دموع التماسيح - Crocodile tears

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر التزييف من الجرائم التي تشير إلى التغيير والتزوير في أمر ما، مما يجعل التزييف متعلق بالأشياء التي يتم التزوير بها كالصكوك والمستندات، أكثر من الاهتمام بالشيء نفسه الذي تم تزويره وتغييره، فالتزوير هو أيضاً جريمة مماثلة للغش محاولة في تضليل الناس، مما يجعل أحد الأشخاص يقوم بأمور مزيفة من أجل أن يحقق غاية ما في ذهنه، فيستخدم أسلوب الخداع والتزييف للوصول إلى أهدافه، ولا يقتصر التزييف على الصكوك والأوراق الرسمية، وإنما يتسع ليشمل التزييف في التصرفات والأقوال والأفعال.

مضمون مثل “دموع التماسيح”:

ضُرب المثل مستخدماً أسلوب التشبيه، ففي حقيقة الأمر هي ليست دموع، وذلك بسبب أن التماسيح لا تمتلك الغدد الدمعية من أجل ذرف الدموع كما هو حال الأسماك، وما نشاهده في عيونها وما يوحى إلينا أنها دموع فهي ليست كذلك، فما يكون هو سواء بقايا من الماء الذي تعيش فيها، ولذلك قيل فيها أنها دموع زائفة وخادعة، فضرب المثل ليتناول هذا الموضوع الذي يتحدث عن زيف وخداع التماسيح للناس بأن ما يسيل منها هي دموع.

قصة مثل “دموع التماسيح”:

الأصل في تلك القصة أنه يُحكى في قديم الزمان أنه كان هناك طفل صغير ذهب في أحد الأيام لزيارة حديقة الحيوانات؛ وكان السبب في زيارته إلى الحديقة أن والدته كانت تقول له وهي مبتسمة عند بكاءه من غير سبب أن دموعة مثل دموع التماسيح؛ الأمر الذي جعله يرغب في رؤية تلك الدموع، مما دفعه لزيارة تلك الحديقة.

وعند وقوفه خلف أسوار أحد القضبان الحديدية التي تطل على التمساح، بدأ الطفل يمد برأسه مراقباً لعيون التمساح، حيث لاحظ أن ما يذرف من جفون التمساح ليس دموعاً وإنما هي بقايا الماء التي تبقى على جفونه عند خروجه من بركة الماء التي يقيم فيها، حيث يبلل الماء جفون التمساح وتأخذ بالتساقط منها مما يوحي أنها دموع إلى المشاهدين.

وعندما فُسر السبب في الربط بين دموع الطفل ودموع التماسيح، وذلك لأن دموع التماسيح ما هي إلا دموع مزيفة وخداعة لمن يشاهدها نابعة من أحزان مصطنعة خداعة وزائفة وليست حقيقية، حيث لا وجود لها في حقيقة الأمر، تماماً كما هي دموع الطفل التي يخرجها ويذرفها من دون وجود سبب أو مبرر لبكائه، ومن هنا جاء هذا المثل.


شارك المقالة: