تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب أونوريه دي بلزاك، وتم العمل على نشرها عام 1833م، وتناولت في مضمونها الحديث حول فتاة وقعت في عشق ابن عمها، ولكن ابن عمها لم يتقدم لها بسبب البخل الذي كان يتميز به والدها، وبذلك اعتقد أنها لا تمتلك من الثراء شيء، ولكن في النهاية اكتشف أن والدها ترك لها ثروة هائلة.
الشخصيات
- السيد فيليكس غرانديت
- أوجيني ابنة غرانديت
- السيد دي جراسينس مصرفي
- السيد كروشوت كاتب عدل
- كروشوت دي بونفونس ابن شقيق كروشوت
- أدولف ابن دي جراسينس
- السيد غيوم شقيق غرانديت
- تشارلز ابن غيوم
- آنيت حبيبة تشارلز
- والدة أوجيني
- الخادم نانون
رواية أوجيني غرانديت
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول سيد يدعى فيليكس غرانديت، إذ أن ذات يوم تزوج فيليكس من ابنة تاجر خشب ثري، وقد كان ذلك في الوقت الذي صادرت فيه الحكومة الفرنسية كامل الأراضي في واحدة من المقاطعات والتي تعرف باسم مقاطعة سومور، وعندما تم بيع أرض فيليكس بالمزاد العلني، مكنته مدخراته المالية التي حصل عليها من البيع شراء ممتلكات كبيرة في مناطق أخرى، بما في ذلك بعض أفضل المناطق المزروعة، وكل ذلك بسعر مقبول للغاية، وجراء امتلاكه للعديد من المزارع تم تقدير مكانته وأصبح عمدة للمنطقة، في ذلك الوقت كانت ابنته الوحيدة تبلغ من العمر عشر سنوات وتدعى أوجيني، وفي نفس العام ازدادت ثروة غرانديت جراء ورثته لتركات حماته وجده وجدته الذين توفوا خلف بعضهم البعض.
وفي ذلك الوقت كان من عادات غرانديت هو أنه نادراً ما كان سمح بدخول سكان المدينة إلى منزله، إلا أن هناك بعض الأشخاص المستثنيين وهما المصرفي ويدعى ديه جراسينس وكاتب العدل ويدعى كروشوت، وكلاهما يدرك مدى ثروة غرانديت، وأنها من المؤكد سوف تنتقل الثروة يومًا ما إلى ابنته أوجيني، وهذا ما جعلهم يقترحوا عدة أشخاص للزواج منها، ومنهم ابن شقيق كروشوت ويدعى كروشوت دي بونفونس ويعمل كرئيسًا للمحكمة الابتدائية، وآخر وهو ابن دي جراسينز ويدعى أدولف، وعلاوة على ذلك كانوا سكان مهتمون جداً بالمنافسة على الزواج من أوجيني كذلك، وهذا أمر طبيعي؛ وذلك لأن قيمة الميراث كان الطريق الرئيسي للازدهار في أوائل القرن التاسع عشر.
وما يدركه الجميع أن غرانديت كان رجل بخيل للغاية، إذ يحسب شرائح الخبز كل الصباح، ويقوم بتوفير معظم المواد الاستهلاكية من المستأجرين لديه، كما أن على الرغم من أن منزله مثير للإعجاب من الخارج، إلا أنه قديم ومتداعي من الداخل، وبسبب بخيله الشديد لا يقوم بإصلاحه، وعلاوة على ذلك كله كان يراقب الخادم ويدعى نانون في الكميات التي يستخدمها لصنع الطعام لهم.
وفي يوم من الأيام والذي يصادف عيد ميلاد أوجيني احتفل السيد فيليكس مع زمرته المفضلة وهما جراسينس وكروشوت، وفي لحظة ما خلال الاحتفال طُرق الباب، وإذ بشاب غريب قام بتسليم رسالة إلى فيليكس، وكانت الرسالة من سيد يدعى غيوم وهو شقيق غرانديت ولكن لم يراه أحد في المدينة منذ ما يقارب ثلاثون عامًا، وفي تلك الرسالة طُلب من فيليكس مساعدة فتى يدعى تشارلز وهو ابن غيوم في السفر إلى جزر الهند، بالإضافة إلى ذلك تبين من خلال الرسالة أن السيد غيوم يخطط للانتحار.
وبالفعل في اليوم التالي نشر في الصحف المحلية عن وفاة غيوم والديون المتراكمة عليه، مما أدى إلى انهيار ابنه تشارلز، وفي تلك الأثناء وقعت بين أيدي أوجيني رسالة تبين أن كتبها تشارلز لعشيقته وتدعى آنيت وخطط للزواج منها في تلك الرسالة، وفي ذات اللحظة قرأت أوجيني رسالة أخرى دفعتها إلى جمع كامل العملات الذهبية النادرة التي أعطاها والدها إياها في أعياد ميلادها السابقة وقدمتها إلى تشارلز.
وفي تلك اللحظة طلب منها تشارلز حراسة علبة التزين الذهبية التي قدمتها له والدته ذات يوم، وفي تلك الأثناء كان فيليكس قد جنى ما يقارب على الأربعة عشر فرنك من التعامل بالعملات الذهبية، وتم الإعداد لتشارلز لمغادرة جزر الهند، وفي الوقت ذاته ابتكر فيليكس طريقة للربح من إنهاء أعمال شقيقه السيد غيوم المتوفى بمساعدة المصرفي دي جراسينز.
وبعد أن غادر تشارلز دون أن يدرك أن فيليكس خدعه بتقديم له قدر من مجوهراته مقابل مبلغ يرثى له بدأت تتوق أوجيني بشكل سري لتشارلز، وفي يوم رأس السنة الجديدة طلب فيليكس رؤية متجر أوجيني للعملات الذهبية النادرة، وهو تقليد سنوي معتاد، وبعد رؤيته للمتجر شعر بالغضب الشديد عند اكتشافه أن أوجيني قدمتها لتشارلز، وكعقاب لها قام بحبس أوجيني في غرفة نومها، وأصدر أوامر بتقديم الخبز والماء فقط لها، وهنا صُدمت زوجة فيليكس من سلوكه تجاه أوجيني، وذات يوم عندما كانت مريضة في الفراش وعلى وشك الموت، طلبت من فيليكس أن يسامح أوجيني، لكنه رفض.
وقد غير فيليكس سلوكه فقط عندما زار كاتب العدل كروشوت، والذي حذر فيليكس من أنه إذا ماتت زوجته، فإن أوجيني سوف تكون وريثتها بدلاً منه، وبهذا يحق لها المطالبة بنصف جميع الممتلكات التي يمتلكها فيليكس وزوجته بشكل مشترك، وبناءً على ذلك سامح فيليكس أوجيني وأصبح بمثابة صديق مقرب منها، وعند مراجعة الطبيب للاطمئنان على حال زوجته، أخبره الطبيب أنه في أحسن الأحوال سوف تعيش زوجته لأسبوع فقط.
وبالفعل لم يمضي الكثير من الوقت حتى توفيت، وهنا على الفور حاول فيليكس إقناع أوجيني بالتخلي عن كل استحقاقاتها من حصة والدتها في الملكية المشتركة، ووعدها بمبلغ زهيد قدره بمئة فرنك شهريًا، وافقت أوجيني على عرضه، على الرغم من تراجع فيليكس بعد ذلك عن وعده.
ومرت السنوات وأوجيني أخذ مكان والدتها في المنزل، وبعد تلك السنوات مرض فيليكس وتوفي سريعاً، تاركًا أوجيني في غاية الثراء، وبعد وفاته بقيت أوجيني في السنوات القليلة التالية في مدينة سومور مع خادمها المخلص نانون وزوجته، كما بقيت بدون زواج في انتظار تشارلز.
وفي غضون ذلك جمع تشارلز ثروة هائلة من تجارة العبيد في الأمريكيتين، ولكن كانت لديه ذات العيوب التي كانت الموجودة لدى فيليكس، وهن الجشع والبخل، كما كانت تشمل أنشطته التجارية ما هو غير قانوني، وعلاوة على ذلك كان غير مخلص لأوجيني، إذ أعمى بصره بسبب الجشع والغضب من تذكر أن فيليكس خدعه، وذات يوم قرر العودة إلى باريس والزواج من عائلة نبيلة ولكن فقيرة وهي عائلة تعرف باسم عائلة الدوبريون؛ وذلك لتعزيز مكانته الاجتماعية، وأول ما وصل إلى باريس جاء إليه السيد جراسينس مطالبًا بديون والده، ولكن سخر منه تشارلز، مشيراً إن الديون تداينها أبيه وليس هو وطرده.
وبعد أن تمت خطوبة تشارلز كتب لأوجيني وأخبرها بخطوبته الجديدة، وأوضح لها أنه لا يحب خطيبته الجديدة، ولكن هذه الخطوبة هي بالنسبة إليه حلم مثالي، وأوضح لها أن أسلوب حياتها الريفي لا يتوافق مع أسلوب حياته، كما طالب بإعادة حقيبة التضميد الخاصة به، وأرفق به شيكًا بمقدار العملات الذهبية التي أخذها منها في السابق، صُدمت أوجيني بهذه الأخبار، وفي تلك الأثناء تمت زيارتها من قِبل السيد جراسينس، وأوضح لها أنه أعلن عزمه على التوقف عن حماية تشارلز من الدائنين.
وفي وقت لاحق من ذات اليوم زارها الكاهن ونصحها بالزواج وإنجاب ورثة لثروتها، وهنا قررت الزواج من كروشوت، وسرعان ما وافق كروشوت بدافع الطمع بثروتها، وبعد زواج أوجيني أرسلت كروشوت إلى مدينة باريس لسداد مستحقات دائني تشارلز بالكامل، مما ضمن عدم إفلاسه، كما أرسلت رسالة لتشارلز أوضحت من خلالها أنها في الواقع مختلفة تمامًا عنه، وأن أسلوب حياتهما في الواقع غير متوافق معه، وأنها أنبل منه، وهنا أدرك تشارلز أن أوجيني هي في الحقيقة ثرية للغاية، وأنه خدعه سلوك فيليكس البخيل.
يمضي كروشوت بمهنته ليصبح رئيسًا للمحاكم العليا، لكنه مات قبل أن يحقق طموحاته النهائية، وبذلك ورثت أوجيني ثروته، بعدها بقيت أوجيني في منزل والدها القديم، وعادت لحياتها البائسة القديمة، وبعد فترة وجيزة تبرعت بثروتها للجمعيات الخيرية.
العبرة من الرواية هي أن الحب لا يقاس بالمال والثراء، وإنما بمن يميل إليه القلب.