اقرأ في هذا المقال
اهتم الجاهليون بالجَّارة شأنها شأن الجار حيث كان لها حقوق يجب توفيرها لها كما تفننوا بحمايتها والذود عنها وقد ورد ذكر الجَّارة وحقوقها بالعديد من الآداب الجاهلية.
حقوق المرأة الجارة من خلال الشعر الجاهلي
1- صون عفاف الجارة: كان الجاهلي يحرص على صون عفة جارته ولا يستبيح حماها أو يتعرض لعِرضها وشرفها وذكر حاتم الطائي هذا في أبياته نافيًا على نفسه زيارة جارته في جُنح الليل حيث أنشد:
أَأَفضَحُ جارَتي وَأَخونُ جاري
مَعاذَ اللَهِ أَفعَلُ ما حَيِيتُ
وعن هذا نظم عنترة بن شداد حيث لا يزور جارته في غياب زوجها ولا يصنع نفسه في موقف شك، حتى عندما يخرج زوج الجارة في غارة فإنه يتجنب زيارتها لأي سبب حفاظًا على عرضها وشرفها وينشد في هذا:
يا عَبلُ أَينَ مِنَ المَنِيَةِ مَهرَبي
إِن كانَ رَبّي في السَماءِ قَضاها
2- إكرامها وتفقد أوضاعها والاطمئنان على أحوالِها: كان الجاهلي يرى أن من واجبه تفقد الجارة وقضاء حوائجها والإحسان إليها موعزًا ذلك بسبب بُعدها عن أهلها وقبيلتها، والغريب يُخفي حاجتِه وفقرهِ عن الأخرين حتى لا يشعر أحد بضعفِه ويِنزل من قيمته وكبريائه خاصة المرأة وعن إكرام الجارة نظم عدي بن زيد:
وبسلٌ أن أرى جارات بيتي
يجعن وأن أرى أهلي شباعا
كما وصف لنا حاتم الطائي من خلال أبياته العلاقة الإنسانية التي تجمعه بالجارة والتي تقوم على الرحمة خصوصًا في غياب رب الأسرة حيث ينشد:
وما تشتكي جارتي غير أنَّها
إذا غاب عنها بعلها لا أزورها
تفاخر الشعراء بحماية الجارة من خلال الشعر الجاهلي
1- تباهى الشنفرى بكرم زوجته حيث كانت تهتم بجاراتها وتفضلهنْ على نفسها وكانت تتفقدهنْ وتطمئنْ على أحوالهنْ خصوصًا وقت القحط والجوع وكانت تسخو عليهن بما يتوفر لديها من زاد وخط في هذا:
تَبيتُ بُعَيدَ النَومِ تُهدي غَبوقَها
لِجارَتِها إِذا الهَدِيَّةُ قَلَّتِ
2- تفاخر لبيد بن ربيعة بأخيه أربد وكيف صان جارته وأكرمها وكان يذبح الجزور وينتقي أجود وأطيب اللحم منها ويهديه لجارته وعن هذا ردد:
وَجارَتُهُ إِذا حَلَّت إِلَيهِ
لَها نَفَلٌ وَحَظٌّ في السَنامِ