تفسير سورة الواقعة

اقرأ في هذا المقال


قال تعالى (إِذَا وَقَعَتِ ٱلۡوَاقِعَةُ (١) لَیۡسَ لِوَقۡعَتِهَا كَاذِبَةٌ (٢) خَافِضَةࣱ رَّافِعَةٌ (٣) إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجࣰّا (٤) وَبُسَّتِ ٱلۡجِبَالُ بَسࣰّا (٥) فَكَانَتۡ هَبَاۤءࣰ مُّنۢبَثࣰّا (٦)﴾ صدق الله العظيم.


مناسبة السورة:

الواقعة هي اسم من أسماء يوم القيامة، وقد بدأت السورة بذكر ذلك اليوم.

موافقة أول السورة لآخرها:

  • البدء بذكر منازل الناس يوم القيامة قال تعالى: ﴿وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً (٧) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢) ﴾ صدق الله العظيم، وختمت بذكر منازلهم بقوله تعالى (فَأَمَّاۤ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِینَ (٨٨) فَرَوۡحࣱ وَرَیۡحَانࣱ وَجَنَّتُ نَعِیمࣲ (٨٩) وَأَمَّاۤ إِن كَانَ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلۡیَمِینِ (٩٠) فَسَلَـٰمࣱ لَّكَ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلۡیَمِینِ) صدق الله العظيم، وذلك لترغيب عباده المؤمنين في المسارعة لفعل الخيرات.
  • قال البقاعي: ما صنف سبحانه الناس [في] تلك إلى ثلاث أصناف: مجرمين وسابقين ولاحقين، وختم بعلة ذلك وهو أنّه ذو الانتقام والإكرام، شرح أحوالهم في هذه السورة وبين الوقت الذي يظهر فيه إكرامه وانتقامه بما ذكر في الرحمن.

المحور الرئيسي للسورة:

ذكر منازل العباد يوم الواقعة.

مواضيع السورة المباركة:

  • زلزلة واضطراب الأرض، وتفتت الجبال يوم القيامة.
  • السورة قسّمت الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف ( مقربون- أصحاب اليمين- أصحاب الشمال).
  • إقامة الأدلة على وحدنية الله سبحانه وتعالى.
  • التذكير والتنوية على مقام القرآن العظيم.

فوائد ولطائف حول السورة المباركة:

  • في قوله تعالى: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ صدق الله العظيم،  قال القرطبي اختلف في معنى (لا يمسه) هل هو حقيقة في المس بالجارحة أو معنى؟ وكذلك اختلف في (المطهرون) من هم؟ فقال أنس وسعيد بن جبير: لا يمس ذلك الكتاب إلّا المطهرون من الذنوب وهم الملائكة. وكذا قال أبو العالية وابن زيد: إنّهم الذين طهروا من الذنوب كالرسل من الملائكة والرسل من بني آدم، فجبريل النازل به مطهر، والرّسل الذين يجيئهم بذلك مطهرون، وجمهور الفقهاء على عدم جواز مس المصحف إلّا للمتوضئين، كما ذكر ذلك ابن قدامة المقدسي والإمام النووي.
  • قوله تعالى: ﴿نَحۡنُ جَعَلۡنَـٰهَا تَذۡكِرَةࣰ وَمَتَـٰعࣰا لِّلۡمُقۡوِینَ﴾ صدق الله العظيم، قال ابن عباس: أي المسافرين، صح عن النبي ﷺ أنّه قال: (إنّ ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم) فقالوا يا رسول الله: إن كانت لكافية، قال: (فإنّها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها).
  • قوله تعالى: ﴿بمواقع النجوم﴾ صدق الله العظيم، قال القرطبي:  مواقع النجوم مساقطها ومغاربها في قول قتادة وغيره. عطاء بن أبي رباح: منازلها. وقال الحسن: انكدارها وانتثارها يوم القيامة.
  • قوله تعالى ﴿أَفَرَءَیۡتُمُ ٱلۡمَاۤءَ ٱلَّذِی تَشۡرَبُونَ (٦٨) ءَأَنتُمۡ أَنزَلۡتُمُوهُ مِنَ ٱلۡمُزۡنِ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنزِلُونَ (٦٩) لَوۡ نَشَاۤءُ جَعَلۡنَـٰهُ أُجَاجࣰا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ) صدق الله العظيم، المزن هو السحاب الثقيل بالماء، قال الرازي: في الماء: ﴿أنزلتموه من المزن﴾ لا عمل لكم فيه أصلاً فهو محض النعمة.
  • جاء في فضل السورة قال: ذكر أبو عمر ابن عبد البر في (التمهيد) و (التعليق) والثعلبي أيضا: أنّ عثمان دخل على ابن مسعود يعوده في مرضه الذي مات فيه فقال: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي. قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة ربي. قال: أفلا ندعو لك طبيباً؟ قال: الطبيب أمرضني. قال: أفلا نأمر لك بعطائك؟ قال: لا حاجة لي فيه، حبسته عني في حياتي، وتدفعه لي عند مماتي؟ قال: يكون لبناتك من بعدك. قال: أتخشى على بناتي الفاقة من بعدي؟ إني أمرتهن أن يقرأن سورة (الواقعة) كل ليلة، فإنّي سمعت رسول الله ﷺ يقول: (من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا.
  • في قوله تعالى: ﴿وَكُنتُمۡ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا ثَلَـٰثَةࣰ (٧) فَأَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَیۡمَنَةِ مَاۤ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَیۡمَنَةِ (٨) وَأَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ مَاۤ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ (٩) وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلسَّـٰبِقُونَ) صدق الله العظيم، قال شميط بن العجلان: الناس ثلاثة، فرجل ابتكر للخير في حداثة سنه داوم عليه حتى خرج من الدنيا فهذا هو السابق المقرب، ورجل ابتكر عمره بالذنوب ثم طول الغفلة ثم رجع بتوبته حتى ختم له بها فهذا من أصحاب اليمين، ورجل ابتكر عمره بالذنوب ثم لم يزل عليها حتى ختم له بها فهذا من أصحاب الشمال.

شارك المقالة: