رجل في القمر

اقرأ في هذا المقال



نُشر في أول كتاب للأطفال لفرانك بوم، Mother Goose in Prose 1897، رسمه Maxfield Parrish. قد تستمتع أيضًا بمجموعة Mother Goose لأغاني الأطفال، بما في ذلك The Man in the Moon.

الشخصيات:

  • الرجل على القمر.
  • القاضي.
  • العالم.

قصة الرجل في القمر:

تحكي القصة عن رجل عجوز قبل عصور، ذهب هذا الرجل العجوز إلى الغابة في صباح أحد أيام الأحد ليقطع العصي فقطع حفنة منها وعلقها على عصا قوية وحملها على كتفه وبدأ يمشي إلى المنزل بحمله الذي على ظهره وفي طريقه التقى برجل وسيم يرتدي بدلة يوم الأحد ويسير نحو الكنيسة فقال له الغريب: ألا تعلم أنه يوم الأحد، ويجب أن يستريح جميع الناس الصالحين من أعمالهم؟ فأجاب العجوز وهو يضحك: الأحد على الأرض، أو الاثنين في الجنة كل هذه الأيام هي نفسها بالنسبة لي.
غضب الغريب من العجوز وقال له: وبما أنك لا تقدّر يوم الأحد على الأرض، فسيكون لك يوم قمري دائم في السماء وأنت ستسكن القمر للأبد ثم طلب منه حمل حزمته من العصي وطرده الغريب إلى القمر، بعد وقوعه على القمر وجد الرجل نفسه وحيدًا على القمر، وكان دائماً يلقي نظرة خاطفة على حافة القمر وينظر إلى الأرض لأسفل ويحسد جميع الأشخاص الذين يعيشون معًا، لأنه أحس بالوحدة وكان يعتقد أنه سيكون من اللطيف أن يكون لديك رفقاء للتحدث معهم بدلاً من أن يكون محبوسًا في كوكب كبير بمفرده، حيث كان يطلق صافرة بين الحين والآخر كوسيلة للحفاظ على وجوده ومواساة نفسه.
ذات يوم نظر إلى الأسفل ورأى عضو مجلس محلي يبحر في الهواء باتجاهه وعندما اقترب من رجل القمرتحدث معه وقال كيف حال كل شيء على الأرض؟ فأجابه عضو المجلس المحلي: كل شيء جميل، ولن أتركها إذا لم أكن مضطراً لذلك، فقال الرجل: ما هو المكان الجيد للزيارة هناك؟ فأجابه الرجل: نورويتش مكان رائع عظيم وهو مشهور بعصيدة البازلاء”. ثم أبحر بعيدًا عن الأنظار وترك الرجل على القمر ليفكر فيما قاله.

جعلته كلمات عضو المجلس المحلي أكثر شوقاً من أي وقت مضى لزيارة الأرض لذلك سار إلى المنزل بعناية، ووضع بضع كتل من الجليد في الموقد لإبقائه دافئًا، وجلس ليفكر في كيفية إدارة الرحلة حيث يبدو كل شيء يسير على نحو متناقض في القمر، فعندما أراد الرجل أن يدفأ قام بقطع بضع قطع من الجليد ووضعها في موقده وقام بتبريد مياه الشرب الخاصة به عن طريق رمي الفحم الأحمر من النار في الإبريق، وبالمثل عندما أصبح باردًا، خلع قبعته ومعطفه وحتى حذائه، وشعر بالدفئ وفي أيام الصيف الحارة يرتدي معطفه ليبرد.

