تُعتبر الرواية من الروايات التي أدرجها النقاد والأدباء تحت تصنيف الروايات البوليسية للكاتبة والأديبة البريطاني أجاثا كريستي، وقد تم العمل على نشرها للمرة الأولى في المملكة المتحدة في 1950م.
رواية إعلان عن جريمة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في أحد الأيام بعد أن لاحظ مجموعة من الأشخاص في إحدى الجرائد وجود إعلان إلى جانب مجموعة من الإعلانات التجارية الأخرى، وقد كان ذلك الإعلان قد أثار الفضول لدى تلك المجموعة، مما دفعهم بعد ذلك إلى إجراء زيارة إلى سيدة تدعى مس بلا كلوك في منزلها، وقد تظاهروا بأنهم لم يقرؤوا الإعلان، وأن زياراتهم تلك مجرد زيارة عابرة.
ولكن في ذلك الوقت مما تفاجئ به المجموعة أن بلا كلوك وجميع من يقيم معها ليس لهم أي علم عن هذا الإعلان، وهذا ما جعل يظهر وكأنه مزحة ثقيلة، وحين أخبروهم المجموعة بالإعلان أنكر كل من في البيت أنه له أي علاقة بهذا الإعلان، بينما الطاهية التي تدعى ميزتي أصرت على أن هذا الإعلان هو مؤامرة ضدها، وأن من قام بها هم النازيون؛ وذلك من أجل محاولة اغتيالها، ومن هنا بدأوا الجيران بالتوالي على المنزل السيدة ليتي، وأول الحضور كان الكولونيل الذي يدعى ارتشي وعقيلته، ثم بعد ذلك قدم سيدة يدعى سويتنا وابنها الذي يدعى أدموند، وفتاتين يدعيان نشلي ومارجا، وأخيراً حضرت زوجة القسيس التي تدعى هامون والذي كان قد رفض زوجها القسيس القدوم معها وقد برر ذلك بانشغاله في بعض الأمور.
وفجأة انقطعت الأنوار من المنزل في الموعد المحدد في الإعلان، وفي تلك الأثناء حدث هرج ومرج بين جموع الحاضرين، إلى أن دخل من الباب شخص مجهول وغامض وقد كان يمسك بين يديه كشاف أنار به الظلام الدامس، ولم يستطيع أحد من الحضور الرؤية على الإطلاق؛ وقد كان ذلك بسبب الإضاءة القوية المتسلطة على الوجوه بشكل مباشر في هذا الظلام الحالك، وهنا صاح الشخص الغامض بصوت أجش قائلاً: ارفعوا أيديكم إلى الأعلى، ثم بعد ذلك سمع الحضور ثلاثة أصوات لطلقات من الرصاص، وبعد ذلك بفترة قصيرة وبهدوء تام، وبلمسة سحرية يتم فتح الأنوار في المنزل لوحدها، حيث وجد الجميع أن الشخص الغامض ملقياً على الأرض وقد فارق الحياة، ومن جهة أخرى وقفت بلا كلوك بعيداً وترتعش من الخوف وأذنها اليمنى تنزف دماءً غزيراً.
وهنا تم استدعاء أحد المفتشين الذي يدعى كادوك؛ من أجل الكشف عن إحداثيات الجريمة، والتي اعدت من الجرائم الغريبة من نوعها، وفي بداية التحقيقات اعتقد أن الرجل الغامض والذي اكتشف أنه يدعى رودي كيرز هو من فتح الباب، والذي أصبح مقتولاً هو من كان بنيته أن يعزم على قتل بلا كلوك، حيث أنه كان يزورها باستمرار ويقدم لها مبلغ من المال، حيث كانت على الدوام ترفض المساعدة، وفي ليلة الحادث حاول رودي قتل بلا كلوك، ولكنه حين عجز عن ذلك قام بالانتحار، لكن بعد التعمق في التحقيق، أدرك المفتش أن رودي نفسه لم يكن هو حامل المسدس، وربما لم يكن في نيته قتل أحد، وأن هناك شخص آخر من المحتمل أن يكون أحد المجموعة، أو من الذين يعيشون في المنزل ذاته قد حاول بالفعل قتل بلا كلوك.
وفي ذلك الوقت تأتي سيدة تدعى ماربل، وقد كانت سيدة كهلة في العمر ولديها هواية في الأبحاث الجنائية وكشفها، وقد كان قدومها بعد أن طلب منها رئيس الشرطة الحضور للكشف عن أسرار الجريمة، تختار ماربل الإقامة في منزل القسيس، وتبدأ بسحب خيوط الجريمة شيئاً فشيئاً، وحين سأل المفتش السيدة بلا كلوك عن احتمالاتها حول مرتكب الجريمة، أشارت إلى أنها بعد فترة قصيرة جداً، سوف تصبح من السيدات الثريات جداً، وحين طلب منها توضيح المقصود من حديثها، بدأت بشرح قصة حياتها، حيث أشارت إلى أن عائلتها التي كانت من أصول إنكليزية تقيم في دولة سويسرا وقد كان البلد الأمن آنذاك.
بينما هي فقد كانت تقيم في دولة إنجلترا في جو الحروب والمشاحنات السياسية، وقد كانت هي تعمل كسكرتيرة خاصة لشخص مليونير مشهور يدعى جيلدر، حيث ساعدته مراراً في حل مجموعة من أزماته ومشاكله التي كانت تتعلق بالأمور الإدارية، ولولاها لما تمكن من الحفاظ على تلك الممتلكات الضخمة، وحينما اضطرت على ترك إنجلترا لتلتحق بعائلتها في سويسرا مع شقيقتها المريضة والمشوهة والتي تدعى شارلوت.
ثم بعد ذلك عادت من حيث جاءت إلى إنجلترا، وفي غضون ذلك توفي السيد جيلدر تاركاً خلفه ثروات طائلة، وقد حرم جيلدر شقيقته التي تدعى سونيا من ورثة شيئاً من ملايينه؛ وذلك بسبب مشاكل عائلة بينهما، وقد كانت شقيقته لديها توأمين الأول طفل يدعى بيب والآخر طفلة تدعى إيما، وقد كان ثروة جيلدر وجهت كلها لزوجته، وقد اشترط أن تنتقل الثروة بعد أن تموت زوجته إلى بلا كلوك، امتناناً لها على معروفها القديم.
وفي تلك الأثناء كان العديد من سكان إنجلترا بعد الحرب العالمية الثانية قد قاموا بتغيير أسماءهم إلى أسماء مزيفة، ولهذا كان من المحتمل جداً أن يكون أحد المجموعة هو إما سونيا أو بيب أو إيما المحرومين من الميراث، وأنه قام بتغيير اسمه الأصلي وجاء أحدهم في ليلة الحادث إلى بلا كلوك من أجل العزم على قتلها قبل أن تتوفى زوجة جيلدر؛ وذلك من أجل أن تتحول الثروة بشكل قسري وشرعي لأبناء سونيا، كما كان من المحتمل أن يكون المجرم هو أحد أفراد المنزل نفسه، إذ أخبرت بلا كلوك المحققين أنها لا تعرف أي من سكان المنزل معرفة شخصية سوى صديقتها وهي صديقة الطفولة والصبا وتدعى دورا.
وتتوالى الأحداث يوماً بعد يوم إلى أن جاء اليوم الذي كان به عيد ميلاد صديقة بلا كلوك، وقد جاء الضيوف جميعهم مرة أخرى، وتذوقوا جميعهم من كعكة عيد الميلاد، لكن مما كان محزن هو أن صديقة بلا كلوك توفيت في اليوم التالي من الحفل، وقد كان ذلك بعد أن تناولت حبات من الأسبرين والتي كانت مسمومة، والتي كانت موضوعة بجانب سرير بلا كلوك، وقد كانت تلك إشارة إلى أن القاتل الخفي قد حاول مرة أخرى قتلها بوضع السم داخل حبات الأسبرين التي تملكها.
وبعد مرور عدة أيام من وفاة صديقة كلوك تناقش الفتاتين نشلي ومارجا وهما في بيتهم حول الضحيتين التتين توفيتا بدءاً من الرجل الغامض وأخيراً الفتاة، وكان حديثهم بصوت عالي جداً، بحيث أنه وصل للخارج، إذ نصحت نشلي شقيقتها أن تتذكر أين كانت واقفة ليلة الحادث الأول، فأجابت أنها كانت تقف خلف الباب مباشرة، وعلى وجه التحديد الباب الذي فتحه الرجل الغامض، وأشارت إلى أنها شاهدت بأم عينها كافة الوجوه حين قام رودي بتوجيه الإضاءة نحوهم، وبذلك يكون من المحتمل جداً أن تكشف من هو الشخص الذي لم يكن في الغرفة وقت حلول الظلام فيها.
وخاصة أن جميع الدلائل والتقارير تشير أن القاتل كان هو أحد الأشخاص الموجودين في المنزل، وقد أوضحت أنه وبطريقة خفية تسلل القاتل خلف الرجل الغامض وقام بقتله، ومن هنا بدأت مارجا باستذكار للوجوه واحداً وراء الآخر، ولكن قاطعها رنين الهاتف الذي يقول إلى نشلي أن كلبتها موجودة في المحطة وعليها أن تأتي الآن لاستلامها، وحينما خرجت نشلي لتحضر كلبتها، حتى جاء المجرم أو المجرمة، وقامت بخنق مارجا التي اكتشفت من هو الذي كان غائب ليلة وقوع الحادث حتى توفيت شنقاً.
وفي ذلك الوقت تركزت التحقيقات حول النسوة؛ وقد كانت لك بسبب الجملة التي قالتها مارجا قبيل موتها، وضمن التحقيقات اعترفت فتاة تدعى جوليا أنها هي التوأم إيما، وكان السبب في تزييف جوليا لشخصيتها أنها كان بودها لو أن تتعاطف معها بلا كلوك حين ترث الملايين، وحين سألتها كلوك عن شقيقها التوأم، أجابت بأنها لا تعرف عنه شيء إذ افترقا منذ الثالثة من عمرها، وأثناء التحقيق تتقدم فليبيا البستانية والمقيمة لدى كلوك، وتعترف بأنها هي التوأم بيب، وأن الجميع كان يعتقد أن بيب هو ذكر وليس أنثى، بسبب ذكورية الاسم، وقد تعمدت إخفاء شخصيتها حتى ترث كلوك الملايين ثم تثير عواطفها لتساعدها في نفقة تعليم ابنها.