رواية تحت عيون غربية - Under Western Eyes

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر رواية تحت عيون غريبة من الروايات التي تميز بها الكاتب والمؤلف من أصول روسية (جوزيف كونراد)، وقد باشر في كتابتها سنة 1911م، تدور أحداثها بين مدينة (سان بيطرسبرغ) الواقعة في دولة روسيا، ومدينة (جنيف) الواقعة في سويسرا.

شخصيات الرواية

  •  رازوموف
  • ناتاليا
  • صوفيا
  • هالدين
  • زيماينتش
  • المستشار ميكلن

أحداث الرواية

الراوي الذي روى القصة هو مدرس في اللغة الإنجليزية، كان يقيم في مدينة جنيف، وبينما كان يقوم بتسجيل حياة  لكيرلو سيدوروفيتش رازوموف، وهو ما يُعرف بأحد الطلاب الروسيين، بدأ في الدراسة بجامعة سانت يطرسبرغ، حيث كان ذلك في فترة العقد الأول من القرن العشرين، والتي كان يُطلق عليها آنذاك الحقبة القيصرية.

وبالرغم من أنّ الطالب رازوموف لم يتعرف في أي يوم من الأيام على والديه ولا يمتلك أي من الأقارب، فإنه كان يشعر بأنّ كل الشعب الروسي عائلته، إذ لم يقم في أي يوم باتخاذ أي توجه أو موقف واضح وصريح، حول ما كان يحدث في روسيا من الأحداث السياسية، ولم يتبنى كذلك أي فكر أو وجهة نظر محددة، فقد كان مصدر ثقة بين زملاؤه، فقد كان الغالبية العظمى منهم يمتلك وجهات نظر ثورية، كما تبنوا أفكارهم الشخصية.

وذات يوم تم اغتيال السيد دي بي وزير الدولة، والذ كان يوصف بالوحشية في ذلك الوقت، وقد حدث ذلك من خلال إلقاء قنابل عديدة عليه، مما نتج عن لك وفاة السائق الذي كان معه، وعدد لا بأس به من الناس المارة، وحينما دخل رازوموف إلى غرفته، وجد أحد زملاءه بالجامعة يدعى فيكتور هالدين، فأخبره أنه كان من بين الأشخاص الذين قاموا بتنفيذ عملية الاغتيال، ولكن لم يقوم بوضع خطة للهروب مع زملاؤه، ولهذا قام باللجوء إلى رازوموف؛ فهو يثق به، كما أنه يعرف أنّ رازوموف لا ينتمي لأي معسكر أو حزب.

وفي تلك الأثناء وافق رازوموف على التستر على هالدين، لمجرد أن يتخلص منه خارج شقته فقط، وهنا طلب هالدين منه أن يقوم بالبحث زميلهم زيماينتش، وذلك لأنه كان واعده بأن يقوم  بمساعدته على الهروب، هنا بدأ تفكير رازوموف بالتشويش، فهو أدرك أنّ هذا الطلب سوف يضعه أمام الكثير من الأزمات الكبيرة والعميقة ، إذ شعر أنّ حياته من الممكن أن تدمر بأي لحظة من قبل السلطات؛ بمجرد معرفتهم بعلاقته بهالدين، وهو في الحقيقة لا يجد أي تعاطف مع تصرفات هالدين وزملاءه.

قام بالفعل رازوموف بالبحث عن زيماينتش، إذ وجد زيماينتش في حالة يرثى لها، إذ أنه قام بشرب كميات كبيرة من الخمر، مما أفقده الوعي، مما استدعى رازوموف إلى ضربه وترحيله، ومن هنا عزم رازوموف على التبليغ عنهم، وأن يحافظ على حياته، دون أن يدخل نفسه في متاهة هو في غنى عنها، فالمحافظة على حياته أهم من الانصياع خلف تصرفات زملاءه وسلوكياتهم، حينها اتجه إلى الأمير (ك)، وهو الشخص الذي كان يتحمل ومتكفل بكامل النفقات لتعليمه الجامعي، فأخبره عن هالدين، ومن ثم قاما بالتوجه سويًا إلى قائد الشرطة، والذي بدوره كان يفكر بفخ يمسك من خلاله بهالدين.

