رواية الإصبع المتحرك - The Moving Finger Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعد أجاثا كريستي وهي من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من أهم رائدات الروايات والقصص القصيرة، حيث أنه لها خبرة طويلة في تأليف وكتابة الأعمال الأدبية، وقد كانت مؤلفاتها الأدبية تحقق نسبة مبيعات عالية في حال صدورها، كما أنه تم تجسيد العديد منها إلى أفلام سينمائية عالمية، ومن أكثر الروايات التي اشتهرت بها هي رواية الإصبع المتحرك، والتي تم العمل على إصدارها سنة 1942م.

رواية الإصبع المتحرك

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية وهو شاب يدعى جيري كان يقيم مع شقيقته والتي تدعى جوانا في مدينة لندن، في أحد الأيام يعزمان على استئجار أحد المنازل في مدينة ليمستوك؛ حتى يقضي جيري فترة استرخاء ونقاهة، إذ أنه من فترة قصيرة كان قد تعرض لحادثة تحطم طائرة، وقد أصيب بالعديد من الجراح والإصابات، وبعد أن وصلوا إلى تلك المدينة ومرّ على تواجدهم أسبوع بأكمله، وقد كان الجيران من ذات الحي قد استقبلوهم بكل حفاوة وترحيب وتعرف الجميع على بعضهم البعض.

وفي أحد الأيام تصل رسائل غريبة لا تحمل أي اسم لمرسلها، وفي تلك الرسالة يلقي المرسل تهمة أن كل من جيري وأخته ليسوا في الحقيقة شقيقان كما يدعون وإنما عشيقان، إذ أن هناك علاقة عاطفية تربطهم، وبعد مرور فترة قصيرة يكتشف كل من جيري وشقيقته أن هناك العديد من الرسائل التي تتضمن الكلام نفسه قد وصلت لمجموعة كبيرة من تلك المنطقة التي انتقلا لقضاء فترة استرخاء فيها، وقد كانت تلك الرسائل تشير إلى اتهامات حول وجود علاقات مشبوهة بينهم.

وفي مثل تلك الحادثة وفي نفس المدينة كان قد وصل مثل هذا النوع من الرسائل إلى إحدى السيدات التي تدعى سيمنغتون وهي زوجة محامي المدينة، وبعد مرور أيام قليلة تم العثور على تلك السيدة متوفية، وقد كان ذلك بعد قراءتها للرسالة الذي كان مكتوب فيها بعد أن زوجها هو في الحقيقة ليس والد طفلها الثاني، ويتم العثور على جثتها وتلك الرسالة بجانبها، كما كان بجانبها كأس يوجد من مادة سينايد البوتاسيوم وقصاصة من ورقة مكتوب عليها لا أقوى على الاستمرار، وهنا بعد حضور عناصر الشرطة إلى موقع الحادثة وإطلاع المحقق على مكان الحادثة أصدر التقارير الأولية التي تشير إلى أن تلك الحادثة هي عبارة عن حادثة انتحار، ومن هنا تعزم الشرطة على البحث خلف الشخص الذي قام بكتابة الرسائل حتى يتم إلقاء القبض عليه.

وفي وقت لاحق كانت هناك خادمة تعمل لدى إحدى العائلات التي تدعى عائلة بريتون يصلها اتصال من الخادمة التي تدعى آغنيس والتي كانت تعمل لدى عائلة سيمنغتون، حيث يدور بينهم حديث ويتفتقا على موعد بينهن؛ وقد كان هذا الموعد من أجل التحدث بأمر مهم كما قالت آغنيس، كما ظهرت الخادمة أنها تشعر بالتوتر والقلق أثناء تلك المكالمة، وحينما حان وقت الموعد تتخلف آغنيس ولم تأتي إلى ذلك الموعد الذي تم الاتفاق عليه فيما بينهم، في صباح اليوم التالي يتم العثور على جثة آغنيس من قِبل فتاة تدعى ميغان وهي ابنة السيدة سمينغتون من زوجها الأول، وقد تم وضعها وإخفائها في أحد الصناديق في منزل الذي يعود ملكيته إلى عائلة سيمنغتون، والذي تعيش فيه ميغان مع زوج والدتها.

وفي تلك الأثناء ترسل شرطة مجموعة من عناصرها للتحقيق في القضية، وعند وصولهم إلى مكان الجريمة يصرح أحدهم أن من قام بكتابة الرسائل هي سيدة في متوسط عمرها، وأن تلك السيدة من بين النساء اللواتي يقيمن في قرية ليمستوك، لكن كان التواصل والتقدم بطيء في مجريات التحقيق، وبسبب ذلك تقوم زوجة الكاهن في تلك القرية باستدعاء الأنسة ماربل، وفي تلك الأثناء يقدم جيري مجموعة من الإشارات من خلال سرده لمجموعة ملاحظات وأفكار حول الأسباب التي من الممكن أن تكون قادت إلى مدبرة المنزل آغنيس.

وأثناء تلك الأحداث يتم تلقي مربية أطفال التي تعمل لدى عائلة سيمنغتون والتي تدعى إيلسي هولاند رسالة أخرى من ذات النوع، لكن الشرطة في هذه المرة تتمكن من معرفة الشخص الذي قام بكتابة تلك الرسالة، حيث أن تم الملاحظة أنها سيدة تدعى إيمي غريفيث وهي شقيقة الطبيب المقيم في القرية، حيث أنها كانت تقوم بكتابة عنوان عائلة سيمنغتون على الآلة الكاتبة، وهنا يتم إلقاء القبض عليها.

وبعد ذلك وفي أحد الأيام يقرر جيري الانتقال إلى مدينة لندن؛ وذلك من أجل الالتقاء بطبيبه الذي يتابع حالته، وهناك يصطحب معه الفتاة ميغان، وفي تلك المدينة يقوم بشراء ملابس جديدة لها تناسبها، ومن هنا يشعر أنه وقع في عشقها، وفي طريق العودة إلى ليمستوك، وعند وصولهم يقوم جيري بطلب الزواج من ميغان، لكنها ترد على طلبه بالرفض، يحاول جيري توسيط زوج والدتها ويعده بذلك.

وفي مساء ذات اليوم تقوم ميغان بتهديد زوج والدتها بأن تقدم دليل يثبت تورطه في الجريمتين، يحاول زوج والدتها رشوتها مقابل أن تلتزم الصمت، لكن لم يكن يضمر لها الخير، إذ نوى على فعل الشر بها، إذ يقوم بتخديرها ومحاولة قتلها من خلال وضع رأسها في موقد النار، وفي ذلك الوقت تكون عناصر الشرطة برفقة جيري يقومان بمراقبته عبر نافذة المنزل، وسرعان ما يستطيعان توقيفه في الوقت المناسب، حيث أن تلك الحادثة تكون من ترتيب الآنسة ماربل والفتاة ميغان، وقد كان ذلك بسبب الشك في السيد سيمنغتون ومحاولة لإثبات الجريمة عليه.

حيث أن بعد إجراء العديد من التحريات والتحقيقات من قِبل المحققون في القضية وعناصر الشرطة تم التوصل إلى أن السيد سيمنغتون هو من قام في الأصل في كتابة الرسائل جميعها، لكن باستثناء الرسالة التي وصلت إلى يد المربية إيلسي، وقد قام باقتباس الجمل التي كتبها في الرسائل من رسائل أخرى قامت بكتابتها إحدى الفتيات التي ما زالت تدرس في المدرسة، حيث أنه تم توقيفها من قبل قوات الشرطة، إذ أنها قامت بكتابة نفس الرسالة ووجهتها إلى الناس وتسببت في مشاكل كبيرة للمجتمع والعديد من جرائم القتل.

وفي تلك الأثناء كانت المحققة ماربل عارضت نتيجة التحريات والتحقيقات التي توصلت إليها عناصر الشرطة، إذ أنها صرحت أن رجل مثل السيد ليس له أي علاقة له بمثل هذه الثرثرة التي لا تلامس أرض الواقع والحقائق، لكنها على الرغم من ذلك صرحت أن السيد هو من عزم على قتل زوجته من خلال وضع السم لها، ومن ثم قام بقتل الخادمة؛ وذلك لأنه اعتقد أنها من الممكن أن تكون قد شاهدت شيء يدينه، كونها تتحرك في جميع أنحاء المنزل، والسبب في كل ذلك رغبته في الزواج من المربية.


شارك المقالة: