في الواقع الذي نعيشه يمر كل منا بصدفة في حياته مرةً على الأقل بين كل فترة وأخرى، كرؤية صديق قديم، أو حدث ربما يغير توجهنا إلى مسار آخر، أو من الممكن أن تأتي الصدف على شكل واقعة تقلب حياتنا رأساً على عقب، وهنا يكمن السؤال: هل تلعب الصدف دور في حياتنا؟
أحدات دارت حول مثل “رب صدفة خير من ميعاد”:
منذ القدم وحتى يومنا هذا، لا تخلو حياة الناس من الصدف التي تمحورت في حياتنا بشكل سلبي وإيجابي، ومنها ما كانت عابرة كانت قد مرت مرور الكرام، كما دُونت أشهر القصص في هذا المثل في كتاب للكاتب الشهير”آلان فون” تحت عنوان “مصادفة لا تصدق”، إذ احتوى الكتاب على 152 صدفة حقيقية، حصلت مع الأشخاص، ومن أشهرها أن الممثل الكندي “تشارلز فرانسيس كوغلان” كان قد ولِد في جزيرة “الأمير إدوارد” في كندا.
وفي أحد الأيام وأثناء جولته عام 1899م في ولاية “تكساس” التي توجد في أمريكا، توفي الممثل الكندي، فقاموا بدفنه في تابوت داخل قبر، مصنوع من أحجار الغرانيت، مبطن بالرصاص، وبعد أقل من سنة، جاء إعصار قوي جداً ضرب الولاية بأكملها، فغرقت المقبرة وانتزع التابوت من التجويف الموجود فيه القبر في خليج المكسيك، واندفع حينها إلى فلوريدا بواسطة التيارات البحرية، فانطلق من هناك إلى المحيط الأطلسي، كما أنه حُمل شمالاً من تيار الخليج آنذاك.
وبعد مرور ثمانية سنين، شاهد الصيادون أثناء صيدهم للأسماك، في جزيرة الأمير إدوارد في كندا، صندوق كبير مشوه؛ بسبب العوامل الطبيعية، يتأرجح معتلياً المواج، فقاموا بسحبه إلى الشاطىء، حيث وجدوا عليه لوحة معدنية محفور عليها اسم الممثل الكندي، فقد عاد رفاته؛ ليرسي به عند الشاطىء القريب من مسقط رأسه، وقال (فون) في نهاية روايته للقصة: أنه أعيد دفنه باحترام يليق به، في الكنيسة التي عُمد بها في صغره.
دلالة مثل “رب صدفة خير من ميعاد”:
تأتي إلينا الصدف في هذه الحياة بأشكال مختلفة، فمنها ما يكون شكلها إيجابي وتُحول حياتنا إلى الأفضل، كالإلتقاء بشريك يُكمل حياتنا، ومنها ما يأتي بالشكل السلبي الذي لا يأتي بالخير أبداً، فيدر علينا بالمصائب والكوارث، وكما تمر هناك العديد من الصدف العابرة في حياة الأشخاص.