عاد رازوموف إلى منزله وحاول أن يشرح لهالدين، أنه واقع في مأزق بسببه، لكن دون أن يخبره أنه يقوم بخيانته، حينها خرج هالدين وتم على الفور القبض عليه، شعر رازوموف بالحزين الشديد لأيام عدة، وبعد ذلك تم استدعاؤه إلى قسم الشرطة من أجل أن يتم التحقيق معه، بواسطة المستشار ميكلن، وهن ظهر رازوموف أنه قلق جداً، مما جعل المحقق ميكلن يشك بأمره، أنه مع جماعة الثوار، فأخبره المحقق ميكلن أنّ زميله هالدين، تم التحقيق معه، وحكم عليه بالإعدام شنقًا في ذات اليوم، كما أخبره أنه قام بتفتيش شقته بنفسه، ويريد أن يعرف ما هي خططه المستقبلية التي ينوي عليها.

ومن هنا توجهت أحداث الرواية نحو الأخت الشقيقة لهالدين، والتي تعرف باسم ناتاليا، إذ كانت تعيش مع والدتها في سويسرا، وينتظرون بفارغ الصبر قدوم هالدين، وناتاليا كانت صديقة مقربة من الراوي، فهي تأخذ عنده دروس في اللغة الإنجليزي ،وبينما هو يقرأ الخبر حول إعدام هالدين في أحد الصحف الإنجليزية، أخبر ناتاليا بذلك، والتي بدورها تلقت الخبر بكل بهدوء، أما والدتها، فقد دخلت في حال من الاكتئاب والحزن الشديد.

وفي تلك الأحداث يذهب أحد الشباب الروسيين الثوريين الذي يقيم في جنيف، ويدعى بيتر إيفانوفيتش إلى ناتاليا، فيبدأ بإقناعها بأن تنضم إلى جماعة الثوار، ولكنها لا تلقي اهتماماُ، كما أخبرها كذلك أنّ رازوموف على وشك أن يصل إلى جنيف، وهنا أثار اهتمام ناتاليا؛ لأنّ هالدين حدثها كثيراً عنه، في الرسائل الت كان يبعثها لها، فقد كان يوصفه بأوصاف رائعة وجميلة.

وفي ذات مرة تلتقي ناتاليا برازموف في منزل أحد السيدات التي كانت مدعوة لديها، حيث قامت بتقديم نفسها إليه، فيشعر اتجاهها بالشفقة، ومن هنا يعود الراوي ليسرد وقائع عدة حدثت في أسابيع سابقة، في الوقت الذي وصل رازوموف إلى مدينة جنيف، والتقى صوفيا أنتونوفنا، والتي تعرف بأنها اليد اليمني لبيتر الثوري، ولكنه لم تحن له الالتقاء في البداية ببيتر بشكل شخصي، وقد كان في تلك الأثناء اكتسب ثقة ناتاليا بعد أول لقاء حصل بينهم، فقابلته كثيرًا، وفي ذات مرة بدأت بسؤالها عن الساعات الأخيرة في حياة أخيها هالودين، بينما رازوموف لم يعطيها إجابة حقيقية.

وفي أحد الأيام تلقى رازوموف دعوة من بيتر للقائه؛ فباعتقاده أن بيتر ساعد هالدين، لكن في الحقيقة، فإن رازوموف ذهب إلى جنيف؛ من أجل التجسس على الثوار، ومعرفة كل تخطيطاتهم وأهدافهم، وقد جاء ذلك بتكليف من الحكومة الروسية، ولكن بيتر يضع كل ثقته فيه، فيكشف له أسرار الثوار، كما طلب منه أن يقوم بإقناع ناتاليا أن تنضم إليهم.

التقى رازوموف بصوفيا، هنا شعر بالقلق والخوف منها؛ لأنها ذكية ويمكن أن تكشفه في أي لحظة، بينما صوفيا تعلم أن زيميانتش قد قام بشنق نفسه، بعد أن علم بإعدام هالدين، فتتأكد أن زيميانتش هو الذي خان هالدين. وبعد فترة قصيرة وقع رازوموف في عشق ناتاليا، واعترف لها أنه هو من قام بخيانة أخيها، فيكتب لها خطاب طويل يعترف فيه بحبه لها، وندمه على خيانته لهالودين، بعدها اتجه نحو الثوار الذين كانوا في اجتماع تخطيطي للثورة، فأخبرهم أنه هو من خان هالدين، فأبرحوه ضرباً حتى حطموا طبلة أذنه.

وعند خروجه من هناك وهو أصم، صدمته إحدى العربات المارة، فأصبح مشلول، وتعثر عليه سيدة تدعى تكلا، والتي كانت تعمل كسكرتيرة لدى بيتر إيفانوفيتش، كما كانت ترافقه في المستشفى، وبعد أشهر قليلة، نقلته وهو مشلول إلى أحد مناطق الريف الروسي، بينما ناتاليا فقد توفت والدتها، وقررت العودة إلى روسيا؛ لتكرس بقيت حياتها في الأعمال الخيرية.

المصدر: Under Western Eyes


شارك المقالة: