جاء يكحلها عماها- Came to make her blind

اقرأ في هذا المقال


يمتلك كل مجتمع من المجتمعات فلكلور شعبي، ويزخر هذا الفلكلور بالكثير من الأمثال الشعبية التي التي ابتدعها السلف وما زالوا يتغنوا بها في الكثير من المواقف الحياتية المختلفة، فمرة يقولون أمثالاً عن الأحزان ومرةً أخرى يقولون أمثالاً عن الأفراح، ومرة يقولون أمثالاً عن وقوع البلاء وانتظار الفرج.

قصة مثل “جاء يكحلها عماها”:

يحكى في قديم الزمان أنه كان هناك رجل متعلق بحب زوجته إلى درجة كبيرة؛ فيحبها حباً عظيماً، وبعد مرور فترة من الوقت أصبح الشيطان يوسوس في رأسه ويصيبه بالشك في أنه لم تعد زوجته تحبه كما كانت في السابق، فقد كان يلاحظ عليها أنها لم تعد تهتم به ولا تبتسم وتضحك في وجهه كما كانت في بداية زواجهم، ويعتقد أنه ما كان من الود قد انقضى، وفي كل مرة كان يزيد الشك في رأسه ويتخلخل داخل أعماقه ولم يقوى على إبعاد التفكير عن نفسه في هذا الموضوع.

وفي ذات مرة تكلم عما يجول في عقله من تفكير إلى أحد أصدقاءه، فنصحه بالذهاب إلى عجوز حكيمة لعله يجد عندها الحل للتخلص من الشك الذي أصبح يأكل برأسه، وسمع كلام صديقة وذهب للعجوز، فطلبت من العجوز أن يأتي بثعبان ويغلق فمه بإحكام وينام على سريره ويضع الثعبان على صدره، فعمل كما طلبت منه العجوز نام ووضع الثعبان على صدره.

في ثاني يوم عندما أفاقت زوجته من نومها، رأت الثعبان وأخت بالصراخ وتشتد بزوجها لإيقاظه ظنناً منها أن الثعبان قد قرص زوجها ومات، فاستيقظ زوجها مسروراً وفرحاً بقلق زوجته عليه وخوفها، فتيقن حينها من حب زوجته له وخوفها عليه، لكن ردة فعل زوجته كانت بأنها أقسمت أنها لن تبقى معه جراء لما فعل فأخذ كل ما يخصها ورحلت عنه.

دلالة مثل “جاء يكحلها عماها”:

لم يترك القدماء أي موقف يحصل أمامهم أو يمرون به، إلا واستنبطوا منه الحكم والأمثال التي يبقون يتداولون بها فيما بعد، ففي بعض المواقف أو المشاكل التي كانت تحدث مع الأشخاص، عند تفكيرهم في إيجاد حلول لها فإنهم يقعون في مشكلة أكبر مما كانت لديهم، إذ يسيئون التصرف الحكيم في حلها، ويرجع ذلك إلى مستوى التفكير العقلي لديهم.


شارك المقالة: