تدوين الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


ذهب العديد من الباحثين إلى أن أهل المشرق القدامى كانوا أمييّن لا يعرفون شيئًا في القراءة أو الكتابة، لكن هذه الرؤية تم نفيها مؤكدين أن الكتابة برزت في الجاهلية مع ذكر الأدلة على ذلك.

الأدلة على وجود الكتابة في العصر الجاهلي

1-الإثبات التاريخي: هناك أدلة كثيرة توضح لنا دراية القدامى ومعرفتهم للكتابة والقراءة بشكل تام.

2- كثرة كتّاب النبي صلى الله عليه وسلم: والمعروف أنهم من أهل الجاهلية وقد اعتنقوا الإسلام وكانوا على علم ودراية بالكتابة.

3- افتداء الأسرى في معركة بدر عشرة من المسلمين الكتابة وهذا الأمر يدل على شيوع الكتابة في الجاهلية.

4- الإثبات الأدبي: إن التمعن في الأدب الجاهلي يظهر معرفتهم للكتابة وأدواتها، وقد استعملها رواد الكلام  المنظوم كمادة يستمدون من خلالها صورهم.

مراحل تدوين الشعر الجاهلي

1- بدأت في فترة الحكم الأموي، حيث قام رواد الأدب الأموي بروايته عن من سبقوهم ويعود لهم الفضل في تدوين الأدب الجاهلي.

2- جمع المقطوعات المدونة والمتنقلة شفاهيًا فقد عرف أن امرئ القيس قد أخذ وتعلم من جده.

3- صنعة الدواوين لقد ركز صناع الدواوين على رواية الكلام المنظوم من الأدباء المشهورين.

من الأدلة الشعرية على معرفة الجاهليين الكتابة

1- قول الأخنس بن شهاب التغلبي مصورًا أطلال من أحب:

لِاِبنَةِ حِطّانَ بنِ عَوفٍ مَنازِلٌ

كَما رَقشَّ العُنوانَ في الرِقِّ كاتِبُ

2- قول المرقش الأكبر:

الدَّارُ قَفْرٌ والرُّسُومُ كَما

رَقَّشَ في ظَهْرِ الأَدِيمِ قَلَمْ

3- قول سلامة بن جندل:

لِمَن طَلَلٌ ، مِثلُ الكِتابِ المُنمَّقِ

خلا عهدهُ بين الصُّليبِ فمطرقِ

4- قول امرؤ القيس:

أَتَت حُجَجٌ بَعدي عَلَيها فَأَصبَحَت

كَخَطِّ زَبورٍ في مَصاحِفِ رُهبانِ

الظروف التي دفعت الجاهلية إلى تعلم الكتابة

1- التهديد: ومثال عليه ما وصل إلى عمرو بن كلثوم من تهديد النعمان قائلاً:

أَلا أَبلِغِ النُعمانَ عَنّي رِسالَةً

فَمَجدُكَ حَولِيٌّ وَلُؤمُكَ قارِحُ

2- التحذير: ومثال عليه ما كتبه لقيط بن يعمر يحذر قومه من غزو إياد لهم حيث قال:

سَلامٌ في الصَحيفَةِ مِن لَقيطٍ

إِلى مَن بِالجَزيرَةِ مِن إِيادِ

بِأَنَّ اللَيثَ كِسرى قَد أَتاكُمُ

فَلا يَشغَلكُمُ سَوقُ النِقادِ


شارك المقالة: