تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب هنري دي فيري ستاكبول، وتم العمل على نشرها عام 1908م وتمّ تجسيدها في فلم نُشر عام 1980، تناولت في مضمونها الحديث حول أبناء عمومة تقطعت بهم السبل مع طباخ يعمل في مدينتهم في رحلة على متن إحدى السفن في واحدة من الجزر بعد أن تعرضت السفينة لحادثة اصطدام ونجوا بأعجوبة.
الشخصيات
- الطفل ديك ليسترينج
- الطفلة إيميلين ليسترينج
- الطباخ بادي بارتون
- السيد آرثر والد ديك
- القبطان
- صائد الحيتان
- هانا ابن ديك
رواية البحيرة الزرقاء
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في واحدة من الجزر التي تقع بالقرب من المحيط الهادئ، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك أبناء العمومة اثنان وهما طفل يدعى ديك ليسترينج وطفلة تدعى إيميلين ليسترينج تقطعت بهم السبل على تلك الجزيرة والتي كانت توجد في المناطق الجنوبية من المحيط الهادئ، وفي تلك الأثناء كان برفقتهما طباخ ويدعى بادي بارتون يعمل في أحد المطابخ الشهيرة في المدينة التي كانوا يقيمون بها، وقد حدث معهم ذلك بعد أن كانوا برحلة في واحدة من السفن وتعرضت لحادثة ارتطام وغرقت ونجوا من الموت ثلاثتهم بأعجوبة.
وفي ذلك الوقت كان كل من ديك وإيميلتون في سن مبكر من عمرهما، وبعد أن وصلوا إلى تلك الجزيرة سالمين تولى الطباخ بادي مهمة الاهتمام ورعاية ديك وإيميلتون وجعل مسؤوليتهما من أولويات مهامه، وأول ما قام بتعلميهم إياه هو كيفية البقاء على قيد الحياة ومجابهة الظروف الطبيعية التي قد تمر بهم على تلك الجزيرة، وفي لحظة ما بعد ألقى بادي نظرة على تلك الجزيرة حذرهما من تناول التوت وهو نوع من أنواع ثمر التوت يطلق عليه اسم توت أريتا؛ وذلك لأنه ما هو معروف عن تلك الثمار أن من يتناولها لا يستيقظ أبدًا.
ومنذ ذلك اليوم وبدأوا يتأقلمون على سبل المعيشة المتوفرة في تلك الجزيرة، وبعد مرور ما يقارب على العامين والنصف من العيش على تلك الجزيرة حدث وأن توفي الطباخ بادي؛ وذلك بسبب تناوله كميات كبيرة من الكحول، ومنذ ذلك اليوم المشؤوم وبدأ كل من ديك وإيميلتون يشقان طريقهما بمفردهما، ويقومان بتدبير أمورهما بكل حكمة وسعي وإصرار، وأخذا باكتشاف الجزيرة ويوفران قوتهما بنفسهما، ويوماً بعد يوم كانا يكتشفان شيء جديد، فهما بالأصل يعيشان في كوخ بنياه مع الطباخ الراحل، وفي كل يوم بعد أن ينتهيا من الصيد والسباحة والغوص بحثًا عن اللؤلؤ والمرجان يتجولا في الجزيرة ويكتشفاها أكثر فأكثر.
وبعد مرور عدة سنوات كبر ديك وإيميلين وأصبحا بالغين ناضجين من الناحية العقلية والجسدية، ويوماً بعد يوم بدأت تنشأ بينهما علاقة حب، ولكن لأنهما عاشا على تلك الجزيرة منذ مرحلة مبكرة من عمرهما ولم يختلطا بالبشر منذ زمن طويل، فبدا أنهما جاهلان للتعبير عن كل ما يشعر به أحدهما تجاه الآخر، وبقيا على تلك الحال فترة لا بأس بها حتى جاء ذلك اليوم الذي كلل تلك العلاقة الصادقة بالزواج، وهنا وصف الكاتب حفل زفافهما بأنهما كانا هما المدعوين وهما العرسان، ووصفها بأنها علاقة طبيعية فطرية تمامًا، وذلك لأنهما لا يعرفان أي طقس من طقوس الزواج ممكن أن يقومان به.
ومنذ ذلك اليوم الذي أصبح كل من ديك وإيميلين زوجين، أصبح ديك يولي اهتمام كبير لإيميلين، ففي أغلب الأوقات يستمع إلى قصصها ويقدم لها العديد من الهدايا، وفي يوم من الأيام حملت إيميلين، ولكن لم يكتشفا ذلك، وعلى الرغم من أنهما كانا يلاحظان التغيرات الجسدية التي تحدث على إيميلين، ولكنهما يجهلان السبب خلف ذلك، وعلاوة على ذلك كله لم يكن لديهما أدنى لمحة عن كيفية الولادة.
وحينما جاء ذلك اليوم الذي من المفروض أن تلد به إيميلين الطفل، اختفت عن الغابة لساعات قليلة وبعدها عادت والطفل بين يديها، ومع مرور الوقت اكتشفا أن الطفل ينبغي أن يُطلق عليه اسم، وهنا اختارا أن يسمياه هانا، وذلك الاسم هو كل ما يتذكراه من حياتهما السابقة، وهو أن الابن الرضيع يطلق عليه هذا الاسم.
ومع مرور الوقت علما كل من ديك وإيميلين طفلهما هانا كيفية السباحة والصيد ورمي القوس واللعب في الوحل، وفي الكثير من الأحيان كانت تحدث على تلك الجزيرة العديد من الأعاصير المدارية العنيفة وتواجههما الكثير من المخاطر الطبيعية الأخرى، ولكنهما كانا في كل مرة ينجيان منها.
ومن جهة أخرى في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة سان فرانسيسكو اعتقد شخص يدعى آرثر وهو والد ديك وعم إيميلين أن الاثنين ما زالا على قيد الحياة وصمم على أن يجد طريقة للعثور عليهما، وذات يوم وصل إلى أيدي السيد آرثر مجموعة من ألعاب الأطفال، وقد كانت تلك المجموعة من مخصصات إيميلين، وبعد أن تذكرها سأل صائد الحيتان الذي جاء بها عن المكان التي وجدها به، فأشار إليه عن تلك الجزيرة، وبعد تقديم العديد من العروض المغرية لمجموعة من البحارين من أجل إيصاله إلى تلك الجزيرة، وافق أحدهم واستعد لأخذه إلى الجزيرة، ولم يمضي الكثير من الوقت حتى انطلقا.
وفي تلك الأثناء ركبوا بأحد القوارب والتي عثروا عليها على ضفاف الجزيرة وعادوا إلى المكان الذي عاشوا فيه مع الطباخ بادي أول ما وصلوا إلى تلك الجزيرة حينما كانا أطفال، وفي لحظة من اللحظات أرادت إيميلين كسر فرع من نبات توت أريتا القاتل، بينما ديك نزل وتوجه نحو الشاطئ من أجل التقاط مجموعة من ثمار الموز، وأثناء وجود إيميلين في القارب مع ابنها وفي اللحظة التي كانت في بداية إمساكها بجذع نبات التوت، لم تلاحظ أن هانا قد رمى أحد المجاديف في البحر.
وفي لحظة ما أتى المد ودفع القارب نحو البحيرة، وعلقا كل من إيميلين وهانا، وأول ما لاحظ ديك ذلك على الفور سبح باتجاههم، وهنا أخذت تلاحقه سمكة قرش، مما دفع إيميلين تضرب سمكة القرش بالمجداف الثاني، مما أكسب ديك وقت للصعود إلى القارب بأمان، ولكنهم خسروا المجاديف الاثنان، وعلى الرغم من أنهم ليسوا بعيدين عن الشاطئ، إلا أنه لا يمكن للثلاثي العودة بدون المجاذيف، كما أنهم لا يمكنهم استعادتها من الماء بسبب سمكة القرش، وما كان أدهى من ذلك هو أن القارب علق في التيار وانجرف نحو البحر، وطوال الوقت تمسك إيميلين بفرع نبات أريتا.
وبعد فترة قصيرة مرت سفينة آرثر عبر قارب النجاة ووجدت الثلاثة فاقدي للوعي، ولكنهم ما زالوا يتنفسون، وهنا لاحظ كل من آرثر والقبطان أن فرع أريتا بات بدون ثمار باستثناء حبة توت واحدة، وهنا سأل آرثر القبطان: هل ماتوا؟ فأجاب القبطان: لا يا سيدي، إنهم نائمون، وبقيت النهاية الغامضة لا أحد يعلم ما إذا كانوا أحياها أم لا.
العبرة من الرواية هي أن هناك أمور ينفطر عليها الكائن البشري بطبيعته، ولا تحتاج إلى تعليم أو تلقين.
مؤلفات الكاتب هنري دي فير ستاكبول
- رواية الآن دون لوجير Alain Duke Laugier Novel
- رواية المقصود Intended Novel