لا يوجد إنسان في هذه الحياة لا يتعرض إلى الوقوع في الأخطاء، فنحن في معظم الأيام التي نمر بها نتعلم العبر والدروس الجديدة التي تركها لنا الحكماء والعلماء القدماء العظماء، وذلك بسبب أننا نواجه في كثير من الأحيان التعثر في هذه الدنيا، فإن ارتكاب الأخطاء في هذه الحياة لا يؤدي في الضرورة إلى النتائج السلبية، فمن الممكن أن يتحول إلى أن يصبح ميزة تلازم الشخص في واقع الأمر.
مضمون مثل “حتى هوميروس قد يخطىء”:
يعتبر المثل الإنجليزي القائل (Even Homer sometimes nods)، من أشهر الأمثال الشعبية المتداولة في المجتمع الأوروبي، وهو ما ترجم باللغة العربية إلى حتى هوميروس قد يخطىء في بعض الأحيان، وفُسر المقصود من المثل بأنه حتى العلماء والحكماء من الممكن أن يقعوا في الأخطاء، فها هو الشاعر الإغريقي المشهور هوميروس معرض للخطأ في شعره، فهو ليس بمنأى عن الزلل ولا يوجد هناك أي إنسان مهما بلغ من الحنكة والحكمة إلا وأن يكون معرض للزلل والخطأ.
وقد وجد في العالم العربي العديد من الأمثال المرادفة للمثل الإنجليزي، ومنها المثل العربي القائل (لكل جواد كبوة)، وقد ضرب في الحصان المتين والقوي ويمتلك الكثير من النشاط والحيوة، ولكنه من الممكن أن يتعرض في العثرة مع العدو مما تسبب سقوطه أرضاً.
كما ورد المثل القائل (لكل حليم هفوة)، وضرب المثل في الرجل وديع الأخلاق الصبور الصالح، الذي قد يأتي عليه وقت من الأوقات ويتسبب في سقوطه وعثرته، وورد أيضاً في السنة النبوية كذلك مرادف للمثل الإنجليزي، وهو قول الرسول الكريم: (لا حليم إلا ذو عثرة ولا حكيم إلا ذو تجربة)، وفُسر الحديث الشريف بأنه لا يوجد هناك إنسان يكون حليماً كاملاً إلا إذا وقع في خطأ أو زلة، الأمر الذي يجعله مستقبلاً محمي من العثرات والزلات في المواضيع التي تحتاج إلى الحلم والصبر؛ وذلك لأنه مرّ بالدروس التي تُعلمه ذلك وأخذ العبرة والحكمة منها، فكل إنسان مرّ بتجربة في الأمور وعلم منها مدى ضررها ونفعها فتفاداها في الأمور الحياتية المقبلة، فيصبح لا يقوم بفعل أي شيء إلا عن علم ومعرفة وحكمة.