تفسير سورة الروم

اقرأ في هذا المقال


قال تعالى: ﴿الۤمۤ (١) غُلِبَتِ ٱلرُّومُ (٢) فِیۤ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَیَغۡلِبُونَ (٣) فِی بِضۡعِ سِنِینَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَیَوۡمَىِٕذࣲ یَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ (٤) بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ یَنصُرُ مَن یَشَاۤءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ (٥) وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا یُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ (٦) یَعۡلَمُونَ ظَـٰهِرࣰا مِّنَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡـَٔاخِرَةِ هُمۡ غَـٰفِلُونَ (٧)﴾ [الروم ١-٧]صدق الله العظيم.

مناسبة التسمية:

لأنّ الله سبحانه وتعالى افتتح السورة بخبر غيبي عن الفرس والروم، وعندما النصارى أقرب الناس للمسلمين، كونهم أهل كتاب، ذكرهم الله سبحانه وتعالى، وعبر عن حال المسلمين في هذا النصر.

موافقة أول السورة لآخرها:

بدأت السورة المباركة (بذكر الخبر الغيبي المستقبلي) من عند الله سبحانه وتعالى قال تعالى: (غُلِبَتِ ٱلرُّومُ (٢) فِیۤ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَیَغۡلِبُونَ (٣)) صدق الله العظيم، ثم خُتمت باليقين الذي حدث في وعد الله ووحيه قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (٦٠) ﴾ صدق الله العظيم، والهدف من ذلك أن يملأ العبد قلبه يقيناً فيما جاء من الوحي، سواء كان أمراً، أو نهياً، أو خبراً.


المحور الرئيسي للسورة:

اليقين في الوحي.

مواضيع السورة المباركة:

  • التكلم عن فتنة من أعظم الفتن التي تصيب بعض الأمم، وهي الإغترار في التقدم في علوم الدنيا، وإتقانهم لها، مع عدم قدرة وعجز المسلمين عنها، مما جعل هذا الأمر يُضعف بعض ضعاف العقول واليقين من المسلمين، وجعلهم يظنون أن الروم بتقدمهم هذا هم على الحق، ومن يتخلف عنهم أنه على الباطل، فقد أنزل الله هذه الآية قبل وقوع هذا الحدث بزمان.
  • تم حشد الكثير من الآيات الواضحة على مختلف المستويات.
  • تاريخياً: الحرب التي حدثت بين الفرس والروم قال تعالى ((٢) فِیۤ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَیَغۡلِبُونَ (٣) فِی بِضۡعِ سِنِینَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَیَوۡمَىِٕذࣲ یَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ (٤)) صدق الله العظيم.
  • اقتصادياً: تحريم الربا، وأهمية وفائدة الزكاة، قال تعالى: ﴿وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (٣٩) ﴾ صدق الله العظيم، قال ابن عباس: “وما آتيتم من ربا” يريد هدية الرجل الشيء يرجو أن يثاب أفضل منه، فذلك الذي لا يربو عند الله ولا يؤجر صاحبه ولكن لا إثم عليه.
  • اجتماعياً: أسرار الزواج قال تعالى (وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا لِّتَسۡكُنُوۤا۟ إِلَیۡهَا وَجَعَلَ بَیۡنَكُم مَّوَدَّةࣰ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ (٢١)) صدق الله العظيم.

فوائد ولطائف حول السورة المباركة:

  • خص الله سبحانه وتعالى ذكر الروم، وأنّهم سبب فتنة للمسلمين، حتى جاء في الحديث أنّهم أكثر الناس في آخر الزمان، عن عمرو بن العاص سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقوم الساعة والروم أكثر الناس، فجاءت هذه السورة لكي تزيد المؤمنين يقيناً بالله وثقة وأملاً.
  • من أعظم وأفضل العبادات، وأكثرها خفة على اللسان، وأثقلها في الميزان عند الرحيم الرحمن (ذكر الله تعالى )  قال تعالى: ﴿فَسُبۡحَـٰنَ ٱللَّهِ حِینَ تُمۡسُونَ وَحِینَ تُصۡبِحُونَ (١٧) وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَعَشِیࣰّا وَحِینَ تُظۡهِرُونَ (١٨)﴾ صدق الله العظيم.
  • قال تعالى (وَعَشِیࣰّا وَحِینَ تُظۡهِرُونَ (١٨)) قال الماوردي: والفرق بين المساء والعشاء: أن المساء بدو الظلام بعد المغيب، والعشاء آخر النهار عند ميل الشمس للمغيب، وهو مأخوذ من عشا العين وهو نقص النور من الناظر كنقص نور الشمس.
  • من أسباب المصائب والكوارث (الذنوب) قال تعالى ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ﴾ [الروم ٤١] صدق الله العظيم، قال ابن عباس قال: هو نقصان البركة بأعمال العباد كي يتوبوا.
  • كل الفوز والسعادة في حفظ العبد وقته في طاعة الله تعالى، والمسارعة في رضوان الله تعالى، والخيبة كل الخيبة في من ضيع عمرة في اللهو، وإشباع الشهوات، واللهث خلف الدنيا قال تعالى: ﴿۞ ٱللَّهُ ٱلَّذِی خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفࣲ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفࣲ قُوَّةࣰ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةࣲ ضَعۡفࣰا وَشَیۡبَةࣰۚ یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡقَدِیرُ﴾ [الروم ٥٤] صدق الله العظيم.
  • وقوله تعالى : ﴿وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ﴾ صدق الله العظيم، قال الطبري : ليس ذلك بيدك ولا إليك، ولا يقدر على ذلك أحد غيري؛ لأني القادر على كل شيء.

شارك المقالة: