تناول شعراء الجاهلية الآلات الموسيقية في الكثير من مقطوعاتِهم خصوصًا في معرض حديثهم عن المجالس الغنائية ومجالس السمر والخمر التي كانت تقوم على عزف الموسيقى والغناء.
أبرز الآلات الموسيقية من خلال الشعر الجاهلي
1- المِزْهر: قيل أنه عود يضرب أوتاره فتخرج أجمل الألحان، وقيل أنه الدفّ وقد ذَكره الأعشى واصفا مجلس خمر وموضحًا أدوات الموسيقى المستخدمة في ذلك المجلس وما تخرجه من أصوات عذبة حيث أنشد:
وصَدُوحِ إذا يُهَيّجُها السَّرْ
بُ تَرقَّتْ في مِزْهرٍ مَنْدُوفِ
2- القصب: تُعد من الأدوات المشرقية التي اشتهر العرب بالعزف عليها ويصدر عنها أصوات قوية وقد ذكرها عنترة بن شداد مشبهًا صوت ناقته بها لشدتها وقوة صوتها:
بَرَكَت عَلى جَنبِ الرِداعِ كَأَنَّما
بَرَكَت عَلى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
3- الصَّنْج: يسمى أيضًا الوَنْج وهي كلمة أعجمية تدل على آلة فارسية استخدمها العرب في العزف مصنوعة من النحاس دائرية الشكل وقد ذكرها الأعشى:
ترى الَّصنجَ يبكي له شَجْوَهُ
مَخافَةَ أن سَوفَ يُدْعي بِها
4- الطَّنْبور: كانت هذه آلة منتشرة بكثرة في الجاهلية وتتصدر باقي الآلات بالأهمية وكان يُطلق على أوتارها دساتين وسُميت بدَّساتين الجاهلية ونظم فيها الأعشى واصفًا جمال الألحان المنبعثة منها حيث أنشد:
وطَنابيرَ حِسَانٍ صَوتُها
عِندَ صَنْجٍ كُلما مُسَّ أرَنْ
5- المُسْتَقْ: تُعد هذه الأداة فارسية الأصل عرفها العرب واستخدموها في مجالسهم ويُعتبر الأعشى من أكثر الشعراء حديث عنها وتناولها بالكثير من أبياته ومنها:
ومستقُ سينينٍ وونٌّ وبربطٌ
يُجَاوِبُهُ صَنْجٌ إذَا مَا تَرَنّمَا
6- البَربْط: وهي آلة رومانية استخدمها العرب في العزف وتتألف من أوتار مشدودة وتتميز بجمال ألحانها وتغنى بها الأعشى في أبياته:
وَبَرْبَطُنا مُعمِلٌ دائمٌ
فقَدْ كادْ يَغْلِبُ إسْكَارها
7- الدَّفّ: يصنع من الجلد القوي ويعد من أبرز أدوات الموسيقى في ذلك الوقت وكان يكثر استعماله في مجالس الغناء تضرب عليه القينة فيصدر منه صوت قوي وعنه نظم جابر بن حارثة واصفًا صوت الماء:
وصدت عن الماء الرواء لجوفها
دوي كدف القينة المتهزم