تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب جوزيف كونراد، وتم العمل على نشرها عام 1895م، تناولت في مضمونها الحديث حول رجل كان يكن محبة كبيرة لابنته، ولم يتحمّل فراقها وزواجها إلى أن توفي في النهاية.
الشخصيات
- الرجل كاسبار الماير
- السيدة مالاوي زوجة كاسبار
- الفتاة نينا ابنة كاسبار
- الأمير داين مارولا
- تانغ جونغ ريديب باحث عن منجم الذهب
- راجا حارس الأمير
- الراجح مسؤول في الحكومة
رواية حماقة الماير
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة روسيا في أواخر القرن التاسع عشر، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك رجل يدعى كاسبار الماير يقيم في إحدى القرى والتي تعرف باسم مدينة سامبير، وهو من أصول أوروبية متزوج من سيدة تدعى مالاوي ولهما ابنه وحيدة تدعى نينا، وفي تلك الفترة كان السيد كاسبار رجل أعمال، ولكنه يعيش في حالة فقر وبأس، إذ تقتصر تجارته على الأمور البسيطة، وقد أمضى كاسبار حياته وهو يحلم بأن يصبح في يوم من الأيام رجل ثري، وبعد فترة طويلة أشار إلى أنه لا يمكن لحلمه أن يتحقق، إلا حينما يعثر على كنز من الذهب، وذات يوم سمع كاسبار أخبار حول وجود منجم من الذهب، وأن هناك العديد من خبراء التعدين بحثوا عنه كثيراً، ولكن لم يتمكن أحدهم من العثور عليه.
وقد كان من بين الذين قضوا وقت طويل في البحث عن ذلك المنجم شخص يدعى تانغ جونغ ريديب وهو من سكان إحدى القرى والتي تعرف باسم قرية بيراو ريجنسي التابعة إلى دولة إندونيسيا، ولكنه بعد خسرانه الكثير من الأموال والجهد فشل في العثور على منجم الذهب، وقد عاد إلى منزله وأغلق على نفسه ودخل في حالة حزن وبؤس، وفي وقت لاحق سمع السيد كاسبار أن البريطانيين يخططون من أجل الاستيلاء على نهر بانتاي وهو ما يعرف في الوقت الحالي بنهر بيراو، وعلى الفور على الرغم من حالة الفقر التي يعيشها إلا أنه قام باستقراض أموال وقام ببناء منزلًا فخمًا كبيرًا بالقرب من مكان إقامته في ذلك الوقت؛ وذلك من أجل الترحيب بالبريطانيين.
إذ كان باعتقاده ويأمل في أن تتطور التجارة معهم، ولكن ما حدث هو أن البريطانيين لم يفتحوا تلك الطريق باتجاه النهر ولم يقوموا بالاستيلاء عليه، كما أن المنزل على الرغم من التكاليف التي دفعها السيد كاسبار عليه، إلا أنه لم تكفي الأموال لاستكماله، وهذا ما جعل العديد من البحارة الهولنديين المارين من هناك يطلقون عليه اسم منزل حماقة الماير، ومنذ ذلك الوقت بين الحين والآخر يخرج السيد كاسبار باستمرار في رحلات طويلة، لكنه في النهاية توقف عن ذلك وبقى مقيم في ذلك المنزل الضخم مع أحلام اليقظة اليائسة من الثراء والروعة، وفوق تلك الحالة التي يعيشها كانت زوجته تثرثر حول تلك الحياة التي يعيشونها.
وفي يوم من الأيام جاء إلى المدينة واحد من الأمراء والذي يعرف بأنه أمير ملاوي من إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة بالي ويدعى داين مارولا؛ وقد كان الهدف من زيارته هو رؤية السيد كاسبار والاطلاع على أحوال التجارة في تلك المنطقة، وأثناء تواجد الأمير في تلك المنطقة التقى مع نينا ابنة السيد كاسبار وعلى الفور وقع في حبها، وحينما شعرت السيدة مالاوي بذلك سرعان ما قامت بترتيب العديد من اللقاءات بين ابنتها نينا والأمير داين، وقد كانت غاية السيدة مالاوي من ذلك هي أن يتزوج الأمير من ابنتها؛ وذلك حتى تتمكن ابنتها من البقاء في وطنها بأمان، إذ أنها لا تثق كثيرًا في الرجال أصحاب البشرة البيضاء وطرقهم.
وبعد أيام قليلة غادر الأمير داين المدينة ولكنه تعهد بالعودة إلى نينا ومساعدة السيد كاسبار في العثور على منجم الذهب، وبعد أن عاد الأمير إلى مدينة بالي ذهب أحد حاشيته ويدعى راجا مباشرة إلى مدينة لاكامبا، وأول ما وصل إلى هناك توجه إلى أحد الحكام المسؤولين ويطلق عليه لقب الراجح وأخبره عن وجود منجم الذهب وأن بعض الهولنديين يستولون على السفن التي بها باحثين عن ذلك المنجم، وهنا أمر الراجح الحارس راجا بأن يقوم بقتل الأمير؛ وذلك لأنه ليس بحاجة للعثور على الذهب في الوقت الحالي.
وفي صباح اليوم التالي تم العثور على جثة مجهولة الهوية تطفو على وجه النهر، وتلك الجثة ترتدي سوارًا في الكاحل يشبه إلى حد كبير السوار الذي كان في قدم الأمير داين، وحينما عثر على الجثة وشاهدها السيد كاسبار أصيب بحالة من الذهول؛ وذلك لأن الأمير داين هو فرصته الوحيدة للعثور على المنجم، ولكن في الحقيقة كانت تلك الجثة ليست للأمير ،بل هي جثة أحد العبيد العاملين لدى الأمير، والذي توفي حينما انقلب زورقه، وفي تلك الأثناء اقترحت السيدة مالاوي أن يقوم الأمير داين بوضع خلخاله وخاتمه على جسد الجثة؛ وذلك حتى يوهم أعدائه بأنه توفي غرقاً.
وفي النهاية قررت السيدة مالاوي أن تقوم بتهريب الأمير داين إلى مكان بعيد عن الهولنديين؛ وذلك حتى لا يتم اكتشاف أمره بأنه على قيد الحياة، وذات ليلة قامت السيدة مالاوي بالسماح إلى نينا بالتسلل خلف الأمير، وقد حدث ذلك بينما كان السيد كاسبار منشغل في السهر مع مجموعة من الهولنديين في أحد المقاهي، وأول ما عاد السيد كاسبار إلى المنزل أخبرته واحدة من العاملات لديه بالمنزل إلى أين ذهبت ابنته نينا، وعلى الفور قام السيد كاسبار بتعقب نينا إلى أن وصل إلى المخبأ الذي يقيم به الأمير داين.
وحينما طلب والد نينا إليها العودة معه رفضت طلبه، مدعيه أنها تريد أن تتجنب إهانات المجتمع الأبيض، وفي تلك الأثناء على الفور قامت العاملة لدى السيد كاسبار بإخبار الرقيق الهولنديون بالمكان الذي يتواجد به الأمير داين، وهنا أشار السيد كاسبار إلى إنه لا يمكنه مسامحة نينا أبدًا، لكن كل ما بوسعه هو أن يساعدهما على الهروب من خلال اصطحابها إلى مصب النهر، حيث سوف يأخذها قارب ويوصلها هي والأمير إلى مكان آمن، وبعد هروبهما قام السيد كاسبار بمحو آثار أقدام الأمير وابنته وعاد إلى منزله.
وهنا على الفور تتوجه السيدة مالاوي إلى السيد الراجح من أجل طلب الحماية من المجتمع الأبيض، وقد أخذت معها كل المهر الذي قدمه الأمير داين لابنتها، بينما السيد كاسبار فإنه قام في تلك الأثناء بتكسير كل أثاثه في مكتبه المنزلي ووضعه في وسط الغرفة وأشعل النار فيه وحرق المنزل بأكمله على الأرض معه، وقضى بقية أيامه في حماقته، محاولاً نسيان ابنته، ولكنه توفي ولم يتمكن من نسيانها.
العبرة من الرواية هي أن حب الأب لأبنائه هو من أصدق المشاعر التي يحصل عليها الأبناء.
مؤلفات الكاتب جوزيف كونراد
- رواية اللورد جيم Lord Jim Novel