بيتي هو قلعتي - My house is my castle

اقرأ في هذا المقال


قدم الشعب الروسي الكثير من الأمثال الشعبية، فقد اهتم كثيراً بالحكم والأمثال، وعلى وجة الخصوص تلك التي كانت تنبثق عن تراثهم وتاريخهم القديم، حيث شكلت تلك الأقاويل والأمثال المشهورة لديهم جزءاً لا يتجزأ من تقاليدهم وعاداتهم، فتنوعت عندهم الأمثال الشعبية، وهناك الكثير من التشابه في المضمون الأساسي للمثل عندهم وعند الشعوب العربية.

مضمون مثل “بيتي هو قلعتي”:

هو أحد الأمثال ذات الأصل الروسي، وتمت ترجمته للغة الإنجليزية والعربية أيضاً، حيث أشار المثل إلى الأهمية الخاصة للبيت داخل كل شخص، فالراحة الكاملة لا تكون إلا داخله، فعندما يخرج الإنسان للتنزة أو العمل أو التسوق أو لأي مكان آخر، فغالباً ما يشعر بالإرهاق والتعب، ويتمنى العودة بسرعة إلى منزله حتى يرتاح.

المنزل أو البيت هو مملكة الشخص، مهما كان حجم وشكل البيت فإنه يشكل مصدر الراحة الأساسي للإنسان، فلا يحقق أي شخص الراحة الشخصية خارج بيته أو في بيت آخر مهما كانت درجة القرب بينه وبين صاحب المنزل الآخر، شَّبَه الشعب الروسي البيت بالقلعة، نسبة إلى أن القلاع معروف عنها بالحصن المتين وبتوفير الأمان، حيث من يمتلك بيت أو منزل فكأنه امتلك قلعة كبيرة ذات حصن متين.

دلالة مثل “بيتي هو قلعتي”:

عبر هذا المثل الروسي عن حال جميع الأشخاص في أي مكان وزمان، وتم توجيه النظر إلى المشردون في الشوارع الذين تكمن فيهم الحقيقة التي لا يمكن الهروب منها، وهي أن بيت الإنسان هي مملكة وقلاع يلجأ إليها، حيث يجد فيها الأمان والراحة والسكينة، وهذا لا يتوفر في الشارع ولا حتى في أي مكان أخر لا يخص الإنسان، فالاغتراب المؤقت للإنسان يكون عندما يخرج من منزله، فيحاول الشخص العودة بأسرع ما يمكن إليه بعد إنهاء ما يترتب عليه من الحياة العملية.

العبرة من مثل “بيتي هو قلعتي”:

لكل شخص أساسيات خاصة يتعلق فيها، ومع مرور الأيام تصبح جزء لا يتجزأ منه، فتبقى ذكرياته عالقة في مكان عميق في ذاكرته لا تستطيع مفارقته مدى الحياة، فالبيت بالنسبة للإنسان هو المكان الوحيد الذي يحقق فيه الراحة الكاملة من ضغوطات الحياة التي تنتج عن مخالطة الناس، فيلجأ إليه للشعور بالراحة النفسية والاستجمام والإطمئنان بين أسرته وأهله بجوٍ مشحون بالحب والمودة داخل المنزل، وكما شابه هذا المثل الروسي المثل المصري “من خرج من داره قلّ مقداره”.


شارك المقالة: