رواية الخريج الهش

اقرأ في هذا المقال


الكاتب ميغيل دي ثيربانتس من أهم وأبرز الأدباء الإسبانيين، حيث أنه صدر عنه مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية، لقي صدى واسع بين مختلف الفئات من نقاد وأدباء وقراء، ومن أكثر الروايات التي حققت شهرة واسعة حول العالم ونسبة مبيعات عالية هي رواية الخريج الهش، والتي تم تجسيدها في العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.

نبذة عن الرواية

تم اعتبار الرواية من قِبل الأدباء والنقاد على أنها من إحدى وأهم القصص التي شكلت جزء من الروايات النموذجية للكاتب، وقد تم العمل على إصدارها سنة 1913م من قِبل خوان دي لا كويستا، كما تم إدراج الرواية تحت تصنيف الروايات الواقعية، حيث عملت على وصف شخصيات ومواقف وأحداث بالاعتماد على أسلوب بسيط، إلا أنه فني وبمنتهى الإتقان والواقعية.

تركت حياة الكاتب الحافلة بالأحداث أثراً بليغاً في أعماقه، وقد ظهر ذلك في روح السخرية والدعابة التي تميزت بها أعماله. كما كان يعتبر هو ذاته من بين أشهر وابرز الشخصيات الإسبانية في العالم، ولذلك فقد قامت إسبانيا بتكريمه واضعة صورته على قطعة الخمسين سنت الجديدة، كما أن الجائزة التي تحمل اسمه تعد بمثابة تكريماً له على أعماله الأدبية، والتي اعتبرت من أعظم الأعمال التي صدرت باللغة الإسبانية.

وقد كان هدف الكاتب من الرواية هو تقديم نقد بطريقة ساخرة؛ وذلك من أجل أن يعكس حال المجتمع في ذلك الوقت، حيث كان يعتقد أنه يعكس جزء من حياة أو السيرة الذاتية الخاصة به، فقد كان على أرض الواقع كاتب وجندي وحاصل على شهادات، كما تناولت الرواية في مضمونها الحديث حول موضوع المغامرات التي خاضتها الشخصية الرئيسية البارعة، والتي أوصلت الشخصية في النهاية إلى الجنون من شدة الحب والأعجاب.

استخدم الكاتب هذه الشخصية من أجل السخرية والاستهزاء بالعادات التي كانت سائدة في عهده، بالإضافة إلى الحديث عن فئة من الشباب من أبناء عصره، وقد بنى الكاتب الرواية على ثلاثة محاور الأول يتمثل في النهج، والذي أراد أن يشير من خلاله إلى انضمام الشخصية إلى مجموعة من الطلاب لاستكمال دراسته، والمحور الثاني يتمثل في العقدة، والتي أشار الكاتب من خلالها إلى السحر وكيف أنه أوصل بالبطل إلى حد الجنون، والمحور الثالث يتمثل في النتيجة، وهي ما أشار بها الكاتب إلى العلاج الديني.

رواية الخريج الهش

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول أحد الشخصيات الرئيسية وهو شاب يدعى توماس روداخا، حيث أن ذلك الشاب كان في أحد الأيام قد عزم على السفر إلى مدينة سلامنكا؛ وذلك من أجل استكمال مراحل تعليمه، وقد كان برفقته أحد الأشخاص من طبقة النبلاء، وقد كان توماس شاب طموح ويتميز بالذكاء والفطنة والدهاء، وبالفعل تخرج من الجامعة بتقدير امتياز، كما كان قد تنقل بين العديد من المدن في دولة إيطاليا، لكنه في لحظة ما كان قد شعر بأنه فقد عقله، وهذا ما جعله يدخل في حالة من القلق والتوتر، وما زاد من قلقه هو أنه بدأ يشعر وكأنه جسمه عبارة عن حائط زجاجي وهش للغاية، إلى درجة أنه أصبح مهووس بفكرة انكساره وتحطمه إلى فتات.

وحينما عاد من إيطاليا وتخرج من كلية الحقوق في سلامنكا، تعرف على فتاة في غاية الجمال، وتلك الفتاة قد غرقت في حب توماس، لكنه لم يبدي أي اهتمام لذلك الأمر، ولهذا لجأت الفتاة إلى طلب المساعدة من إحدى صديقاتها والتي تدعى موريسكا، حيث عزمت موريسكا على اللجوء إلى السحر والشعوذة من أجل عمل سحر لتوماس، وحينما تمكنت من وضع السحر لتوماس لم يتمكن من العيش دون حب تلك الفتاة.

وبسبب ذلك شعر بحالة من التعب والاضطراب إلى الحد الذي أوصله بأن يشعر أنه عبارة عن كتلة زجاجية، وفي تلك الأثناء منع أي شخص من الاقتراب منه؛ وذلك خشية تعرضه للكسر، فحين يتحدث معه الناس يطلب أن تبقى مسافة بينه وبينهم، حيث أنه كان هناك تهافت كبير عليه من قِبل الأشخاص، وذلك لأنه كان إنسان يمتلك ذكاء عالي وحين يسألوه أي أسئلة يتمكن من الإجابة عليها مهما كانت صعوبتها، وقد أطلق على نفسه لقب المحامي الزجاجي، وبقي طوال الوقت يتجول في الشوارع وينتقد ما حوله، وبعد مرور عامين قام أحد رجال الدين بمعالجته، ثم بعد ذلك قرر العودة إلى مسقط رأسه وأصبح جندياً بين صفوف الجيش إلى أن توفي.


شارك المقالة: