تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية للكاتبة هيرتا مولر، وتم العمل على نشرها عام 1994م، تناولت في مضمونها الحديث حول مجموعة من الشباب يقيمون في واحد من المناطق البوليسية، وعلى إثر الضغوطات التي تمت ممارستها عليهم هاجروا في النهاية إلى خارج البلاد بأكملها.
الشخصيات
- الفتاة لولا
- الراوية
- جورج زميل الراوية
- كورت زميل الراوية
- إدغار زميل الراوية
- الكابتن بجيلي
- الفتاة تيريزا زميلة الراوية
رواية أرض البرقوق الأخضر
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة رومانيا، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من المدن الرومانية كانت تقيم فتاة تدعى لولا، كانت تلك الفتاة في مقتبل العمر وكل ما تقوم به في ذلك الوقت هو التفكير في إكمال تعليمها الجامعي، وكما هو معروف حينما يقوم أي طالب جامعي يقيم في قرية بعيدة بعض الشيء عن المدينة التي بها الجامعة الملتحق بها، فإنه يقوم باستئجار سكن يقيم به؛ وذلك توفيراً للتعب والجهد وتوفير في أموال المواصلات والتفرغ للدراسة، ولذلك كانت الفتاة لولا تشترك في واحدة من الغرف السكنية إلى جانب خمس من الفتيات الأخريات، وكانت الأحداث تسرد على لسان واحدة من تلك الفتيات، حيث أرادت الراوية في يوم من الأيام أن تحقق رغبتها في تدوين وتسجل ما كان حدث معها في تلك الفترة.
وقد أشارت الراوية إلى أن الفتاة لولا كانت في ذلك الوقت تقوم بتسجيل بعض من التجارب التي مرت بها على دفتر يوميات، وأول تلك التجارب كانت تتعلق بالجهود التي كانت تبذلها من أجل الهروب من عالم الدراسة والمجتمع الاستبدادي الذي كانت تعيش فيه، فقد كانت في كل ليلة بعد أن تيقنت من أن جميع الفتيات خلدن إلى النوم تقوم بالنزول إلى الشارع وركوب الحافلة والتوجه إلى أماكن المقاهي والسهر، كما أنها في أغلب الليالي كانت تقيم علاقات عاطفية مع مجموعة من الشباب والرجال العائدين إلى منازلهم من عملهم في واحد من المصانع المقامة في المدينة.
إذ أن الرجال يترددون على ذلك المقهى من أجل الراحة من عناء الطريق، وعلاوة على تلك العلاقات الغرامية المتنوعة التي كانت تقيمها مع رجال المصنع، فقد كانت تربطها علاقة غرامية مع مدرس الصالة الرياضية في الجامعة التي تدرس بها، وخلال تلك الفترة ذات يوم قررت لولا أن تقوم بتقديم طلب من أجل الانضمام إلى واحد من الأحزاب، وبالفعل لم يمضي الكثير حتى تم قبول طلبها، ولكن ما حدث في يوم من الأيام وكان بمثابة صدمة للجميع هو أنه تم العثور على لولا متوفية معلقة في الخزانة الموجود في غرفتها المستأجرة مع الفتيات الخمسة، وبعد مرور أيام قليلة تم العثور على تركت مذكراتها في حقيبة الفتاة الراوية.
وأول ما شاع خبر وفاة لولا أطلق حول حادثة وفاتها بتلك الطريقة العديد من الشائعات، منها من أشار إلى أنها من شدة بؤسها وإحباطها من الحياة التي تعيشها عزمت على الانتحار، ومنهم من أشار إلى أنها خانت بلدها وحزبها وتم القيام بقتلها شنقاً، حتى أنه في أول يوم دراسي بعد وفاتها تم إدانتها علنًا في حفل مدرسي، وبعد فترة وجيزة قامت الفتاة الراوية بمشاركة المذكرات التي تركتها لولا مع ثلاثة أصدقائها الذكور وهم الأول يدعى إدغار والثاني يدعى جورج والثالث يدعى كورت.
وبعد اطلاعهم على مذكرات لولا أصبحت بمثابة ملاذًا لهم خلال فترة التحاقهم بالجامعة، حيث أنهم انخرطوا خلف العديد من الأنشطة التخريبية ولكن كانت تلك الأنشطة معتدلة، كما أنهم قاموا بإيواء مجموعة من الكتب الألمانية غير المناسبة، بالإضافة إلى العديد من قصاصات الأغاني المحظورة، وخلال تلك الفترة كانوا يقومون بالكتابة إلى بعضهم البعض من خلال استخدام الكود، كما أنهم كانوا يقومون بالتقاط العديد من الصور للحافلات المعتمة التي تقوم بنقل السجناء ما بين السجن ومواقع البناء الأربعة والتي تضم المجتمعات الناطقة باللغة الألمانية؛ وجميع هؤلاء المساجين تم تلقيهم بريدًا من أمهاتهم يشكون بها من أمراضهم المتنوعة والمختلفة وكيف أن عيش أطفالهم معهم يسبب لهم المشاكل.
وجميع هؤلاء المساجين لديهم آباء كانوا أعضاء في القوات الخاصة النازية بدولة رومانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وذات يوم قام مجموعة الشباب والفتاة الراوية بإخفاء يوميات لولا وغيرها من الوثائق، بما في ذلك مجموعة من الصور والكتب في بئر يعود إلى أحد البيوت الصيفية المهجورة في المدينة، وفي تلك الأثناء سرعان ما اتضح أن أحد ضباط الأمن ويدعى الكابتن بجيلي مهتم بأمر هؤلاء الأربعة؛ وفي يوم من الأيام بدأ في استدعائهم وإخضاعهم لاستجوابات منتظمة، كما أنه تم تفتيش ممتلكاتهم وفتح بريدهم وتهديدهم والذي كان من قِبل قبطان إحدى السفن.
وبعد مرور فترة من الوقت وتخرج الطلاب الأربعة ذهب كل منهم في طريق منفصل، ولكن مع ذلك بقوا على تواصل من خلال الرسائل والزيارات المنتظمة فيما بينهم، وعلى الرغم من قراءة رسائلهم من قبل العديد من المسؤولين ولم يتم العثور على شيء يثير الشك بها، إلا أنهم حصلوا على وظائف وضيعة، حيث أنه عمل كورت في واحد من المسالخ كمشرف، والفتاة الراوية وبقية الطلاب كانوا يقومون بترجمة الكتيبات ذات اللغة الألمانية في المصنع، وهناك انضم إلى الفتاة فتاة أخرى تدعى تيريزا، وبعد أن ارتبطت تيريزا مع مجموع الفتية والفتاة الراوية بعلاقة صداقة اتضح أنّها تتصرف في بعض الأحيان بناءً على أوامر تتلقاها من قِبل ضابط الأمن بجيلي.
ومع مرور الوقت أصبحت تلك المجموعة أكثر بؤسًا، ويوماً بعد يوم بدأ يتوافق كل منهم مع مطالب أحد الأحزاب، وقد لجأوا إلى ذلك بعد أن فقدوا وظائفهم لأسباب تعود إلى ذلك الحزب، وفي يوم من الأيام بدأوا يفكرون في اتخاذ قرار بالفرار من البلاد، ولم يمضي الكثير حتى كان جورج هو أول من فعل ذلك، وبعد أسابيع قليلة من وصوله إلى دولة ألمانيا، تم العثور عليه متوفياً من جراء سقوطه من نافذة فندق كان يقيم به في مدينة فرانكفورت.
وقد كان الشيء الذي حصل مع الفتاة الراوية وإدغار هو أنهما بعد أن حصلا على جوازات سفر والتوجه نحو ألمانيا، استمرا في تلقي تهديدات بالقتل بعد الهجرة، بينما كورت فقد بقي في رومانيا، ولم يعد يعمل؛ وتم العثور عليه في وقت لاحق متوفي شنقاً، انتهت الرواية بذات بعبارة قالها إدغار: نصبح غير محتملين، وعندما نفعل نصنع من أنفسنا حمقى.
العبرة من الرواية هي أنه أي فرد في هذه الحياة تتم ممارسة الضغوطات عليه، لا يمكنه أنه يستمر ذلك طويلاً.
مؤلفات الكاتبة هيرتا مولر
- رواية أرجوحة النفس Atem Schaukel Novel
- رواية الموعد The Appointment
- رواية الملاك الجائع The Hunger Angle