حتى أنت يا بروتس - Even you Brutus

اقرأ في هذا المقال


مما لا شك فيه في هذه الحياة أن أصعب ما قد يتعرض له الإنسان هو الخيانة، فهي من أصعب أنواع الألم النفسي الذي يكمن داخله بسببها، فعندما يثق الشخص بأحد ما فإنه يصرح بكل ما في داخله من أسرار، إذ يعتبر الشخص المقابل بمثابة مرآة ينظر إليها، فلا يدور في ذهنه أن تلك المرآة من الممكن أن تكون مذبذبة الرؤية أو مثقوبة، وتُعد الخيانة من الآفات البشعة التي تصيب الشخص بخيبات الأمل مما تجعله يفقد الثقة بجميع من هم حوله وحتى بنفسه، وهناك الكثير من الأمثال التي تناولت موضوع الخيانة، ومنها المثل الروماني القائل (Even you Brutus).

قصة مثل “حتى أنت يا برتوس”:

يُحكى أن يوليوس قيصر كان القائد الروماني القوي والعظيم الذي قام بجلب الفتوحات والنصر الكثيرة لروما، وعلى الرغم من الإنجازات التي قدمها لبلده وشعبه، إلا أنه مات مقتولاً، حيث قُتل في آخر حياته على يد الخونة والجشعين والطماعين؛ بسبب الطمع في الثروة وحب السلطة فأداروا عقول القادة الذين كانوا مقربين منه، وقاموا بقيادتهم من أجل القيام بخطة شيطانية حتى يتمكنوا من اغتيال القائد العظيم.

وحتى لا يقوم كل واحد منهم بإلقاء التهمة في قتله على الآخر، جعلوا كل واحد من الموجودين يقوم بطعنة واحدة حتى يتمكنوا في النهاية من تفريق دمه على الجميع، حيث كانت آخر طعنة موجة إليه جاءت من أقرب أصدقائه وأحبهم إليه الذي كان يدعى (بروتس)، وهو كان ابن بروتوس العظيم، فقد كان من الأشخاص المقربين إلى قلب القائد العظيم، وقد روي أنه كان يعامله بمثابة ابنه من كثر محبته له، وكان يمنحه العديد من المناصب والأوسمة.

كان القائد يشكك في أن بروتوس ابنه؛ ويرجع السبب في ذلك إلى أنه عند ولادة بروتوس كان القائد حينها في علاقة مع والدته، وقد ورد أن من المحتمل أن يكون هذا السبب نفسه في مشاركة بروتوس في المؤامرة على قتل القائد، فقد كان القائد متسبب في إفساد سمعة والدة بروتوس، مما جعله يقلل من شأنه في نظر روما.

فقد وصف المؤرخون اللحظة التي قتل فيها القائد أنه نظر إلى بروتوس وقال له: حتى أنت يا بروتوس؟ فرد عليه: إنني أحبك ولكنني أحب روما أكثر، فقال القائد: إذاً فليموت قيصر، فأصبحت مثلاً متداولاً يقال عند الخيانة.

المصدر: كتاب أمثال إنجليزية بالعربية - مجلة الكتب العربيةكتاب أمثال ومقولات - حمدي عثمان - 2020كتاب أمثال إنجليزية بالعربية - الماستركتاب قاموس الأمثال الإنجليزية - محمد عطيه


شارك المقالة: