رواية أوقات عصيبة - The Hard Times Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعرف الكاتب والأديب تشارلز ديكينز من الكُتاب الذين تمحور الحديث في جزء من رواياتهم حول أصناف الناس وهم الخياليين الذين يؤمنون بالأحلام، والواقعيين الذين يؤمنون بالأمور المادية الملموسة على أرض الواقع، وقد كان قد ظهر ذلك جلياً في روايته التي تحمل اسم أوقات عصيبة، إذ تطرّق الكاتب لوصف كل صنف منهم وذكر صفاته وكيفية التعامل مع الناس والمجتمع من حوله حتى أقرب الناس إليه، وهو من مواليد المملكة المتحدة، وقد كان من أشهر الكُتاب في فترة العصر الفيكتوري.

رواية أوقات عصيبة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في كوكتاون وتحديداً في إحدى المدارس، فقد كانت البناء التعليمي الذي قام  بتأسيسه شخص يدعى جراد، فقد كانت تتسع غرفة الصف إلى ما يقارب عشرون طالباً وطالبة، وكان مدرسهم على قناعة تامة بالواقع والأمور الحقيقية، فكان على الدوام يحثهم على الإيمان بالأمور الواقعية والابتعاد عن الخيال والأحلام، فقد كان بتفكيره هذا كأسلوب التفكير الذي يتبعه السيد جراد جريند.

ومن بين الطلاب كان هناك طالبة يدعى سيسي جوب وهي ابنة المهرج الذي يعمل في سيرك المدينة، و كانت سيسي لم تعرف يوماً شيئاً عن الحقائق المادية، إذ كانت تفضل الحكايات والقصص الخيالية وعادةً ما تلقيها للمحيطين من حولها، وقد كان ذلك من الأمور التي تزعج السيد جراد جريند، وبالأخص بعد أن وجد ابنته لويزا وأخيها توم يتسللان لمشاهدة عرض السيرك، وقد كان ذلك من الأمور غير المسموح بها عند رجل الحقائق المادية.

وعلى إثر ذلك عزم السيدان جراد جريند، وأحد أصدقائه الذي يدعى باوندرباي وهو من أهم رجال الأعمال الأغنياء، وقد كان الزوج المنتظر لابنة جراد جريند على القيام بمنع سيسي جوب من القدوم إلى المدرسة؛ حيث كانوا يعتقدون أنها أثرت في لويزا وجعلتها تسير خلف الأحلام والخيالات، وعندما ذهبوا إلى السيرك الذي يعمل فيه والد سيسي ليخبروه بقرارهم هناك كانت الصدمة، فقد كانت سيسي لوحدها بعد موت والدها المفاجئ؛ إذ دخل بحالة من الاكتئاب عندما لم يعد يضحك الناس.

حزن جراد على الطفلة، وعزم على أخذها معه وتربيتها في بيته والاستمرار في تعليمها حتى لا تنخرط في حياة السيرك، وحينها عرض على السيد صاحب السيرك من أجل أخذ الطفلة، وبالفعل انتقلت الفتاة للعيش في بيت السيد جراد، ولكن كان بشرط ألا تتطرق للحديث عن ماضيها بشكل نهائي، وتتناسى كافة القصص والخيالات التي كانت تفكر بها في السابق، وتركز بكامل تفكيرها على الحقائق المادية، وذاك الشيء لم تقوى عليه الصغيرة.

بقيت لويزا الجميلة تعيش حياة بائسة إذ لم تقوى على تعلم العزف ولا الغناء ولا حتى الحب، فقد ما كانت تعرفه أنها سوف يتم زواجها على السيد باوندرباي، فقد كان يكبرها بثلاثين عام، ويتفاخر دائماً بأنه كان في الأصل فقير، وأنه هو فقط من غير بنفسه، بينما الطفل توم وهو الشقيق المدلل للويزا، فقد كان دائماً يستغل عطفها عليه في تحقيق غاياته وأطماعه وحين علم بزواجها من باوندرباي صاحب المصرف الشهير، تحقق من أنه سوف يحقق جميع أحلامه، فكان على الدوام يذكرها بكمية حبه لها ويطلب منها المساعدة.

وفي تلك الأثناء كانت سيسي تعيش في بيت جراد على أمل في رجوع والدها في يوم من الأيام، وما لبثت فترة قصيرة حتى قررت أن تترك التعليم؛ لأنها من وجهة نظرها لم تجد فيها فائدة، كما أنها لم تستطع الانخراط مع الواقع والحقائق المادية، إذ بقيت تسرح بخيالها نحو حياة هادئة مبتهجة، أما بالنسبة إلى  لويزا فإنها زواجها من السيد باوندرباي قد تم، وحينها اشترطت على والدها أن يخبر باوندرباي أنها رغم موافقتها على الزواج منه لا تكن له أي محبة، فقد كان هذا الأمر لا يفرق كثيرًا مع شخص مثل باوندرباي فهو لا يعنيه الحب في شيء.

