كان تيثونوس أمير طروادة في الأساطير اليونانية، وكان تيثونوس ابنًا للملك لوميدون ومحبًا للإلهة إيوس، وولد تيثونوس في طروادة الابن الأكبر للملك لاوميدون على الرغم من أنّ والدته تسمى ستريمو ابنة سكاماندر وليوسيب وبلاسيا، وهكذا كان من بين أشقاء تيثونوس لامبوس وكليتيوس وهيسيوني وبريام، وتحكي المصادر القديمة عن تأسيس تيثونوس لمدينة سوسة.
حياة الأمير تيثونوس وإيوس
كتب العديد من الشعراء الرومان قصة الحب بين إيوس أو ما تعرف بأورورا والأمير تيثونوس أمير طروادة، وفي هذه الأسطورة وقعت أورورا في حب الأمير الذي كان واحدًا من أكثر البشر وسامة وقد جذب جماله انتباه الإلهة الفجر إيوس ولكن حبهما انتهى، وعلى عكس أورورا الشابة دائمًا فإنّ الأمير تيثونوس سيكبر في النهاية ويموت، ولإنقاذ أحبائها طلبت أورورا من المشتري -أي زيوس- منح الخلود لتيثونوس ولكنها ارتكبت خطأً واحداً حيث نسيت أن تطلب الشباب الأبدي، وعلى الرغم من أنّه لم يمت استمر تيثونوس في التقدم في السن وحولته أورورا أخيرًا إلى حشرة زيز والذي أصبح أحد رموزها.
كما أنّه وفقًا لبعض الروايات الأخرى وقعت الإلهة في حب تيثونوس كعقاب من فينوس التي شعرت بالغيرة من أنّ زوجها مارس قد انجذب بجمال أورورا، وحملت إيوس تيثونوس وأخذته إلى أثيوبيا، وعاش كل من إيوس وتيثونوس كمحبين وأصبحا أبوين لولدين وهما: إيماثيون (Emathion) وهو ملك أثيوبي قتل على يد هرقل، والولد الثاني هو ممنون (Memnon) وهو أحد المدافعين عن طروادة الذي قتل على يد أخيل.
تحول تيثونوس وندمه
على الرغم من أن تيثونوس كان بشريًا يموت في النهاية، ومن أجل البقاء معه إلى الأبد طلبت إيوس من زيوس أن يجعله خالداً، ولقد منحت الإله الأعلى أمنية إيوس ولكن إيوس نسيت أن تطلب الشباب الأبدي في نفس الوقت، وهكذا في حين أنّ تيثونوس لم يستطع أن يموت ولكن كان بإمكانه أن يتقدم في العمر ومع مرور السنين كبر تيثونوس وكبر وأصبح أكثر فأكثر ضعيفًا.
فقال تيثونوس واصفًا حاله الذي وصل إليه: “تنمو الغابات في الغابات وتتساقط أوراقها على الأرض، ويولد الإنسان ويعمل الأرض ثم يموت ويدفن تحت الأرض، ومع ذلك فإنّ المتحدث تيثونوس ملعون ليعيش إلى الأبد.” فيخبر تيثونوس إيوس إلهة الفجر أنّه يكبر ببطء بين ذراعيها مثل ظل الشعر الأبيض الذي يتجول في الشرق، فيأسف تيثونوس أنّه بينما أصبح الآن ظلًا رماديًا الذي كان ذات يوم رجلاً جميلًا تم اختياره كمحب لأيوس ألهة الفجر كما ورد عن الأساطير اليونانية، وتذكر أنّه طلب منذ فترة طويلة من إيوس أن تمنحه الحياة الأبدية: “أعطني الخلود!” فمنحت إيوس رغبته بسخاء مثل فاعل خير ثري لديه الكثير من المال لدرجة أنّه يتصدق به دون التفكير مرتين.
ومع ذلك غضبت الآلهة التي رافقت إيوس لأنّ تيثونوس كان قادرًا على مقاومة الموت والتي استاءت من خلود تيثونوس وأخضعته لويلات الزمن، ولذلك انتقموا بضربه حتى كبر وذبل، والآن على الرغم من أنّه لا يمكن أن يموت إلّا أنّه يظل شيخًا إلى الأبد، ويجب أن يسكن في حضرة إيوس التي تجدد نفسها كل صباح وبالتالي فهي شابة إلى الأبد، ويناشد تيثونوس إيوس أن تستعيد هدية الخلود بينما تشرق النجمة الفضية لكوكب الزهرة في الصباح، وإنّه يدرك الآن الخراب في رغبته في أن يكون مختلفًا عن بقية البشر وفي العيش خارج هدف الفريضة وهو العمر الطبيعي للإنسان.
ثم يطلب تيثونوس من إيوس عدم إبقائه مسجونًا في الشرق حيث تنهض من جديد كل صباح لأنّ شيخوخته الأبدية تتناقض بشكل مؤلم مع تجديدها الأبدي، كما إنّه يتأرجح من البرد والتجاعيد بينما تستيقظ كل صباح لتدفئة الرجال السعداء الذين لديهم القدرة على الموت والرجال الذين ماتوا بالفعل في أكوام دفنهم، ويطلب تيثونوس من إيوس إطلاق سراحه وتركه يموت، وبهذه الطريقة تستطيع رؤية قبره عندما تنهض وهو مدفون في الأرض وسيكون قادرًا على نسيان فراغ حالته الحالية وعودتها على عجلات فضية التي تلسعه كل صباح.
وفي النهاية لم يستطع تيثونوس إلّا أن يشتكي ويثرثر بشكل غير متماسك ومع عدم وجود قوة في أطرافه حتى للتحرك، وأصبح غير قادر على الاعتناء بنفسه وطلب تيثونوس أن يموت ولكن لم يكن في قوة إيوس أن يسلب خلوده، ويقول البعض أنّ تيثونوس قد تم التخلي عنه بعد ذلك في غرفة، ولكن آخرين يقولون إنّ إيوس حوله إلى حشرة زيز الحصاد ولا تزال الثرثرة التي لا تنتهي والثرثرة غير المترابطة تسمع حتى اليوم، وهناك رواية تقول إيوس حولته أخيرًا إلى جندب ليريحه من وجوده الحزين.