النفاق هو من الصفات السيئة التي يتصف بها بعض الأشخاص، وهي أن يقول ما لا يفعل ويظهر ما هو عكس الذي يخفيه في قلبه، كأن يقوم بإظهار الخير وهو يضمر الشر ويقوم بإذاعة الاحترام والحب ويخفي الحسد والكره، فالمنافق هو ذلك الشخص الذي يتصف بهذه الصفات ويمتلك وجهان اثنان، حيث يقوم بإظهار أحدهم طبقاً إلى الموقف الذي يمر به، والنفاق من أسوأ ما قد يتسم به الإنسان؛ وذلك لأنه يولد الكره والبعد والتفريق بين الناس.
قصة مثل “رأس الذئب الطائر”:
القصة التي يعود إليها هذا المثل الإنجليزي الشهير تُعتبر من القصص القديمة التي احتوت على الدلالات السياسية، حيث دارت أحداثها داخل البلاط الملكي، فقد كان أبطالها هم وزيرين وملك، كان يتصف أحد الوزيران بالعدل والصدق والوزير الآخر كان يتصف بالنفاق والخبث، فدلت القصة على أنه لا يوجد مكان للعدل والصراحة في الحياة السياسية، فلا يوجد سوى الخبث والنفاق الذي يقوم بالتستر تحت ألفاظ كثيرة وعديدة.
خرج الملك ذات يوم مع وزيريه إلى رحلة صيد، حيث كانت مكانة الملك بمثابة الأسد الذي يستولى على العرش والعرين، والوزيرين كانا بمثابة الذئب والثعلب، رجعوا منها بالغنائم وهي غزال وأرنب وحمار.
قام الملك بالإذن للذئب بأن يقوم بتقسيم الغنائم، فقال الذئب حينها: يا مولاي أنت من تأخذ الحمار، والثعلب يقوم بأخذ الأرنب وأنا آخذ الغزال، فقام الملك سريعاً بالرد على تلك التقسيمة للذئب بفصل رأسه عن جسمه فأطاح به، وبعدها قام الملك بالسماح إلى الثعلب أن يقوم بتقسيم الغنيمة، فقام الثعلب بتقسيمها بهذه الطريقة، على أن يقوم الملك بتناول الحمار على وجبة الغداء ويتناول الغزال على وجبة العشاء، ويتسلى على الأرنب بين الوجبتين.
ابتهج الملك مسروراً بتلك القسمة راضياً عنها، حيث قام بسؤال الثعلب عن منبع الحكمة التي أخذ طريقة التقسيم الحكيمة منها، فرد عليه الثعلب: من رأس الذئب الطائر.
دلالة مثل “رأس الذئب الطائر”:
لم يكن هناك مجال إلى الصدق في الحياة السياسية، حيث كانت تتلون المظاهر بعدة ألوان من النفاق والكذب والخداع الظاهر، ويعود السبب في ذلك إلى من كان يقول الصدق والحقيقة يتلقى عقاباً شنيعاً، مما يجعلهم يلجؤون إلى الكذب والنفاق والكذب.