وفي أحد الأيام كان شخص عامل لدى باوندرباي يسمى ستيفن بلاكبول وهو في الأربعين من عمره، لم يكن موفق في زواجه على الاطلاق، إذ كان متزوج من امرأة مدمنة على شرب الكحول، إذ كان على الدوام بحالة بأس، وفي تلك الأثناء كان يحب زميلته في المصنع تدعى راشيل، لجأ إلى باوندرباي لطلب مساعدة في تكاليف الزواج لكنه طرده، حينها حزنت لويزا على بلاكبول وذهبت برفقة أخيها لمواساة وقدمت له أربعين جنيها لكنه أخذ اثنين فقط، وحينها أخبرهم أنه سوف ينتقل للعيش في مكان آخر، لكن توم طلب منه الانتظار قليلاً لغاية في نفسه وأخبره أنه سوف يقوم بطلب من السيد باوندرباي إعادته للعمل، فإن وافق سوف يرسل له خبر مع الحارس.

وبينما كان ستيفن يقف قدمت له امرأة وسألته عن أحوال مديره في العمل، وبعد مرور بضعة أيام تعرض المصنع للنهاب، وسرعان ما توجهت أصابع الاتهام إلى ستيفن، لكن زوجته كانت متأكدة من براءته وسرعان ما ذهبت لوالدها وأخبرته بما حصل، وحينها شكت في أخيها إذ كان على الدوام متطلب للمال منها، وعند مواجهته أخذ بالبكاء، وكان قبل فترة بسيطة السيد مدير المصنع متعرف على شاب وسيم يدعى هارتهاوس، وقد كان شقيق صديق السيد جراد، فقد كان يشعر بحزن لويزا وعدم تقبلها للحياة مع زوجها.

حينها التقرب منها ومعرفة كل شيء عن حياتها عن طريق التقرب من أخيها توم، وبدأ بالتقرب من لويزا يوماً بعد يوم أثناء تواجدها في المنزل الريفي لزوجها، وعندما تمكن من حبها طلب منها الفرار معه، بالفعل قامت في اليوم التالي قامت بركوب القطار، ولكن إلى منزل والدها وليس للهروب مع هارتهاوس إلى فندقه.

وعند اتفاق كل من لويزا وهارتهاوس على الهروب لم يكونوا منفردين بل كانت سيدة تدعى سبارسيت وهي مديرة المنزل لدى باوندرباي فقد كانت تسترق السمع لهم، فسمت كامل ما جرى بينهم من حديث، فظنت أنها بالفعل ستقوم بالفرار معه، وعلى الفور تبعتها في القطار، إذ أخت لويزا عند وصولها معاتبة أبيهم في عدم حسن تربيتهم، وحينها سقطت كامل الحقائق المادية التي آمن بها السيد جراد، وفي اليوم التالي وجدت نفسها مع سيسي الحنونة العاطفية التي تمتلئ بالطاقة.

وفي الوقت الذي كان يتوق فيه هارتهاوس وصول حبيبته، أخبروه أنّ هناك فتاة تطلب مقابلته فوراً، إذ كانت ابنة المهرج، فجاءت لتبليغه رسالة من لويزا، وهي نسيانها وأن يرحل بعيدًا عن المدينة، التزم الصمت وقال في نفسه ما هو مقدر له سوف يحصل، بينما السيدة سبارسيت سرعان ما ذهبت تبحث عن باوندرباي لتخبره عن هروب لويزا، فذهب غاضبًا لبيت جراد فيخبره بهروب ابنته، ولكنه رد عليه أن لويزا بالداخل، ولكنها بحاجة للابتعاد بعض الوقت، حينها شعر باوندرباي  بالغضب وانفصل عنها عائدا للبحث عن سارق المصرف.

وبينما كانت سبارسيت تبحث عن هوية المرأة الغامضة التي تمت مشاهدتها أمام بيت باوندرباي ومصرفه مع بلاكبول، وتعلم أنها والتي لم تلقي به بالشارع كما زعم، فاكتشف الجميع كذبه، وفي أحد الأيام كانت سيسي ولويزا يتمشيان إذ شاهدتا قبعة مكتوب عليها بلاكبول، وعند البحث في المكان عن بلاكبول وجدتاه واقع في حفرة أثناء طريقة لإثبات براءته، وأخبرهن أن توم من جعله ينتظر، حينها تساعده سيسي بمنحه زي مهرج للتنكر به، حينها يكشف حارس المسرح الأمر ويطلب بتسليم توم حتى يحصل على المكافأة ووظيفة توم.

وفي تلك الأثناء يحاول السيد جراد أن يستقطب عطفه لكنه أنه لا يعرف الحب، وكل ما يعرفه فقط الحقائق المادية ،حينها يتظاهر السيد سيلري صاحب السيرك بالغضب أمام المتواجدين؛ لأنه لم يكن يعلم حقيقة توم وقال أنه سيسلمه بنفسه، وأثناء الطريق قام بتهريبه ليبحر بعيدًا في سفينة تشق البحر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعاد بيتزر خائب في الحصول على عمل توم ومكافأة باوندرباي.

بعد ذلك أقام السيد جراد جريند وليمة كبيرة لأهل السيرك الذين ساعدوا توم، وبقيت سيسي في بيته تنشر الحب واستطاعت تغيير نظرته للحياة ليدير الدفة بعيدًا عن الحقائق المادية والواقع الصلب، وتلقوا أبناء جراد تربية مختلف عن تربية لويزا وتوم، وعاشا حياة مليئة بالحب والسعادة.


شارك المقالة: