ما هو إقصاء الكتابة النسائية وأسبابه؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو إقصاء الكتابة النسائية؟

قامت النساء والمجتمع بكثير من الحركات الثقافية والثورية من أجل الدخول في مجال الأدب النسائي، وأن لا يقتصر مفهوم الكتابة النسائية فقط على الكتابة للنساء، والبعض عارض هذا الرأي، ولكن بعد اعتبار الكتابة النسائية ضمن مصطلح الأدب هنالك من طالب بإقصاء مصطلح الأدب النسوي عن الأدب الذكوري، من عدّة مبادئ وهي التمييز الجنسي أوّلاً، وثانياً باعتبار البعض أن كتابات المرأة مهما وصلت من مراحل الإبداع فهي لن تصل لمستوى كتابة الرجل، والبعض عرّف هذا المصطلح بأنّه أيديولوجي يدعو باعتبار المرأة فرعاً منفصلاً بذاته ولا يمكنه أن يندمج مع الكل.

ما هي أسباب المطالبة بإقصاء الكتابة النسائية؟

 أهم الأسباب التي جعلت البعض يطالبون بإقصاء الكتابة النسائية من وجهة نظر الكتّاب العرب:

  • من أهم الأسباب التي طالبت بإقصاء الكتابة النسائية عن الكل هي أن أغلب النساء قامت بالتخلّي عن هويتها أثناء الكتابة؛ فاستغنت في الكتابة عن تاء التأنيث، واعتبر البعض بأن هذا فخ للمرأة من أجل سلب اللغة في كتاباتها؛ حيث أنّها قامت بهذا الشيء من أجل إثبات وجودها ومشروعية حضورها الكتابي الإبداعي.
  • من وجهة نظر أخرى أن بعض الكتابات النسائية التي ارتقت لمستوى الإبداع تم تصنيفها كأعمال مبدعة؛ حيث لم يكون التقييم وقتها قائم على جنس الكاتب بل على الكتابة نفسها، فأصبحت بذلك بعيدة عن مبدأ قدسية النص الذكوري، ولأجل هذا السبب قامت المطالبات بإقصاء هذا المصطلح وعدم خلطه بمصطلح الأدب الذكوري.
  • من وجهة نظر أخرى رأت بأن تخلّي المرأة عن تاء التأنيث لم يكن أمراً يجعلها تفقد هويتها على الإطلاق، بل كان عبارة عن نوع من تجريد أعمالها من الجنس الأنثوي من أجل إبراز التجارب الخاصّة بها، وبشكل عام أن الكتابة لا تنظر إلى ضمائر المتكلّم بالنصوص ولكن يكون ذلك فقط عندما تكون الكاتبة من جنس النساء؛ والسبب في ذلك أنّها مستهدفة ثقافياً بمطالبات إقصائها من ساحة الأدب.
  • من وجهة نظر البعض أن الكتابة النسائية شهدت تطوّر كمي ونوعي بنصوصها بالإضافة إلى أن المرأة حصلت على مساواة اقتصادية واجتماعية ممّا ساهم بإبراز مصطلح الكتابة النسائية وبدء المطالبة بضمه للأدب، فقام البعض باستغلال هذا المصطلح من حيث جعل تمييز النص من حيث جنس الكاتب وليس من حيث النص الذي طورّته المرأة بشكل كبير.
  • البعض يرى بأن الأدب له تقنيات وشروط فنية يخضع لها، أما المرأة و الرجل فهي قضايا اجتماعية لا تدخل بمجال الأدب، فالبعض طالب بإقصاء الأدب الذكوري عن الأدب النسائي وإدخال قضايا المجتمع والمساواة بقضايا الأدب و الكتابة.
  • من وجهة نظر البعض أن المطالبة بإقصاء مصطلح الكتابة النسائية أو الأدب النسائي كان من مبدأ الرقابة الأخلاقية لأعمال المرأة التي كانت في بعض الأحيان تستخدم إيحاءات لوصف الجسد الأنثوي الأمر غير المقبول بنظر البعض؛ و لهذا السبب كانت المرأة تمارس التروية والتمويه عند كتابتها لأي من هذه المعاني.

و أخيراً توصل الكتّاب بأن فعل الإقصاء ينافي واقع الإبداع؛ والسبب بذلك أنّه عند تقييم النص يجب البحث عن الإبداع، ولا يجوز إعطاء تقييم مسبق بناءً على جنس الكاتب.


شارك المقالة: