هي الرواية الثامنة لتشارلز ديكنز. العنوان الكامل للرواية هو التاريخ الشخصي والمغامرات والخبرة والملاحظة لديفيد كوبرفيلد الأصغر في Blunderstone Rookery نُشر لأول مرة كمسلسل في 1849-1850 ، وككتاب عام 1850.
تتميز الرواية بشخصية ديفيد كوبرفيلد، وهي مكتوبة بضمير المتكلم، وصفًا لحياته حتى منتصف العمر، بمغامراته الخاصة والعديد من الأصدقاء والأعداء الذين يقابلهم على طول طريقه. إنها رحلته في التغيير والنمو من الطفولة إلى النضج، حيث يدخل الإنسان حياته ويغادرها ويمر بمراحل تطوره.
الشخصيات:
- ديفيد كوبرفيلد.
- السيدة كوبرفيلد.
- الآنسة بيتسي.
- السيد موردستون.
- السيد بيغوتي.
- ستيرفورث.
- دورا سبينلو.
- أغنيس.
قصة حياة ديفيد كوبرفيلد:
تبدأ حياة ديفيد كوبرفيلد كما تبدأ حياتنا، الولادة. ولد يوم الجمعة، الساعة 12:00 صباحًا، في بلندر ستون في سوفولك. يأتي ديفيد إلى العالم يتيماً وكانت أمه أرملة بلا مال، وكانت له عمة غنية جداً، وهي الآنسة بيتسي تروتوود، حيث كان لوالدته بعض الأمل في أن تتدخل العمة ديفيد وتساعدهم ماليًا.
ولكن لسوء الحظ، كانت الآنسة بيتسي شخصية عنيدة وكانت تشعر بخيبة أمل كبيرة لأن ديفيد ولد وليس فتاة كما كانت تتمنى لدرجة أنها فضت أن يكون لها أي علاقة بالعائلة، وتركت السيدة كوبرفيلد بمفردها، مع مدبرة منزلها، بيغوتي، لمساعدتها على تربية ديفيد. وعندما بلغ ديفيد السادسة تقريبًا، بدأت والدة ديفيد في مقابلة السيد موردستون وهو رجل صارم وقاسي حيث أغرى السيدة كوبرفيلد لتوافق على الزواج منه. وبمجرد أن تزوجت السيدة كوبرفيلد أخيرًا من السيد مردستون، انتقل هو وأخته جين إلى منزل السيدة كوبرفيلد الذي كان ينتمي إلى والد ديفيد.
قام الاثنان معًا بالتنمر على السيدة كوبرفيلد حتى أصبحت خائفة جدًا من قول أي شيء للاحتجاج على الإساءة اللفظية والجسدية التي كان يرتكبها بحقها هي وابنها ديفيد. وذات ليلة، ضرب السيد مردستون ديفيد كالمعتاد بمفتاح وفي حالة من الذعرعض ديفيد يده.استخدم السيد مردستون هذه الحادثة كذريعة لإرسال ديفيد بعيدًا إلى مدرسة داخلية تسمى سالم هاوس، يديرها السيد كريكل وقبل أن يذهب ديفيد إلى المدرسة، سُمح له بزيارة مسقط رأس مدبرة منزل والدته ومربيته السيدة بيجوتي. في قرية ساحلية حيث يعمل شقيقها صيادًا هناك ويمتلك قاربًا حوله إلى منزل على الشاطئ.
وعند وصول ديفيد وجد منزل السيد بيغوتي في يارموث وهوعبارة عن مركب يؤوي ثلاثة أشخاص اليتيمان هما هام وإميلي، والسيد بيجوتي رجل كريم، استقبل ديفيد في قاربه أسبوعين وأظهر له الحب والعطف في الفترة التي قضاها في منزله. كما أنه حصل على محبة ميلي الصغيرة، وهي طفلة جميلة وطيبة القلب.
وبعد قضاء فترة سعيدة من الوقت في قارب السيد بيغوتي، حان وقت ذهاب ديفيد إلى مدرسته الجديدة، سالم هاوس، وبعد وصوله وجد أن مدير المدرسة السيد كريكل، قد تم تحذيره مسبقاً من أن ديفيد طفل سيء. مما جعل السيد كريكل يضرب ديفيد وجميع الأولاد الآخرين في سالم هاوس باستمرار، ولكن هذا لم يمنع ديفيد من تكوين صداقات في المدرسة كان أولها جيمس ستيرفورث وهو فتى وسيم وبارع تمكن من سحر الجميع، بما في ذلك السيد كريكل حيث اعتبره ديفيد بطلاً وكان من أكثر الشخصيات تأثيراً على ديفيد.
أمضى ديفيد فترتين دراسيتين في سالم هاوس حيث تعلم ما يمكنه تعلمه وحاول تجنب تعرضه للضرب من قبل السيد كريكل حتى أنّه صنع صداقات ليس فقط مع ستيرفورث، ولكن أيضًا مع تومي ترادلز، وهو فتى حسن الطباع يحب رسم الهياكل العظمية كلما شعر بالضيق.
وفي يوم من الأيام، سمع ديفيد أخبارًا مروعة من المنزل حيث ماتت والدته وشقيقه الرضيع، عندها شعر ديفيد أنّه ممزق تمامًا، واندفع عائداً إلى سوفولك لحضور الجنازة، وجد ديفيد أنّ السيد مردستون يعاني من مشاكل مالية لذلك قرر استغلال ديفيد بإرساله إلى لندن للعمل في مصنع تعبئة النبيذ الخاص به عندما كان ديفيد يبلغ من العمرعشر سنوات فقط وحرمه من إكمال تعليمه، ثمّ ذهب ديفيد للعمل في لندن دون أي أسرة لحمايته.
لحسن الحظ ، انتهى الأمر بـديفيد في تكوين صداقات حقيقية مع أصحاب العمل الجدد، حيث تعرف إلى السيد مكاوبر وزوجته اللذين كانا على حافة الانهيار المالي، لكنهما شخصان مكافحان لم يفسد الضيق المالي معنوياتهما كثيرًا حيث كانا يواصلا البحث عن وظائف ومشاريع جديدة دون جدوى، أقام ديفيد عندهم فترة من الوقت وكانا من الشخصيات المؤثرة في حياته بإصرارهما ومعنوياتهما المرتفعة.
وكان السيد مكاوبر وزوجته لطيفين مع ديفيد وأحبوه كأبن لهم، ولكنّهم انغمسوا في الديون بشكل أعمق يوماً بعد يوم حتى أنّهم أخبروا ديفيد بكل مشاكلهم المالية، مما جعل ديفيد يعتقد أنهم نسوا بالضبط كم عمره. لكنّه كان يستمتع بصحبتهم كثيرًا. وبعد فترة تم القبض على السيد مكاوبر وإرساله إلى السجن بسبب تراكم الديون عليه مما جعل ديفيد محبط وحزين والآن بعد أن أصبح أفضل أصدقاء ديفيد في لندن في السجن، قرر إجراء تغيير حينها تذكر ديفيد القصص التي كانت بيغوتي تخبره بها عن عمته العظيمة، الآنسة بيتسي تروتوود.
لذلك قرر الهرب للعثور عليها وطلب المساعدة منها، حيث سار ديفيد على طول الطريق من لندن إلى دوفرالتي تبعد حوالي سبعين ميلاً، وفي صباح أحد الأيام وجد نفسه واقفاً عند عتبة الآنسة بيتسي، وعندما وصل كان متهالكًا تمامًا، وكانت حروق الشمس تبدو على وجهه كما كان مرهقًا ومكسورًا. عندما وجدته الآنسة بيتسي بهذه الحال قررت أن تأخذه وتعهدت بتربيته، وعلى الرغم من أن الآنسة بيتسي مخيفة وصارمة ولكنّها أيضًا نقية وطيبة جدًا بالإضافة إلى ديفيد، فقد تبنت أيضًا رجلًا أكبر سنًا اسمه السيد ديك. وهو رجل مريض عقلي تعرض لسوء المعاملة من قبل شقيقه.
استقر ديفيد في سعادة مع الآنسة بيتسي والسيد ديك، وبعد فترة قام السيد موردستون بتعقب ديفيد عندما عرف انّه يسكن مع عمته الغنية للقيام بإستغلاله، وعند وصوله إليه قامت الآنسة بيتسي بطرده هو وأخته المروعة بعيدًا ثمّ قررت الآنسة بيتسي بإرساله إلى مدرسة أفضل بكثير في بلدة كانتربري القريبة ليكمل تعليمه الذي منعه منه زوج أمه سابقاً.
وفي كانتربري، استأجر ديفيد غرفة مع مدير أعمال الآنسة بيتسي، السيد ويكفيلد الذي لديه ابنة جميلة اسمها أغنيس وهي في نفس عمر ديفيد كانت تهتم بديفيد كثيراً، وبعد فترة من الوقت أنهى ديفيد دراسته وقبل أن يتخذ قرار بشأن مهنتة، قرر أن يذهب لزيارة مربيته القديمة، بيغوتي ومعرفة أخبار عائلتها هناك فهي ما يربطه بالماضي ويذكره بأمه. وفي طريقه إلى يارموث، توقف ديفيد في نزل في لندن، حيث بدأت شخصيات من الماضي تظهر أمامه بالصدفة فقد صادف ستيرفورث صديقه في مدرسة سالم هاوس وبعد لقائهما أخبره ستيرفورث أنّه يدرس في أكسفورد وهو الآن في إجازة، وبعد تحدثهما عن أخبار بعضهما أخبر ديفيد ستيرفورث عن أخباره وما حصل معه بعد وفاة أمه.
ثم أخبره أنّه يريد زيارة عائلة مربيته بيغوتي في منزل القارب وسكانه الريفيين الطيبين، عندها طلب ستيرفورث منه اصطحابه معه لزيارتهم والتعرف إليهم، وصلوا معا هناك واستقبلهم السيد بيغوتي وعائلته بحفاوة وأثناء إقامتهم، أعلن هام بيغوتي وإميلي خطوبتهما مما أسعد ديفيد والسيد بيغوتي الذي كان فخوراً بهذين اليتيمين اللذين أحضرهما إلى منزله ورباهما منذ الصغر.
وفي تلك اللحظات أحس ديفيد بالسعادة بالاطمئنان على السيدة بيغوتي وعائلتها كما أسعده لقاء صديق طفولته ستيرفرث، ثمّ عاد ديفيد إلى منزل عمته بيتسي في دوفر، وعند وصوله قرر بعد التباحث مع عمته أنّه يريد أن يتدرب في مكتب المحاماة، فوافقت على ذلك ثمّ انتقل ديفيد إلى لندن، ووجد شقة، وبدأ العمل في مكتب المحاماة.
وبعد أن صل ديفيد إلى سن 17 عامًا وقع في حب سيدة اسمها دورا سبينلو، وهي ابنة رئيسه، كتنت دورا فتاة طفولية ساذجة لكنها غير جادة في حياتها، لكنّ ديفيد أحب براءتها، وبعد فترة تزوجت دورا وديفيد، وعاش كل منهما بسعادة بالغة، وفي يوم من الأيام طلب منها ديفيد مرافقته لمسقط رأسه إلى يارموث للعيش هناك. وافقت دورا للانتقال معه، وبعد فترة من استقرارهما عادت الأحداث الحزينة لحياة ديفيد، ففي أحد الأيام ضربت عاصفة قوية يارموث وفي هذه الأثناء مات السيد بيغوتي غرقاً في قاربه، ثمّ مرضت دورا مرضاً خطيراً وماتت ولكنّ ديفيد تعلم من تجاربه الإرادة القوية وعدم اليأس.
غادر ديفيد بعد فترة البلاد إلى الخارج وتفرغ للكتابة عن حياته. ثمّ بعد عودته بفترة التقى بأغنيس الفتاة التي كانت تعيش معه في كانتربري، والتي كانت تحمل حبًا سريًا له، ثمّ بعد لقائهما مرة أخرى نما حبهما وقررا الزواج، ثمّ أنجبا عدة أطفال، وعاد ديفيد ليقف على قدميه من جديد وتابع مسيرته الكتابية بنجاح تجاري متزايد .
.