كل هذا يبدو غريبًا جدًا بالنسبة لسكان الارض بلا شك، لكنه لم يكن غريباً على الإطلاق بالنسبة إلى الرجل في القمر لأنه اعتاد على ذلك ثمّ جلس بجوار نيرانه الباردة وفكر في رحلته إلى الأرض، وفي النهاية قرر أن الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها الوصول إلى هناك هي الانزلاق على شعاع القمر، فخرج من المنزل وأغلق الباب ووضع المفتاح في جيبه، لأنه لم يكن متأكدًا من المدة التي يجب أن يرحل عنه ثم ذهب إلى حافة القمر وبدأ في البحث عن شعاع القمر القوي.
أخيرًا وجد واحدة بدت كبيرة إلى حد ما، وستصل مباشرة إلى بقعة جميلة المظهرعلى الأرض وهكذا قام بتأرجح نفسه على حافة القمر، وشد ذراعيه حول شعاع القمر وبدأ في الانزلاق لكنه وجدها زلقة إلى حد ما، وعلى الرغم من كل جهوده للثبات وجد نفسه يسير بشكل أسرع وبقوة دفع هائلة، حتى أنه قبل وصوله إلى الأرض فقد قبضته وهبط رأسه فوق صخرة وسقط بجسمه الممتلئ في نهر، وكاد الماء البارد أن يحرقه قبل أن يتمكن من السباحة، لكن لحسن الحظ كان بالقرب من الضفة وسرعان ما تدافع على الأرض وجلس لالتقاط أنفاسه.
وعندما أشرقت الشمس في ذلك الوقت في الصباح، كانت أشعة الشمس الحارة تبرده إلى حد ما، حتى بدأ يبحث بفضول في جميع المشاهد الغريبة ويتساءل أين أنا هل أنا على الأرض؟ وفجأة حضر أحد المزارعين، كان قد جاء على طول الطريق بجانب النهر مع فريق من الخيول وكان يسحب حمولة من القش حيث بدت الخيول غريبة جدًا بالنسبة للرجل في القمر لدرجة أنه في البداية كان خائفًا للغاية منها، ولم يسبق له أن رأى الخيول إلا من منزله في القمر، حيث بدوا أصغر بكثير، لكنّه تحلى بشجاعة وقال للمزارع : هل يمكنك إخباري بالطريق إلى نورويتش يا سيدي؟
كرر الفلاح: نورويتش؟ لا أعرف بالضبط أين هو سيدي، لكنه في مكان ما بعيدًا عن الجنوب، فقال الرجل على القمر: شكرًا لك، ثمّ استدار الرجل إلى الجنوب وبدأ يمشي بخفة على طول الطريق لأنه كان قد قرر أن يأخذ بنصيحة عضو المجلس المحلي ويسافر إلى نورويتش، حيث أنه يريد أكل بعض عصيدة البازلاء الشهيرة التي يتم صنعها هناك.
وأخيرًا، بعد رحلة طويلة ومرهقة وصل إلى المدينة وتوقف عند أحد المنازل الأولى التي أتى إليها، لأنه في ذلك الوقت كان جائعًا جدًا بالفعل وطرق الباب فأجابت امرأة حسنة المظهر على طرقه على الباب، وسألها بأدب: هل هذه مدينة نورويتش، سيدتي؟ فردت المرأة: بالتأكيد هذه هي مدينة نورويتش. فقال الرجل: جئت إلى هنا لأرى ما إذا كان بإمكاني الحصول على بعض عصيدة البازلاء لأنني أسمع أنكِ تصنعين أفضل عصيدة في العالم في هذه المدينة.
أجابت المرأة: هذا ما نفعله يا سيدي، وإذا دخلت إلى الداخل فسأعطيك وعاءً لأن لدي الكثير في المنزل المصنوعة حديثًا، فشكرها ودخل المنزل، وسألته: هل تريده حارا أم باردا يا سيدي؟ أجاب الرجل: بارداً على كل حال، لأني أكره أي شيء ساخنًا لأكله، وسرعان ما أحضرت له وعاءً من عصيدة البازلاء الباردة، وكان الرجل جائعًا جدًا لدرجة أنه أخذ ملعقة كبيرة مرة واحدة.
ولكن بمجرد أن وضعه في فمه حتى صرخ بصوت عظيم، وبدأ يرقص بشكل محموم حول الغرفة لأن العصيدة التي كانت باردة على الأرض كانت ساخنة بالنسبة له، وكانت الملعقة الكبيرة من عصيدة البازلاء الباردة تسببت في إحراق فمه، فسألت المرأة: ما الأمر؟ صرخ الرجل: لماذا عصيدتك ساخنة جدًا لدرجة أنها أحرقتني؟ تفاجئت المرأة و أجابت: العصيدة باردة جداً.
فقال الرجل: جربيها بنفسك وهو يبكي، فقامت المرأة بتجربته ووجدته باردًا جدًا وممتعًا، لكن الرجل كان مندهشًا جدًا لرؤيتها تأكل العصيدة التي قرح فمه منها لدرجة أنه أصبح خائفًا وهرب خارج المنزل وأسفل الشارع بأسرع ما يمكن، حينها رآه الشرطي في الزاوية الأولى يركض، واعتقله على الفور، وقيده إلى قاضي التحقيق لمحاكمته.
وهناك عند القاضي سأله: ما اسمك؟ أجابه الرجل: ليس لدي أي اسم، لأنه بالطبع الرجل الوحيد على سطح القمر، لم يكن من الضروري أن يكون له اسم. قال القاضي: يجب أن يكون لديك اسم ما، من أنت؟ وما هذا الهراء، فأجاب الرجل: لماذا، أنا رجل القمر.، قال القاضي: هذا هراء! ونظر إلى السجين بشدة وقال: قد تكون رجلاً، لكنك لست في القمر – أنت في نورويتش.
أجاب الرجل الذي حيرته هذه الفكرة: هذا صحيح، وتابع القاضي: وبالطبع يجب أن يطلق عليك اسم، قال السجين: حسنًا، إذا لم أكن الرجل الموجود على سطح القمر، فلا بد أن أكون الرجل الذي خرج من القمر، أجابه القاضي: جيد جداً والآن، إذن من أين أتيت؟ فأجاب: القمر، ثمّ قرر القاضي مجاراته فقال له: ماذا فعلت؟ كيف أتيت إلى هنا؟ فأجاب الرجل: انزلقت على شعاع القمر.
وعندما سأله القاضي عن سبب ركضه في المدينة فأخبره أنّ المرأة التي أعطته بعض عصيدة البازلاء الباردة، وقد حرقت فمه فنظر إليه القاضي لحظة وهو متفاجئ، ثم قال: من الواضح أن هذا الشخص مجنون، لذا اصطحبه إلى مصحة المجانين واحتفظ به هناك، كان من المؤكد أن هذا سيكون مصير الإنسان لو لم يكن هناك عالم فلك قديم كان كثيرًا ما ينظر إلى القمر من خلال تلسكوبه، وبالتالي اكتشف أن ما كان حارًا على الأرض كان باردًا في القمر، وما كان باردًا هنا كانت ساخنة هناك لذلك اعتقد هذا العالم أن الرجل يقول الحقيقة.
لذلك توسل إلى القاضي أن ينتظر بضع دقائق بينما ينظر من خلال تلسكوبه ليرى ما إذا كان الرجل الموجود على القمر هناك، وعندما حلّ الليل أحضر القاضي العالم وبعد النظر في تلسكوبه إلى القمر، وجد أنه لا يوجد إنسان فيه على الإطلاق! فقال عالم الفلك: يبدو أنه صحيح، إنّ الرجل قد خرج من القمر بطريقة أو بأخرى. دعني أنظر إلى فمك، سيدي، وأرى ما إذا كان محترقًا حقًا ثم فتح الرجل فمه، فرأى الجميع بوضوح أنه قد أصابه الحرق عندئذ طلب القاضي منه العفو على شكه في كلامه، وسأله عما يود فعله بعد ذلك. قال الرجل: أود العودة إلى القمر، لأنني لا أحب أرضكم هذه على الإطلاق.، الليالي شديدة الحرارة.


شارك المقالة: