من المتعارف عليه على أنّ أي راوي أو شاعر أو أحد الأدباء يتكلم عن الأشياء والظواهر بأن يكون لها كيانها الخارجي الذي يسبق اللغة في وصفها، مهما كان المدى الذي وصلت إليه نظريته أو رؤيته في الأدب، والبنيوية فرضت نفسها في ميادين متعددة ومنها الفلسفة وعلم النفس والأنثروبولوجيا وعلم اللغة والنقد وفي جميع العلوم الإنسانية.
مفهوم المدرسة البنيوية
المدرسة البنيوية: هي عبارة عن إحدى المدارس في الأدب والنقد، تستهدف الأعمال في الأدب عن طريق البنية الداخلية لها، التي تتصف بالتكاملية بين كلماتها، وتبعد عن أية عوامل تأتي من الخارج، ومن الممكن أن نلخص أبرز الأفكار في البنيويّة كما يلي:
1- التحكم الحقيقي للنص الذي يبتعد عن أي مؤثرات خارجية، فالنص يقوم بتفسير نفسه.
2- تكون مهمة الذي يقرأ هي ان يكشف عن بنية النص وارتباطاته الداخلية.
3- تتبنى مدرسة البنيوية نظرية موت المؤلف.
خصائص المدرسة البنيوية
قام “جون بياجيه” بملخص عن خصائص البنيوية في عناصر ثلاثة كما يلي:
1- خاصية الشمولية: بحيث يتضمن النص مجموعة من العناصر المترابطة وليس المتفرقة.
2- خاصية التحويلات: بحيث يتضمن النص تحركات وتحولات داخلية، وليس نص ساكن.
3- خاصية التنظيم الداخلي: يستطيع النص من خلال هذه الخاصية أن ينظم المحتوى ويضمن بأنه موحد، وذلك بالتركيز على نظام النص اللّغوي.
رواد المدرسة البنيوية
انطلق المنهج البنيوي من خلال أساسات مختلفة وذلك في القرن العشرين، ولقد كانت البدايات لانطلاق المنهج البنيوي من خلال العالم “فردناد دي سوسير”، فقد قام بوضع مبادئ مختلفة قامت بتمثيل البداية الحقيقية للفكر البنيويّ:
ومن أبرز أنصار المدرسة البنيوية عند الغرب ما يلي:
1- فرديناند دي سوسير: حيث يقول أن اللغة هي أحد الأنظمة الاجتماعية.
رومان جاكسون: كان له دور واضح في صياغة الأفكار البنيوية في اللغة.
كلود ليفي شتراوس: كان متأثراً بفكر فرديناند دي سوسير في اللغة، وقام برصد النظم الكلية للأبنية اللغوية.
من أبرز أنصار المدرسة البنيوية في النقد عند العرب ما يلي:
كمال أبو أديب: ومن أشهر كتبه، كتاب “جدلية الخفاء والتجلي وكتاب البنية الإيقاعية للشعر العربي”.
صلاح فضل: ومن أشهر كتبه، “كتاب النظرية البنائية في النقد العربي”.
عبد الله الغذامي: ومـن أشهر كتبه: “الخطيبة والتكفير مـن البنيوية إلى التشريحية”.
نبيلة إبراهيم: من وجهة نظهرها البنيوية ترتكز على العمل الأدبي في حد ذاته.