قصة بوتولجا طائر الكراكي وغونور الجرذ الكنغر صانعي النار

اقرأ في هذا المقال


قصة بوتولجا طائر الكراكي وغونور الجرذ الكنغر، صانعي النار أو (Bootoolgah the crane and Goonur the kangaroo rat, the fire maker) هي من الحكايات الشعبية الأسترالية والأساطير الشعبية والحضرية التي تطورت في أستراليا من أساطير السكان الأصليين الأستراليين إلى الفولكلور الاستعماري والمعاصر بما في ذلك الأشخاص والأماكن والأحداث التي لعبت دورًا في تشكيل الثقافة والصورة والتقاليد التي نراها اليوم في أستراليا.

الشخصيات:

  • بوتولجا.
  • غونور.
  • القبيلة.

 قصة بوتولجا طائر الكراكي وغونور الجرذ الكنغر صانعي النار:

في الأيام التي تزوج فيها بوتولجا طائر الكراكي من غونور الجرذة الكنغر لم يكن هناك نار في بلدهم، كان عليهم أن يأكلوا طعامهم نيئًا أو يجفونه في الشمس، وفي أحد الأيام عندما كان بوتولجا يفرك قطعتين من الخشب معًا رأى شرارة خافتة انطلقت ثم دخانًا خفيفًا، قال لغونور :انظري ماذا يحدث عندما أفرك قطع الخشب هذه معًا، تابعي الدخان! أليس من الجيد أن نشعل النار لأنفسنا لنطهو طعامنا.

حتى لا نضطر إلى الانتظار لكي تجففه الشمس، نظرت غونور ورأت الدخان، فقالت: رائع حقًا سيكون اليوم الذي يمكننا فيه إشعال النار،  اقسم عصاك بوتلجا وضعها في فتحات اللحاء والعشب حتّى لو كانت شرارة واحدة قد تضيء ضوءًا، وسمع بوتلجا كلامها وفعل كما قالت وبعد الكثير من الاحتكاك، خرجت شعلة صغيرة من الفتحة، لأنّه كما قالت غونور فإنّ الشرارة أشعلت العشب، وخرج الدخان من اللحاء.

وهكذا اكتشف طائر الكراكي بوتلجا وغونور الجرذة الكنغر، فن صناعة النار، وقالا لنفسيهما: سوف نحافظ على اكتشافنا هذا سراً ونخفيه عن جميع القبائل، وعندما نشعل النار لطهي أسماكنا سنذهب إلى حقل بينغوينجول، وهناك سنشعل النار ونطبخ طعامنا في الخفاء و سوف نخبئ حرائقنا النارية في بذور بنغوينجولز مفتوحة الفم، وسنجعلها دائمًا مخبأة في سفينتنا.

قام بوتلجا وغونور بطهي السمك التالي الذي اصطادوه، ووجدوه جيدًا جدًا وعندما عادوا إلى المخيم أخذوا معهم بعض السمك المطبوخ، لاحظ أفراد القبيلة أنّها تبدو مختلفة تمامًا عن الأسماك المعتادة المجففة بالشمس، لذلك سألوا: ماذا فعلتما لتلك السمكة؟ فقالا لهم: دعوها ترقد في الشمس، قال الآخرون: ليس الأمر كذلك، فأصر كلاهما أنّ السمكة كانت مجففة بالشمس.

ومرّ يومًا بعد يوم وكان الاثنان بعد اصطياد أسماكهما يختفيان دائمًا، ويعودان بطعامهم بشكل مختلف تمامًا عن طعام الآخرين، وأخيرًا نظرًا لعدم تمكنهم من استخراج أي معلومات منهم، قررت القبيلة مراقبتهما، وتمّ تعيين بومة الليل والببغاء لمتابعتهما عندما يختفيان، لمشاهدة أين يذهبان ومعرفة ما يفعلانه، وبعد أن تمّ صيد السمكة التالية عندما جمع بولتجا وغونور حصتهما اختفيا في الأدغال، وتبعهما البومة و الببغاء على مسارهما.

لقد رأوهما يختفون في حقول بينغوينجول حيث صعدا إلى شجرة عالية، ومن هناك رأوا كل ما يمكن رؤيته، لقد رأوا بوتلجا وغونور يرمون حمولتهم من الأسماك، ويفتحون اللحاء ويأخذون منه عصا، عندما ينفخون عليها في وسط كومة من الأوراق والأغصان، وعلى الفور تتحول إلى كومة من اللهب، ثمّ عندما يخمد اللهب يضعان سمكتهما في الرماد المتبقي من العصي المحترقة.

ثمّ عادوا إلى معسكر قبائلهم مع خبر اكتشافهم، كان الحديث بين القبيلة رائعاً، والعديد من التساؤلات حول كيفية الحصول على الشخص القادم بعصا النار، وعندما جاء بوتولجا وغونور إلى المخيم قررت القبيلة أنّ على أحدهم الاستيلاء عليهما وسرقة النار منهما، وإشعال الحرائق لصالح الجميع، وبالفعل تمّ ذلك وكان معظمهم قد تذوق السمك المطبوخ الذي جلبه صانعو الإطفاء إلى المخيم، وبعد أن وجدوه جيدًا، أحبوه بشدة.

وبعد أن أشعلوا النار بدأوا يضحكون ولا يفكرون في أي شيء سوى المشهد الذي أمامهم، وأرسلوا رسالة إلى جميع القبائل المحيطة، طالبين منهم الحضور حيث تمّ الاحتفال، والذي كان رائعًا لدرجة أنه من المرجح أن يستحوذ على انتباه صانعي النار، وافقت جميع القبائل على القدوم، وسرعان ما انخرطت جميع القبيلة في استعدادات كبيرة، وكانت عازمة على التفوق على القبائل الأخرى في غرابة وسطوع النار.

حظيت كل قبيلة عند وصولها بتصفيق كبير، جاءت قبيلة الببغاء الأسود مع بقع أجنحتها الزاهية من اللون البرتقالي والأحمر على جلودهم السوداء، وجاء البجع على النقيض من ذلك، أبيض نقي ثمّ جاءت عائلة الكنغر الجرذ الذين كان منزلهم في موريلا، ومن بين القبائل العديدة هناك، والتي لا يمكن ذكرها كان التجمع رائعًا وامتثالًا لنصيحة بوتلجا، جلست غونور بجانبه وهي تحتفظ بعصي الاشتعال بيدها.

حذرها بوتلجا من توخي الحذر والجلوس بجانبه بهدوء، والآن جاءت فرصة الصقر الذي كان عليه استعراض مهارته للجميع، وانضم بوتلجا وغونور في تصفيق الجماهير المبتهج، وألقت غونور بنفسها بلا حول ولا قوة من الضحك، وانزلقت غونور من ذراعها وأوقعت عصي النار التي استخدماها لإشعال نارهما، ثمّ قفز رجل من خلفها، وأمسك بالعصي وقام بفعل احتكاك، وأشعل النار في كومة العشب الجاهزة بالقرب من المكان الذي كان يجتمع به الجميع.

وقبل أن يدرك الاثنان خسارتهما، عندما اكتشفوا أنّ النار الثمينة قد اختفت، قفز بوتلجا وغونور في مطارده بسرعة لجمع نارهما، ولكن بينما كان الرجل يجري أطلق النار على العشب بالعصا التي كان لا يزال يحملها، وبعد أن وجد بوتولجا أنه لا يستطيع الإمساك بالرجل، ورأى الحرائق في كل مكان، توقف عن المطاردة، وشعر أنه لا جدوى الآن من محاولة حماية سرهم، لأنّه أصبح الآن ملكية مشتركة لجميع القبائل المتجمعة هناك.


شارك المقالة: