تُعتبر رواية اسم الوردة من أبرز الروايات التي لاقت صدى واسع حول العالم، إذ تم تصنيفها تحت مسمى الروايات التاريخية، تم تأليفها من قِبل الأستاذ الجامعي والفيلسوف أمبيرتو إيكو، وهو من مواليد دولة إيطاليا، وتم العمل على نشر الرواية في سنة 1980م.
نبذة عن الرواية
تناولت الرواية موضوع الجرائم التي كانت تحدث في ظروف غامضة، بالإضافة إلى عمليات القتل التي حصلت في منطقة الدير الموجودة في إيطاليا، تركز الحديث في الرواية حول شخصيتين رئيسيتين وهما شاب ناسك وراهب، ومجموعة من الجرائم التي ارتكبت في عام 1327م، ودور تلك الجرائم في عرقلة حياة الناس.
رواية اسم الوردة
في بداية الرواية عزم المؤلف على وضع مقدمة من أجل أن يقوم من خلالها بوصف قصة أحد الأشخاص الذي كان يعمل راهب وهو ما يعرف باسم أديسو، بينما باقي الصفحات في الكتاب فقد اختارها أن تكون مروية على لسان أديسو حينما أصبح في مرحلة الشيخوخة، حيث يقوم بالحديث حول واقعة كانت قد حدثت معه بشكل شخصي عندما كان ما زال مجرد مبتدئ في العمل كراهب، ففي ذلك الوقت كان أدسو يتعلم كيف يكون راهباً جيداً على يد راهب له باع طويل في تلك المهنة وهو يسمى ويليام باسكرفيل، وكل تلك الأحداث تم تقسيمها من قِبل الكاتب على مدار سبع أيام فقط.
كان اليوم الأول من الرواية يشير إلى اليوم الذي ذهب به الراهب ويليام برفقة أدسو من دير والذي كان يحتوي على مكتبة كبرى وشاملة، من أجل المشاركة في اجتماع مع أحد الوفود البابوي، حيث كان الاجتماع معقد لمناقشة الفروق بين الفلسفة الفرنسيسكانية والعقيدة البابوية، وعند وصولهم تم الترحيب بهم على أكمل وجه، ثم بعد ذلك تم أخذهم إلى الغرف المخصصة لهم، وهناك التقوا بالرئيس وقام بالتعبير عن سروره لتلبيتهم الدعوة ومجيئهم.
وفي تلك الأثناء أخبرهم أنه قد حصل حالة وفاة لشاب في ظروف غامضة في الدير، حيث أنه تم العثور على شاب يسمى أديلموا متوفي، ولكن لم يعلم أي شخص عن سبب الوفاة، حيث تمت الإشارة إلى الراهب ويليام بتولي مهمة التحقيق في الحادثة، وحينها أمر رئيس الدير بأن يتم إغلاق المكتبة على الفور، وعدم فتحها لأي شخص كان سواء حارس المكتبة والمساعد.
وفي الدير قام كل من ويليام وأدسو بمقابلة مجموعة كبيرة من الرهبان الذي لهم باع طويل في عمل الراهب، فمنهم لاجئ فرنسيسكاني كبير في العمر يسمى أوبرتينو، وآخر يعمل كخبير أعشاب طبية يسمى سيفيرينس، وراهب آخر يعمل في تركيب الزجاج يسمى نيكولاس، وآخر رجل مصاب بالعمى يسمى جورج، وقد كان الراهب الأخير جورج من أكثر الرهبان المتشددين والمتعصبين في مهنة الراهب، فقد كان متمسك بالطقوس والعادات والتقاليد التي يقوم بها الراهبين، كما كان من الأفراد الذين يمتلكون شخصية عصبية وحازمة لا تقبل بالمزح والفكاهة ولا حتى مجرد الضحك.
وفي صباح اليوم التالي عثر سكان القرية على جثة راهب متوفي، وقد كانت تلك الجثة ملقاه في حوض مليء بدماء الخنازير، وبعد إجراء العديد من التحريات حول التعرف على الجثة، تم التوصل إلى أنه كان يعمل كمترجم، وهو من أكثر الأصدقاء المقربين للشاب أديلموا، حينها أدرك كل من ويليام وأدسو أن هناك شيء غريب يحدث في تلك المنطقة، بدأ الراهب ويليام بإجراء تحقيقات وتحريات حول تلك الحادثة، وأثناء تجواله عثر على أحد الممرات التي تُعد مدخل سري يقود إلى المكتبة، هناك دار في ذهنه أن هناك كتاب معين كانت الضحية تقرأه، وأخذ بالبحث عنه، ولكن لم يعثر عليه، فهناك من سبقه وقام بسرقة الكتاب وجميع النسخ الموجودة منه.
ومع بزوغ فجر اليوم الثالث حصلت حالة اختفاء للمساعد الذي يعمل في خدمة المكتبة، كما تم العثور على ملابس خاصة به ممتلئة بالدماء في غرفته الخاصة، مما زاد من إصرار ويليام في الاستمرار بالتحقيق، وفي تلك الأثناء وجد أن هناك شفرة تركها المترجم موضوعه في الكتاب قبل وفاته، وتوجه ويليام إلى سيفيرينس لائتمانه على الكتاب.
وفي تلك الأوقات تزعزع الإيمان داخل أدسو حيث عمل خطيئة مع إحدى الفتيات التي كان قد واجهها بالدير من باب الصدفة، فقد شعر أنه قام بنقض العهود التي تعهد بها عند تطوعه في العمل بمهنة الراهب، حينها توجه للاعتراف أمام ويليام، لكن ويليام سامحه عل تلك الخطيئة، وبعد فترة قصيرة تم العثور على الأمين المساعد للمكتبة متوفي في غرفته والجثة موضوعة في حوض مليء بالماء.
وعند وصول الوفود إلى المناظرة علم ويليام أن هناك رجل من الوفد البابوي يعرف باسم برنارد يعمل كمحقق، وقد قام المحقق برنارد بتوضيح الرسالة التي قدِم من أجلها، ألا وهي القضاء على الفساد في منطقة الدير، حيث أشار أنها تلقى تلك الأوامر من البابا، وبالفعل قام بفضح مجموعة كبيرة من الرهبان ومن بينهم وكيل الدير الذي يدعى ريميجيو؛ لأنه من وجهة نظره أقام علاقة مع إحدى النساء وهذا الأمر مناقض للعهود، كما قبض على المرأة التي فعل معها أدسو العلاقة، وهذا ما جعل أدسو يشهر بالخوف من اكتشاف أمر خطيئته.
وعند حلول اليوم الخامس بدأ الجميع التجهز للمناظرة بين الجهتين، لكن ما كان مفاجئ هو العثور على سيفيرينس جثة ملقاه، هنا بدأ الراهب برنارد أخذ على عاتقه مسؤولية التحقيق في تلك الحادثة، حيث أشار بإصبع الاتهام حول وكيل الدير ريميجيو ونسب إليه كافة الجرائم التي حدثت، وهنا ريميجيو قدم اعترافه بكل الجرائم، لكن أدرك ويليام حينها أن اعترافاته لم تكون من مبدأ ارتكاب الذنب وإنما لأجل تعذيبه، وأصر ويليام حينها على البحث عن الكتاب الذي ائتمن عليه سيفيرينس لكنه اختفى، وبالرغم من ادعاءات برنارد أنه قام بحل اللغز الذي اختفى خلف الجرائم، سرعان ما انكشفت ادعاءاته الكاذبة حين وقع راهب في اليوم التالي خلال أداء الصلاة.
حاول ويليام برفقة الرئيس الوصول إلى الغرفة السرية الموجودة في المكتبة، وهنا كانت المفاجئة إذ وجدوا الراهب جورج فقد كان العقل المدبر خلف كل تلك الجرائم، إذ عمل على تسميم صفحات الكتاب الذي كان مفقود، وهو كتاب عبارة عن أطروحة للفيلسوف أرسطو عن الكوميديا، فقد كان ذلك الكتاب مناقض لتفكير جورج، وبدل من أن يجعل الجميع يقرأه، فقد أكل الصفحات المسممة حتى يموت منتحرًا بعد اكتشاف أمره، وكان ذلك بعد قيامه بإشعال النيران في المكتبة، ولكن ويليام ومدير الدير كانوا قد نجوا بصعوبة كبيرة، وهذا ما أدى إلى تدمير المكتبة لعصور عديدة.
وفي نهاية القصة يقوم الراهب أدسو بالرجوع في ذاكرته لكل تلك الأحداث، فقد كان يرى أنه الفصل المظلم من حياته، إذ انقلبت حياته رأسًا على عقب، حينها أصيب ويليام بمرض الطاعون بعد سنوات عديدة، وبقي منضم للرهبان، لكنه لم يقوى على نسيان المكتبة وما حصل في ذلك الوقت.