تُعتبر المؤلفة والأديبة أجاثا كريستي وهي من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من أهم وأبرز الروائيات اللواتي ظهرن في القرن التاسع عشر، صدر عنها مجموعة كبيرة من المؤلفات الأدبية التي تأثر بها مجموعة كبيرة من الكُتاب الذين تبعوها، كما كانت صاحبة أطول مسرحية في العالم، ومن أبرز الروايات التي اشتهرت بها هي الحصان الأشهب، حيث أنه تم تجسيد الرواية في العديد من المرات إلى أفلام سينمائية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية، تم إصدار الرواية في سنة 1961م.
رواية الحصان الأشهب
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول مجموعة من الوفيات التي ظهرت أن أسباب موتهن هي أمور طبيعية، لكن في حقيقة الأمر أن أسباب الوفاة كانت بشكل مختلف، حيث أنها كان لها ارتباط خاص في أحد النزل الذي يقع في إحدى القرى، وهذا النزل تقيم به مجموعة من النزلاء، ومن بين هؤلاء النزلاء كان يوجد ثلاثة نساء يتصفن بالغموض إلى حد كبير، حيث أنه لا أحد يعلم عنهن شيئاً، وقد يدعن أنهن قادرات على عمل السحر بشكل متقن للغاية، حيث أنهن لديهن القدرة على التسبب في موت أي شخص لديهن رغبة في التخلص منه، وذلك عن طريق السحر.
وفي أحد الأيام تشرف إحدى تلك النساء على الموت، وبينما كانت تحتضر على فراشها ترسل وراء الكاهن المقيم في القرية؛ وذلك من أجل تقديم اعتراف لها حول جميع الخطايا التي قامت بارتكابها، وفي تلك الأثناء تقوم بإخبار الكاهن عن مجموعة من الأسماء التي تسببت لهم بالأذى والضرر، كما أشارت إلى أن هناك الكثير من الأمور التي تسببت من خلالها بالشر بشكل لا إرادي.
وفي تلك الأثناء وبينما كان الكاهن في طريق عودته إلى منزله، توجه نحو أحد المقاهي القريبة؛ وذلك حتى يأخذ قسطاً من الراحة ويقوم بكتابة الأسماء التي قدمتها السيدة المحتضرة على ورقة؛ فقد كان يخشى أن ينسى اسماً من تلك الأسماء، وبالفعل قام الكائن بتدوين الأسماء وقام بوضع الورقة في حذائه، ثم بعد ذلك خرج من المقهى وبدأ يمشي في الشارع متوجهاً نحو منزله، وقد كان في ذلك الوقت قد عمّ الضباب في السماء، وهنا لم يتمكن الكاهن من الوصول إلى منزله، إذ تم قتله وهو ما زال في الطريق.
وعلى أثر تلك الجريمة تورط أحد الشباب والذي كان يعمل في فنون العمارة واسمه مارك في تتبع تلك القضية، حيث تم التوكيل إليه بأن يقوم في التحري حول شبكة من المجرمين المأجورين، وقد كانوا هؤلاء المجرمين لهم صلة في ذلك النزل، وبعد إجراء العديد من التحقيقات والتحريات في الجريمة التي تم قتل الكاهن بها، تم العثور على الورقة التي تم تسجيل عليها أسماء المجموعة من الوفيات، والذين كانوا جميعهم قد توفوا جراء أمراض طبيعية، وبعد التحري العميق في قضايا السحر والقضايا التي تتعلق في التنويم المغناطيسي، وإجراء تعاون مع إحدى الفتيات والتي تدعى أريادني، تمكنت عناصر الشرطة من الوصول إلى حل ذلك اللغز، وإلقاء القبض على المجرمين.
وفي النهاية كانت عناصر الشرطة قد توصلت إلى أن ما تعرف باسم عصابة الحصان الأشهب، ما هي إلى عبارة عن إحدى المنظمات التي تدير حلقات إجرامية كبيرة وعلى مستوى واسع، حيث أنها تقوم بقتل الضحايا مقابل الحصول على مبالغ مالية وأجور، ويتم الحصول على تلك الأموال من الذين لديهم أهداف وأطماع، إذ يستخدمون علاقاتها من أجل التخلص منهم، بحيث كانت تقوم الساحرات اللواتي يقيمن في ذلك النزل بالتأثير على الأشخاص الذين يتعاملون معهم وهم الضحايا.
بحيث يكون ذلك من خلال تشتيت انتباههم عن الطريقة الحقيقية التي يتم استعمالها من أجل التخلص منهم، وكانت تلك الطريقة تتمثل في استخدام أحد أنواع السموم والذي يعرف باسم سم الثاليوم، حيث أن ذلك النوع من السم تتشابه الأعراض التي تظهر بعد تجرعه بأعراض أمراض أخرى إلى حد كبير، وتتم طريقة وضعه من خلال معرفة أكثر منتج يستخدمه الضحية ووضعه فيه، حيث يتم عن طريق حضور أحد الأشخاص إلى منزل الضحية المراد التخلص على أساس أنه تابع إلى شركة الغاز ويريد تفقد الغاز لديه، ويقوم حينها باستبدال المنتج الأكثر استخداماً بالمنتج السام.