقالة: