تفسير سورة الزلزلة :
قوله تعالى: (ٱلۡقَارِعَةُ (١) مَا ٱلۡقَارِعَةُ (٢)) صدق الله العظيم.
القارعة: أي القيامة والساعة والصاخة.
قوله تعالى: (وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡقَارِعَةُ (٣)) صدق الله العظيم، وما أدراك ما الأهوال التي تحدث في ذلك اليوم، وفي هذا اليوم يصير الولدان شيباً.
قوله تعالى: (یَوۡمَ یَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ (٤)) صدق الله العظيم، وصف الله تعالى خروجَ عباده من قبورهم في موضعٍ كأنهم جرادٌ منتشر، كما في قوله تعالى: ﴿خُشَّعًا أَبۡصَـٰرُهُمۡ یَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادࣱ مُّنتَشِرࣱ﴾ صدق الله العظيم[القمر ٧] وهنا يصفهم الله تعالى كالفراش المبثوث، والفراش هي تلك الحشرات الصغيرة جداً، التي إذا أوقدتَ ناراً في الظلام تتهافت على هذا الضياء، لضعفها ولعدم اهتدائها إلى ما ينجيها وإلى صلاحها.
وقد ضرب النبيُ صلى الله عليه وسلم حاله مع أمته بمثلِ هذا، ففي الصحيحين عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: ( مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها وأنا أخذ بحجزكم عن النار, وأنتم تفلتون من يدي ) .
والمبثوث هو المنتشر في كلِ اتجاه، فيملئون وجه الأرض، بعد خروجهم من قبورهم ويتفرقون، فإذا بأناس يجرون إلى اليمين، وآخرين إلى اليسار، وآخرين إلى الأمام.
قوله تعالى:(وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٱلۡمَنفُوشِ (٥)) صدق الله العظيم، لأن العالم في ذلك اليوم تتغير معالمه، فالجبال التي قال الله عنها: ﴿وَتَرَى ٱلۡجِبَالَ تَحۡسَبُهَا جَامِدَةࣰ وَهِیَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِۚ صُنۡعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِیۤ أَتۡقَنَ كُلَّ شَیۡءٍۚ إِنَّهُۥ خَبِیرُۢ بِمَا تَفۡعَلُونَ﴾ صدق الله العظيم [النمل ٨٨] فهذه تتفكك قوتها، فتتحول إلى كثبان رملية، قال تعالى: ﴿یَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلۡأَرۡضُ وَٱلۡجِبَالُ وَكَانَتِ ٱلۡجِبَالُ كَثِیبࣰا مَّهِیلًا﴾ صدق الله العظيم[المزمل ١٤] فتصير كأنّها عهنٌ منفوش.
والعهن المنفوش: هو الصوف الذي يُنفش باليد، أي تصير الجبال هباءً وتزول.
قال تعالى: (فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَ ٰزِینُهُۥ (٦) فَهُوَ فِی عِیشَةࣲ رَّاضِیَةࣲ (٧)) صدق الله العظيم، راضية مرضية، يرضاها صاحبها، ويهنأ بها ويسعد بها سعادةً ليس بعدها شقاء، فالحساب عند الله تعالى ( بالذر).
قوله تعالى: ( وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَ ٰزِینُهُۥ (٨) فَأُمُّهُۥ هَاوِیَةࣱ (٩)) صدق الله العظيم،عوجاء عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة))، وقال: ((اقرؤوا: ﴿ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴾ صدق الله العظيم.