رواية البيت الأعوج - Crooked House Novel

اقرأ في هذا المقال


اشتهرت الكاتبة أجاثا كريستي على مستوى العالم، حيث أنه طغى على أعمالها الأدبية أسلوب الأدب البوليسي، وهذا ما جعل مؤلفاتها الأدبية تحظى بانتشار واسع حول العالم، حيث أن ذلك النوع من الأدب يثير لدى القارئ عنصر الإثارة والتشويق، ومن أبز الروايات التي حققت شهرة واسعة حول العالم ونسبة مبيعات عالية هي رواية البيت الأعوج، أو ما كان يتم نشرها في طبع أخرى تحت عنوان البيت المائل، وقد تم العمل على إصدار الرواية سنة 1949م.

رواية البيت الأعوج

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية مع قرب نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث أنه في كان من المشاركين في الحرب رجل يدعى تشارلز هايورد وهو ما كان يتواجد في مدينة القاهرة، إذ وقع تشارلز في حب فتاة شابة تدعى صوفيا، وقد كانت فتاة تتميز بالذكاء والفطنة، بالإضافة إلى أنها كانت ناجحة في عملها، وبعد إجراء عدة مقابلات بينهم قررا تأجيل موعد خطوبتهم إلى أن تشارف الحرب على الانتهاء ولمّ شملهم في دولة إنجلترا من جديد.

وفي أحد الأيام كان قد عاد تشارلز إلى بيته، وبينما كان يجلي ويتصفح في صفحات الوفيات في صحيفة ذا تايمز، قرأ خبر وفاة جد صوفيا، وقد كان جدها يعمل في مهنة المقاولة وهو رجل ثري جداً يدعى أريستايد ليونايدز، وفي غضون ذلك الوقت وبسبب ظروف الحرب كان جميع أفراد العائلة يقيمون في بيت الجد، والذي كان من البيوت التي يظهر عليها الترف والثراء، ولكنه كان غير متناسق ويطلق عليه اسم البيت الأعوج أو البيت المائل، وعند إجراء تشريح لجثة الجد أشارت نتائج التشريح إلى أن الجد قد تعرض إلى حالة تسمم من خلال وضع مادة سامه في الدواء الخاص بالعيون والذي يعود له، وقد تم إعطائها له من خلال حقنة أنسولين، وقد أشارت صوفيا إلى ريتشارد إلى حاجتها في تأجيل موعد زواجها منه إلى أن تنتهي من هذه القضية.

وفي ذلك الوقت أول ما تتوجه أصابع الاتهام نحو سيدة تدعى بريندا ليونايدز، وقد كانت تلك السيدة هي الزوجة الثانية للجد، كما كانت تصغره بعدة سنوات، كما كانت تتوجه كذلك إلى رجل يدعى لورانس براون، والذي يشاركهم السكن في منزل الجد إذ يعمل كمعلم خاص مخصص إلى شقيق صوفيا الذي يدعى يوستاس وشقيقتها التي تدعى جوزفين، وفي ذلك الوقت كانت تدور العديد من الشائعات حول وجود علاقة عاطفية بين كل من بريندا ولورانس دون أن يشعر الجد بذلك الأمر.

وقد كان كل فرد من أفراد العائلة يتأمل في أن تثبت عليهم التهمة في الجريمة؛ وقد كان ذلك بسبب الكراهية التي يضمرونها إلى زوجة جدهم، إذ اعتبروها صائدة أموال، وفي تلك الأثناء وافق تشارلز على مساعدة والده في التحقيق في تلك الجريمة، حيث أن والده كان المندوب المساعد لدى سكوتلاند يارد في تحقيقه في هذه الجريمة، ووصل الوقت الذي أصبح فيه تشارلز ووالده من نزلاء ذلك المنزل؛ وذلك في أمل منه أن يتمكن من الحصول على طرف خيط في لحظة لربما تكون غير متوقعة.

وفي أثناء إجراء العديد من التساؤلات على نزلاء المنزل، يتم التوصل إلى أن جميع أفراد العائلة يمتلكون دافع قوي من أجل القيام بالجريمة والفرصة التي تسنح إلى تنفيذها، كما أن الجميع لا يمتلكون أي منهم مبرر للغياب في ذلك اليوم؛ أدرك كل منهم أن الدواء الذي يستخدمه الجد في معالجة عيناه يحتوي على مادة سامة، إذ قام الجد بإخبارهم بذلك تلبية لطلب جوزفين، وبعد التطرق إلى قراءة الوصية حصل الجميع على جزء من الممتلكات والأموال، ولم يحصل العاملين على أي من الممتلكات، لكنهم كانوا سوف يخسرون رواتبهم الشهرية والزيادات السنوية التي كانوا يحصلون عليها عند الترقيات، وقد كان ذلك الأمر يخرجهم من دائرة الشبهة.

ومن جانب آخر لم يكن أي فرد من أفراد العائلة يتشارك مع الآخر في أمور كثيرة، وفي أحد الأيام كانت شقيقة زوجة الجد والتي تدعى إدي، وهي سيدة في السبعين من عمرها حضرت إلى المنزل بعد وفاة الجد؛ وذلك من أجل تقديم العناية والاهتمام بأبنائه، وقد كان الابن روجر وهو الابن الأكبر والأقرب إلى قلب الجد ولكنه رجل أعمال فاشل، إذ دفع بالعمل الذي أورثه إياه والده إلى حافة الهاوية، ويتوق إلى تأسيس حياة بسيطة في مكان بعيد عن كل شيء، والسيدة التي تدعى وكليمنسي هي زوجته وقد كانت لا تعرف طريق الرحمة والعطف والمشاعر بأكملها، وهي تعمل عالمة متزمتة، كما أنها لم تتمكن في يوم من الأيام من التمتع بثراء عائلة زوجها.

كما كان هناك ابن يدعى فيليب والذي كان بدوره قد ذاق مرارة تفضيل والده لشقيقه الأكبر عليه، ولهذا الأمر قرر الاعتزال عن عالمهم، وأن يختلي بنفسه إلى عالم آخر مليء بالكتب التاريخية التي تتحدث عن العالم القديم، وبهذا كان يقضي معظم وقته في المكتبة، أما زوجة فيليب فقد كانت تعمل في مهنة التمثيل، وقد حققت العديد من النجاحات كما أنها كانت متواجد في جميع الأحداث، وحتى في الجريمة العائلية هذه، فقد كانت تراها عبارة عن عرض مسرحي، وقد أرادت لعب دور البطولة فيها.

وفي تلك الأثناء كان شقيق صوفيا يوستاس والذي يبلغ من العمر ما يقارب السادسة عشر عاماً كان مصاب بمرض شلل الأطفال، ولكنه هو شاب جذاب ووسيم ولامع، لكنه يعيش حياة مريرة بسبب إعاقته، وشقيقته التي تبلغ الثانية عشر عامًا جوزفين على عكسه تماماً، فقد كانت ذات شكل قبيح وتفكيرها طائش وغير ناضج وهي مهووسة جداً بقصص التحقيقات، وقد كانت باستمرار تراقب تحركات كل من في المنزل، وتخبرهم أنها تقوم بتسجيل جميع ملاحظاتها في دفتر سري.

وفي أحد الأيام تم العثور على وصية قام الجد بكتابتها دون إخبار محاميه الخاص، والذي كان قد فوجئ في وقت لاحق بها، أنه تارك كل ما يملكه من أموال وممتلكات إلى صوفيا، حيث أنه ابنة فيليب كان يعتقد أنها الوحيدة التي تمتلك الشخصية القوية من أجل تولي جميع المهام في ترأس العائلة، وقد وجدت جوزفين والتي كانت باستمرار تتفاخر بمعرفتها بهوية الجاني، كانت فاقدة للوعي في الفناء الخارجي جراء تعرضها إلى إصابة بضربة على عتبة الباب الرخامية، وقد وجد تشارلز أحد المخابئ الذي يوجد فيه بعض الرسائل الغرامية بين بريندا ولورانس، وعلى أثر ذلك قرر إلقاء القبض عليهما، وخلال تواجدهم في السجن تتوفى مربية الأطفال إثر تناولها شراب من الكاكاو، والذي تم تحضيره إلى جوزفين، وهنا يدرك جميع أفراد العائلة أن القاتل ما زال متواجد بينهم.

وفي تلك الأثناء حاول تشارلز والذي يشعر بالخوف على حياة جوزفين، أن يُحفزها على الكشف عن اسم القاتل ولكن عبثاً، وفي غضون ذلك تدعو السيدة إدي جوزفين إلى الخروج معها في جولة في السيارة، وبينما كانت تقود إدي السيارة فوق جرف منحرف ما يتسبب في مقتلهم سوياً، بعد الرجوع إلى المنزل عثر تشارلز على رسالتين إحداهن من إدي، وأخرى كانت عبارة عن مذكرة انتحار إلى رئيس المفتشين والذي يدعى تافيرنر، وقد اكتشف من خلال الرسالة التي كانت موجهة إلى صوفيا وتشارلز فقط، والتي تنص على حقيقة الأمر، وهو بأن جوزفين هي القاتلة، وقد أرفق دليل على ذلك، إذ أرفقت أدي دفتر ملاحظات السري جوزفين والذي كان مكتوب في السطر الأول منه: لقد قتلت جدي اليوم.

إذ تعمدت جوزفين قتل جدها؛ وذلك لأنه لم يدفع ثمن الدروس التي تمارسها في الباليه، ثم كشفت عن كافة الاهتمام الذي تلقته بعد ذلك، كما أنها قد خططت لاعتدائها الخاص على عتبة الباب الرخامية كوسيلة منها من أجل صرف الانتباه عنها، وأن هي من قامت بوضع السم إلى المربية؛ وذلك لأنها كانت قد شجعت ماغدا من أجل القيام بإرسال ابنتها جوزفين إلى دولة سويسرا، وكذلك بسبب أن المربية كانت قد وصفتها بأنها فتاة صغيرة وسخيفة، كما كانت توجد كذلك تهديدات ضد والدتها ماغدا، في حال أنها فكرت بشكل جدي في إرسالها بعيدًا، كما كشفت الآنسة أدي أن دفتر جوزفين مخبأ في البيت المخصص للكلاب، وأنها قد ارتكبت حادث السيارة الانتحاري؛ لأنها لا تريد أن تعاني جوزفين في السجن أو في المأوى في حال علمت الشرطة بأنها هي القاتلة.


شارك المقالة: