الرواية من تأليف الكاتبة البريطانية الشهيرة أجاثا كريستي، وهي من الروايات التي لاقت استحساناً كبيراً حال صدورها، لقد تناولت أكثر من عنوان في كل مرة تنشر بها، كما تميزت بالسرد المتقن والمتميز بين أحداثها، وقد تم العمل على إصدار الرواية سنة 1940م.
رواية إبزيم الحذاء
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في أحد الأيام حينما قابل أحد المحققين يدعى هيركيول إحدى الفتيات التي تدعى مابل سينسبري، وقد كانت تعمل في مهنة التمثيل في السابق، حيث كان ذلك أثناء مغادرته لموعده مع طبيب الأسنان الذي يدعى هنري مورلي، وخلال ذلك اللقاء كانت مابل قد أضاعت إبزيم حذائها اللامع، إذ ساعدها المحقق في البحث عنه واسترداده، وفي ذات اليوم علم من أحد أصدقائه المقربين الذي يدعى جاب، وهو ما كان يعمل كمفتش لدى عناصر الشرطة أن الطبيب هنري الذي كان عنده في الصباح عثر عليه متوفي من خلال تلقيه رصاصة في منطقة الرأس.
وقد كان لدى طبيب الأسنان بين موعد المحقق ووفاته ثلاثة من المرضى بالإضافة إلى الفتاة مابل، وقد كان من بينهم رجل بلنت، وأحد أصحاب المصارف البارزين، والذي كان يعمل كجاسوس وهو من أصول يونانية لا يُعرف اسمه الحقيقي، وإنما يُكنى باسم أمبير، بالإضافة إلى شخص رابع كان حاضر في العيادة ويدعى هاورد ريكس، وقد كان يعمل كناشط أميركي من الجناح الأيسر، والذي بدوره كان يكن الكراهية والحقد إلى بلنت، وفي ذلك الوقت عثر على أمبير متوفي من خلال تناوله لجرعة زائدة من الحبوب المنومة، مما أدى إلى الاعتقاد بأن الطبيب قد قتله عن غير عمد ثم بعد ذلك انتحر عند إدراكه للخطأ الذي وقع فيه، لم يتفق المحقق مع هذا الاعتقاد، إذ اكتشف أنه هناك وقت سابق لوفاة مورلي، وبناءً على ذلك تم استدعاء السكرتيرة العاملة لدى الطبيب والتي تدعى غلاديس نيفيل إذ أرسل إليها المحقق برقية مزيفة.
وفي غضون ذلك تم فقدان مابل، وأثناء البحث عنها يتم تبليغ إحدى عمليات البحث عن اكتشاف جثة ذات وجه متهشم، وقد كانت تلك الجثة موضوعة داخل صندوق محكم الإغلاق في المنزل الذي تعود ملكيته إلى سيدة تدعى ألبرت، والتي تم فقدانها هي كذلك، وعند رؤية المحقق إلى الحذاء الموجود مع الجثة يدون حوله ملاحظة، كما ظهرت من خلال السجلات في عيادة الأسنان أن الجثة منسوبة إلى السيدة ألبرت، ومن هنا سرعان ما وجد المحقق نفسه منخرط في حياة أسرة بلنت، إذ تعرضت حياة أسرة بلنت إلى الخطر مرتين على التوالي، وفي كل مرة كان قد تصدى لهذا الاعتداء شقيقه الذي يدعى ريكس.
وبعد إجراء العديد من التحقيقات والتحريات تم التوصل إلى أن الجاني هو بلنت، إذ كان قد عمل كبستاني في البيت تحت هوية مزورة، وقد عثر على مسدس بحوزته، وقد كان ذلك المسدس مطابق إلى ذلك الذي قتل به الطبيب، كما اعترفت سيدة تدعى أغنس فليتشر وهي مدبرة منزل الطبيب إلى المحقق أنها في وقت سابق قد شاهدت كارتر على درج عيادة طبيب الأسنان قبل موت الطبيب، ضغط المحقق على كارتر من أجل قول الحقيقة، ومع كامل علمه أنه من المؤكد سوف يُدان بجريمة القتل وبمحاولة القتل، لكن ما اعترف به كارتر هو أنه خلال انتظاره من أجل الحديث مع الطبيب، شاهد شخصين قد غادرا العيادة وحينما دخل كان الطبيب متوفي.
وبعد سماع المحقق لهذه المعلومات، قابل بلنت ووجه إليه أصابع الاتهام هو وابنة عمه وهي من أصول اسكتلندية وتدعى هيلين بأنهم هم من ارتكابا جريمة قتل الطبيب، إلا أنه في حقيقة الأمر اتضح السكرتيرة هي زوجة بلنت الأولى تدعى غيردا، والتي كان قد قابلها إلى جانب مابل أثناء تواجده في دولة الهند، حيث لم يطلقها قط عند رجوعه إلى بريطانيا، غير أنه علاوة على ذلك تزوج من زوجته التي أصبحت متوفيه في الوقت الحالي والتي تدعى ريبيكا، وفي حال تم فضح أمر زواجه من امرأتين، سوف يُلحق به العار والخزي، بالإضافة إلى أنه سوف يخسر ما ورث عنها من ثروة وأموال.
وفي ذلك الوقت لم يتوقع بلنت أن يتقابل مع مابل عند خروجه من عيادة طبيب الأسنان بعد موعده، وعلى الرغم أنها سرعان ما ميزته وتعرفت إليه، إلا أنها لم لديها أدنى فكرة عن حياته الجديدة، وهنا جاء دور السكرتيرة إذ علمت في وقت لاحق بهذا اللقاء غير المتوقع، وقد همت بمساعدة بلنت من أجل الاستمتاع بالمال الذي ورثه من زوجته الثانية وعدم كشف أمر زواجه من اثنتين، كما اكتشف بلنت من محض الصدفة أن أمبير الذي كان على علم بحياته السابقة قد أصبح مريض جديد لدى الطبيب، لذلك عزم على الاتفاق مع غريدا من أجل استغلال فرصة موعده لدى طبيب الأسنان من أجل قتله والتخلص من تهديداته.
وفي صباح يوم الجريمة قدمت غيردا دعوة إلى مابل بالحضور إلى منزل كانت قد قامت بتأمينه تحت اسم السيدة ألبرت، والتي قامت بقتلها وسرقة هويتها، ثم بعد ذلك ذهبت من أجل إحضار موعد مابل من عيادة طبيب الأسنان، والذي كان مقرر بعد موعد بلنت، وهنا كان قد قتل بلنت الطبيب حينما انتهى موعده، وطلب المريض التالي ثم تظاهر بأنه سوف يغادر العيادة، وحالما أصبحت غيردا داخل العيادة استدعت زوجها إلى الداخل من جديد، حيث أن زورت غيردا السجلات التي تضم مابل وجعلتها تحت اسم السيدة ألبرت.
وفي أثناء ذلك كان قد خبأ زوجها جثة الطبيب في المكتب الجانبي للعيادة، بالإضافة إلى تهشيم وجه مابل بعد القيام بقتلها، وهذا الأمر الذي أدى إلى تضليل عناصر الشرطة وتحييرهم في تحديد الهوية الحقيقية إلى صاحب الجثة التي كانت موجودة في شقة السيدة ألبرت، وبعد مغادرة غيردا انتحل بلنت شخصية وهوية الطبيب، إذ كان متأكد من أن أمبير لم يشاهد طبيب الأسنان من قبل، وبعد استدعائه إلى داخل العيادة، حقنه بلنت بجرعة مميتة من الحبوب المنومة، وحينما غادر أمبير العيادة أرجع بلنت جثة الطبيب إلى داخل العيادة، وأعدها من أجل أن تبدو أنه حادثة انتحار، وغادر العيادة بعد ذلك.
وفي النهاية أوضح المحقق أن الخطة قد تم كشفها من خلال بضعة حقائق، إذ شاهد بلنت قد غادر العيادة بعد موعد أمبير، بينما كان في انتظار الحديث إلى الطبيب، ثم بعد ذلك ارتدت غيردا حذاء مابل وانتحلت شخصيتها، ولكن لم يتناسب حذاء مابل مع قدمها بعد قتلها، وعلى الرغم من الاعتراف الذي قدمه بلنت بأنه قام بكل تلك الجرائم من أجل الدفاع عن أشياء وأمور مهمة في الحياة الاجتماعية، إلا أن صرح المحقق أن كافة الادعاءات لا تبرر ارتكابه إلى الجرائم، وأخيراً تم تسليم بلنت وزوجته إلى عناصر الشرطة.