يعيش الإنسان في هذه الحياة على أمل الحفاظ على صحته لآخر يوم في عمره، فالصحة بمثابة تاج على رأس الأصحاء، لكن في أغلب الأحيان لا يستطيعون الناس تحقيق هذا الأمل ويرجع السبب في أغلب الحالات؛ إلا عدم أخذ الوقاية والحذر اللازم والاستهانة بالعوارض التي تصيبهم.
مضمون مثل “درهم وقاية خير من قنطار علاج”:
للنهوض بحماية صحة الإنسان من الأمراض أصدر الأطباء مفهوم “الرعاية الأولية والحماية للصحة”، وتعني الإجراءات التي يجب على أي شخص اتباعها لحماية نفسه من الإصابة بأي مرض يتنبأ به؛ ليحد من تداعياته والابتعاد عن الوصول إلى نتائج لا تحمد عقباها.
وهو أسلوب بسيط يبعد الإنسان عن الإصابة بالأمراض فيعيش حياة هنيئة راضية أطول فترة ممكنة، فلا سمح الله أن يكون المقصود خداع الموت، وإنما اللجوء إلى أسلوب منظم لمحاولة الحياة بدون آلآم ومعاناة وأمراض، مما يولد تعب جسدي ونفسي لدى الإنسان.
قصة مثل “درهم وقاية خير من قنطار علاج”:
كانت إمرأة تدعى زاهدة تبلغ من العمر 65 عام، مصابة بداء السكري وقد بدأ معها هذا الداء وهي في عمر 45 عام ولم تكن تعلم أنها مصابة بهذا الداء لعدة سنوات، حيث قالت وهي تسرد قصتها “كنت أشعر بالتعب والدوخة طوال الوقت، وكنت أعاني أيضاً فقدان الذاكرة وكثرة التبول”، ذهبت في بداية الأمر إلى دكتور في مستشفى محلي فأخبرها أن نتائجها طبيعية، فتجاهلت الأعراض التي تحصل لها مدة ثماني أعوام قبل اللجوء إلى استشارة طبيب آخر في مدينة اسلام آباد، حيث انتقلت للعيش هناك مع عائلتها، فتأكدت إصابتها بمرض السكري بعد إجراء فحص دم ثاني.
فقام الطبيب بوصف الأنسولين علاجاً لها، وبعد أخذ الحقنة الأولى شعرت بالتحسن، فكما يحصل مع الأشخاص المصابين بهذا المرض من معاناة عانت زاهدة لمضاعفات مزرية، كانت من الممكن تفاديها فلم تتخذ العلاج المناسب، مما قد أدى إلى إصابة قدمها بقرحة فاضطر الدكتور إلى قطع إحدى رجليها من تحت الركبة، فقال لها الطبيب حينها: إنك انتظرتي كثيراً قبل التماس العلاج، فتحملت مسؤوليتها نتيجة عدم إدراكها لنسبة القلوكوز العالية في دمها، ثم كان يجب عليها الإسراع في إخبار الطبيب عن القرحة التي كانت في قدمها؛ مما أدى إلى معاناتها جسدياً ونفسياً، وثماثلت فيما بعد إلى الشفاء التدريجي للأثار النفسية والجسدية التي نتجت عن العملية الجراحية التي أجريت لها، ففي هذا النوع من الأمراض، الوقاية منه تؤدي إلى الحماية من المضاعفات التي يمكن أن يؤدي إليها.