رواية آلهة صغيرة – Small Gods Cover Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعرف الكاتب والصحفي تيري براتشيت وهو من مواليد مملكة بريطانيا العظمى على أنه من أبرز الأدباء الذين أبدعوا في مجال الأدب، حيث أنه كان من أفضل الرواد الذين برزوا في القرن التاسع عشر، ومن أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية آلهة صغيرة، والتي تم تجسيدها في العديد من الأفلام السينمائية العالمية، وقد ترجمت إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، تم العمل على إصدارها سنة 1992م.

نبذة عن الرواية

تم وصف الكتاب الذي يضم الرواية من قِبل النقاد والأدباء على أنه واحد من أرقى كتب الهجاء في القرن العشرين، وأضافوا على ذلك أن الحاكم كان مغرورة وأن الأشخاص التابعون له كانوا راضخين إلى حد كبير، كما تم وصف المستشارين على الرغم من أنهم منغلقون للغاية، إلا أنهم يتصرفون بعنف ووحشية، ولكن مع كل ذلك أشار الأدباء إلى أن حبكة الرواية ليست ثقيلة أبداً ومعقدة، ويعود الأمر في ذلك إلى الصدق الذي كان يتمتع به بروثا وبعض التحولات التي كانت تسرد بشكل كوميدي وماهر، بالإضافة إلى كل اللامبالاة التي جاءت من تصوير حاكم غاضب محاصر في جسد سلحفاة، كما أشار قسم آخر من الأدباء إلى أنها رواية غير عادية، كما تم وصفها على أنها هجاء لاذع، وقد اعتبرت في مرتبة السابعة والخمسون كأفضل رواية خيال علمي.

رواية آلهة صغيرة

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول قصة من نسج الخيال، وقد دار موضوعها حول المحاولة التي كان يقوم بها أحد الحكام في السيطرة على الحكم والاستفراد به لوحده، والذي يعرف باسم أوم، إذ كان يحاول أن يظهر ذاته من جديد للعالم، إذ أنه في ذلك الوقت كان قد اقترب الوقت الذي سوف يظهر به الحاكم الجديد، ولكن ما كان مفاجئ هو أنه قد وجد نفسه أنه تحول إلى شكل سلحفاة، وعلاوة على ذلك أصبح مجرد من كافة القوى الخارق للطبيعة التي كان يتسم بها، وفي أحد الأيام كان هناك إله ما زال مبتدئ يدعى بروثا، وقد كان ذلك الشاب الصغير هو الوحيد الذي قادر على سماع صوت أوم، كان أوم يواجه صعوبة في كيف له أن يقوم بإقناع بروثا أنه ما زال يتمتع بالقوى وليس لديه أي يد في سبب تحوله إلى سلحفاة.

كان بروثا موهوب إلى درجة كبيرة، كما أنّه كان يمتلك ذاكرة تخيلية إبداعية، وفي أحد الأيام وبناء على الصفات التي يتسم بها بروثا يتم اختياره من قبل أحد الأشخاص والذي يدعى فوربيس في مهمة دبلوماسية، على الرغم من أنه لم يتلقى أي نوع من أنواع التعليم والقراءة، وقد كان نادرًا ما يفكر بنفسه، إذ يبقى على الدوام يفكر في الآخرين، وفي تلك الأثناء كان قد عثر واكتشف بروثا فلاسفة نظرية إفيبي، ومن هنا كان قد حدث تغيير كبير في حياته، وقد بقيت فكرة تسلية الناس بأفكار لا يؤمنوا فيها من الأصل ولا حتى يفهمونها.

وفي ذلك الوقت وبالمساعدة التي تم تقديمها من قِبل مكتبة إفيبي العظيمة، ومجموعة من الفلاسفة ومن ضمنهم فيلسوف يدعى ديداكتيلوس وابن شقيقه الذي يدعى أورن وفيلسوف آخر يدعى وأبراكسس، يدرك أوم أن بروثا هو الشخص الوحيد المتبقي الذي يؤمن بمعتقداته، ولكن الجميع من وجهة نظر أوم إما يخافون من غضب الحاكم، أو أنهم يتماشون مع الكنيسة بسبب أنها من الأمور التابعة إلى العادات والتقاليد، وأثناء تواجد بروثا في مكتبة إفيبي، يقوم أوم بغارة بإضرام النار في المبنى، ولكن الذاكرة التي يمتلكها بروثا تساعده في التصدي إلى الغارة وتحرس القصر بالكامل الذي توجد به مكتبة إفيبي، وهنا يقوم بروثا بحفظ  مجموعة كبيرة من اللفائف؛ وذلك من أجل حماية الفيلسوف ديداكتيلوس من النار كذلك، كما كان الهدف من ذلك هو عدم إطلاع فوربيس على اللفائف وقراءتها.

وفي تلك الأثناء حاول الجميع الهروب من النار حتى انتهى بهم الأمر إلى اعتلاء قارب والسفر عبر البحر، وفي ذلك الحين كان فوربيس مصاب، وبعد مرور فترة قصيرة قرروا العودة إلى بيت أوم، ولكن تاهوا في الطريق وتوجهوا صوب الصحراء، وفي طريقهم شاهدوا مجموعة كبيرة من المعابد التي كانت قد تدمرت إلى حد الفناء، وعلى أثر ذلك بدأ أوم في الاهتمام بهم للمرة الأولى؛ إذ شعر بعد رؤيته إلى تلك المناظر أنه سوف ينتهي في أقرب وقت.

وأثناء تواجدهم في الصحراء ظهر لهم شبح كان قد خرج من مكتبة الفلاسفة إفيبي، وقد تمكن ذلك الشبح من إعادة فرض سيطرته على البلدة بأكملها، كما قام الشبح بالتواصل مع البلدان الأخرى التي كانت قد أزعجت في السابق من التفاعلات الإمبريالية مع البلدان المحيطة بها.

وفي ذلك الوقت يحاول فوربيس القضاء على أوم والتخلص منه، وقد عزم في ذلك الحين أن يقوم بخطف بروثا ويقوم بتأهيله؛ وذلك من أجل أن يصبح الحاكم، وهنا أشاع أوم أنه سوف يتم حرق بروثا أمام العامة؛ وذلك بسبب تهمة البدع التي توجهت له، وبينما كان قد تم ربطه بسلحفاة ذات لون برونزي وتجهز للتسخين سرعان ما يتدخل أوم ويقوم بإنقاذه، وذلك من خلال سقوطه من بين مخالب نسر على رأس فوربيس، وفي تلك اللحظة كانت هناك الكثير من الحشود والجموع، ومن هنا يؤمن الجميع بأن أوم عادت له القوى الخارقة للطبيعة وأصبح قوي من جديد.

ومنذ ذلك الحين يتخذ أوم لنفسه قلعة كبيرة كقصر له، ومن هنا يقوم بمنح بروثا الشرف في تأسيس مذاهب الكنيسة الجديدة، ولكن لا يتم الاتفاق بين بروثا وأوم، ويوضح بروثا أن الكنيسة ينبغي أن تقدم الاهتمام والرعاية الكاملة للناس، بالإضافة إلى التسامح مع الممارسات والطقوس التي تقيمها الديانات الأخرى.

وفي غضون ذلك حصل بروثا على دعم كبير من قِبل مجموعة كبيرة من الدول الأخرى وقد أرسل إليه جيش حتى يحارب به ضد أوم، وعلى أثر ذلك قام بروثا بتأسيس جسر قريب جداً من القلعة التي يقيم بها أوم، كما أجرى بروثا العديد من الاتصالات مع الدبلوماسيين ومع جنرالات الجيش المعارض، وعلى الرغم من ثقتهم الكبيرة في بروثا وتصريحهم بعدم ثقتهم في أوم، إلا أنهم أشاروا إلى أن إراقة الدماء هو أصبح أمر ضروري، وفي الوقت ذاته يقود أوم الجيش إلى أعلى رأس الجسر ويستخدم الآلات الحربية لمحاربة إفيبي وبروثا.

وفي النهاية تمكن أوم من إطلاق العنان لغضبه، وسعى إلى ضرب حكام آخرين وتسبب في عاصفة تعطل المعركة، مما أجبر كافة القوات الأخرى المشاركة في المعركة على الإشارة إلى وقف القتال وإحلال السلام، وأصبح بروثا هو الحاكم.


شارك المقالة: