تُعرف الكاتبة والروائية العالمية أجاثا كريستي من المؤلفين الذين لاقوا شهرة واسعة حول العالم، وهي من مواليد مملكة بريطانيا العظمى، كما تُعتبر رواية أوراق لعب على الطاولة التابعة لها من الروايات التي تم تصنيفها تحت مسمى روايات تحقيق، إذ كانت تدور أحداث الرواية حول التحقيق في جريمة قتل، إذ تم العمل على إصدار الرواية في عام 1936م، كما تم تجسيد الروايات في أفلام سنيمائية وأفلام تلفزيونية عديدة بشكل متسلسل.
رواية أوراق لعب على الطاولة
في البداية كانت تدور أحداث ووقائع الرواية حول الليلة التي عمل السيد شيناتا مأدبة عشاء، وقد كان ذلك العشاء غير اعتيادي بالنسبة للجميع، حيث دعا مجموعة من الأشخاص لحضور هذا العشاء وقد كان من بينهم أربعة أشخاص يعملون سراً لصالح الشرطة المحلية، حيث كان من بين الحضور المولونيل ريس وهو ما يعمل لصالح الشرطة برتبة عميد وشخص يدعى هيركيول بوارو، وشخص من مدينة سكوتلاند يارد وهو يعرف باسم باتل ويمتهن مهمة المشرف.
مؤلفة في مجال الأدب البوليسي تدعى أريادني أوليفر، بالإضافة إلى عدد من الأفراد الذين يشبه بأن لهم يد في قضايا قتل حدثت في الماضي، وهم امرأة تدعى لوريمر وطبيب يعرف باسم روبيرتس، وشخص يدعى ديسبرد وهو يعمل في رتبة رائد في الشرطة وفتاة تدعى ميريديث.
بعد الانتهاء من تناول العشاء توجهوا الأشخاص إلى أحد الغرف حتى يصنعوا جو من التسلية، حيث بدأوا بلعبة تعرف باسم لعبة بريدج، وهي نوع من الألعاب المسلية التي تعتمد على الورق، وحينها انقسموا إلى قسمين، أفراد الشرطة السرية يلعبوا في غرفة والأشخاص المشتبه بهم يتوجهون نحو غرفة أخرى للعب فيها، وقد كانت تلك الغرفة هي الغرفة الوحيدة التي يرتاح بها شينانا.
وعندما أتم الشرطة السرية لعبتهم تفاجئوا كل من بوارو وريس أن السيد شيناتا مقتولاً في منطقة الصدر، إذ كانت قد توجهت له طعنة في تلك المنطقة بأحد الأسلحة التي كانت من المقتنيات التي يحتفظ بها شيناتا، وعلى أثر ذلك تم توجيه العديد من الاتهامات حول مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يلعبون في غرفته، وعندها يتم استدعائهم على الفور، لكن لم يعترف أياً منهم بارتكاب الجريمة، وفي ذلك الوقت قام على الفور السيد بوارو بجمع كافة الأوراق التي كانوا يسجلون عليها نقاط اللعبة؛ وذلك من أجل البحث عن أي تفاصيل قد تفيد في معرفة القاتل، فقد شكك أن يكون هناك عامل نفسي خلف جريمة القتل.
ومن هنا بدأت تتضح العديد من الحقائق حول جرائم القتل التي حدثت في الماضي، إذ توصلت الشرطة السرية إلى أن هناك ارتباط بين كل موت بأحد من الأشخاص المشتبه بهم، حيث أنّ سيدة تدعى كرادوك وهي زبونة لروبرتس كانت قد فقدت زوجها جراء إصابته بنوع مرض يعرف باسم الجمرة الخبيثة، ومن جهة أخرى توفيت هي ذاتها بعد ذلك بسبب إصابتها بمرض مُعدٍ بالدم وقد كانت حينها في الخارج.
كما مات شخص يدعى لوكسيمور المختص في علم النبات بشكل مفاجئ جراء إصابته بمرض الحمى، في الوقت الذي كان يعمل فيه ديسبرد دليل خاص به داخل غابات الأمازون، كما ماتت سيدة مسنة جراء تعرضها لحادثة تسمم في الوقت ذاته التي كانت ميريديث تعمل عندها، بالإضافة إلى موت زوج لوريمر بحادثة تسمم.
ومن هنا يبدأ الأشخاص المشكك في أمرهم بتصاعد التوتر فيما بينهم أثناء القيام بالتحقيق معهم، وسرعان ما يظهر على ميريديث الخوف والقلق، وبالرغم من عدم عرض أي من ديسبارد ولوريمر وأوليفر أي نوع من أنواع الدعم لها، إلا أنه حينما يقوم بوارو بزيارة للوريمر تصرح حينها أنها هي من قامت بقتل زوجها، وأنها تعاني من نوع من أنواع الأمراض النفسية، لكن بوارو لم يصدق اعترافها على الإطلاق، حيث شكك أنها تريد من تلك الاعترافات أن تقدم الحماية لميريديث، في الصباح التالي، وجد روبرتس على لوريمر متوفية، فقد قامت بعملية انتحار تاركة خلفها رسالة تقول فيها أنها هي من ارتكبت الجريمة.
في ذات اليوم تعزم ميري على أخذ إحدى صديقاتها إلى منزل تسمى داويس، وقد اعتلا حينها قارب في نهر مجاور، إذ كانا يقومان بانتظار ديسبرد، وعندما علموا المحققين بذلك سرعان ما ذهبوا إلى تلك المنطقة ذاتها، فقد انتابتهم شكوك حول حدوث عملية قتل أخرى، إذ وصلوا بعد وصول ديسبرد إلى هناك، فشاهدوا المحاولة التي قامت بها ميريديث من أجل إغراق داويس، فيقوم كل منها بإنقاذ واحدة، وهنا تنجو داويس أمّا ميريديث كانت قد لقيت حتفها على إثر الحادثة.
يقوم بوارو باستدعاء داويس بالإضافة إلى كامل عناصر الشرطة السرية والأشخاص المشتبه بهم إلى مأدبة عشاء يقيمها في منزله، وحينها يقوم بوارو بتوجيه تهمه قتل كرادوك إلى روبرتس، وقد كتن ذلك بناء على زيارة كان قد أجراها للمنزل، فقد كانت الفرشاة التي تستخدم في الحلاقة مليئة بالباكتيريا التي تسبب مرض للجمرة الخبيثة، وعى أثر ذلك تمت إصابة زوجته بعدوى فيروسية عندما تم تلقيحها ببكتيريا مضادة لمرض التيفوئيد خلال تواجدها في الخارج.
بينما من قام بجريمة القتل في الحقيقة هو روبرتس، إذ كان يشكك في أن الحديث التي صدرت عنه على مائدة العشاء كانت تلميحات حول الجريمة التي ارتكبها، في حين أنه هو من سعى في موت لوريمر؛ وذلك حتى تكون كبش الفداء لذلك، إذ عمل على حقنها بمادة قاتلة خلال التخدير، لم يقر ويعترف روبرتس بذلك، لكنه في النهاية قدم كامل اعترافاته حينما واجهه بوارو بعامل كان يقوم بتنظيف الشبابيك رأى الحادثة كاملة التي قتلت بها لوريمر، كما أشار باتل في حينها أنّ الشرطة لديها قضية قوية ضده.
استند ضابط الشرطة في تحرياته وتحليلاته على الأمور التي استطاع روبرتس تذكرها حول تلك الليلة، فقد حاول تذكر أي شيء منها، فقد قال أن اختيار الغرف كان مخطط له من قبل، وبالإضافة إلى ذلك تم العثور على آثار إبرة حقن كانت متواجدة تحت الجلد في جثة لوريمر، وحتى يتمكن بوارو من الحصول على كامل اعترافات روبرتس، عزم على استئجار مكان حتى يلعب به روبرتس دور الممثل ويلعب هو دور الشاهد الذي قدمه.
كما قامت الشرطة بتقديم اكتشافات حول أن ميريديث هي من قامت بقتل مسؤولها في العمل وقد كان ذلك لأنه وجدتها تقوم بسرقة أموال الموظفين، كما كانت تحاول قتل داويس، وفي تلك اللحظة يقول بوارو أن ديسبرد لم يقدم على قتل لوكسيمور إذ تم الكشف عن أن زوجة لوكسيمور أنّ المختص في علم النبات أُصيب بالحمى، لكنه لم يموت جراء ذلك، وإنما قتل من أثر رصاصة.