تأملات في سورة الفيل

اقرأ في هذا المقال


قال تعالى: (أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِیلِ (١)) صدق الله العظيم، يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ألم تعلم وتنظر بعينِ قلبك فترى بها (أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِیلِ (١)) الذين قَدموا من اليمن، وقد تواترت قصةُ أصحاب الفيل فلم يبقَ أحدٌ من أهل مكة رجل أو امرأة كبيرٌ أم صغير إلا وقد علم بهذه القصة العظيمة، وفيها آيات باهرات.

تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم:

ولد النبي صلى الله عليه وسلم عام الفيل، وقد وقعت في نفس السنة حادثة الفيل، وفي السورة حكمة من ذكر (حادثة الفيل) وكأن الله يقول لهم: يا أهل مكة، كففت عنكم هذا الجيش العظيم الذي ما كانت لكم طاقةٌ في دفعه، فأطيعوني ووحدوني، وأطيعوا رسولي وآمنوا به، ولكنّهم كفروا فلما كفروا جعلهم الله مضرباً للأمثال، ومزقهم الله كلَ ممُزق، والذي آمن منهم سعدَ سعادةً ليس بعدها سعادة.

وقال ابن كثير: “هذه من النعم التي امتن الله بها على قريش فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل، الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو أثرها من الوجود، فأبادهم الله، وأرغم آنافهم، وخيب سعيهم، وأضل عملهم، وردهم بشرِّ خيبة، وكانوا قوماً نصارى، وكان دينهم إذ ذاك أقرب حالاً ممّا كان عليه قريش من عبادة الأصنام، ولكن كان هذا من باب الإرهاص والتوطئة لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه في ذلك العام وُلِدَ على أشهر الأقوال”.

الإرهاصات التي حدثت عند ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم:

  • حادثة الفيل: والتي قال الله عنها: ﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِیلِ (١) أَلَمۡ یَجۡعَلۡ كَیۡدَهُمۡ فِی تَضۡلِیلࣲ (٢) وَأَرۡسَلَ عَلَیۡهِمۡ طَیۡرًا أَبَابِیلَ ….)  صدق الله العظيم.
  • النور الذي خرج من حَمْلِ أمِّه به صلى الله عليه وسلم: فقد جاء عن لقمان بن عامر قال سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَة يقول: (قُلْتُ يَا نَبِيَّ الله ما كان أَوَّلُ بَدْءِ أَمْرِك؟ قال: نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأتْ أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام) رواه أحمد والحاكم.
  • ظهور نجم نبينا أحمد في السماء: ومن المعروف هجرة اليهود إلى مكة والمدينة ، لوجود أوصاف النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التوراه، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} صدق الله العظيم (الصَّف:6)، قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: “يعني: التوراة: قد بشرت بي، وأنا مصداق ما أخبرت عنه، وأنا مبشر بمن بعدي، وهو الرسول النبي الأمي العربي المكي أحمد، فعيسى عليه السلام، وهو خاتم أنبياء بني إسرائيل، قد قام في ملإ بني إسرائيل مبشراً بمحمد، وهو أحمد خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي لا رسالة بعده ولا نبوة”.

شارك المقالة: