تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هربرت جورج ويلز، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول عالم كرّس نفسه لإجراء الأبحاث في مجال علم البصريات، ولكنه أصبح شخصية مرعبة بالنسبة للجميع، وقد تم نشرها عام 1897م.
الشخصيات
- السيدة هول صاحبة النزل
- الرجل الغامض غريفين
- الضابط جافيرز
- المشرد توماس مارفل
- الطبيب كيمب
- رئيس مركز الشرطة بورت بوردوك
- العقيد أدي
رواية الرجل الخفي
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول أحد الرجال الغامضين، حيث أنه في يوم من الأيام كان ذلك الرجل وصل إلى أحد النزل المحلية والذي تعود ملكيته إلى سيد يدعى هول وزوجته، وهذا النزل يقع في إحدى في إحدى القرى وتعرف باسم قرية إيبينغ، وتوجد في المناطق الغربية من ولاية ساسكس، وفي اليوم الذي وصل به ذلك الرجل ويدعى غريفين، ولكن يطلق عليه لقب الغريب كانت عاصفة ثلجية، حينها كان يرتدي الغريب معطف طويل الأكمام سميك وفي يديه قفازات.
كما أن ملامح وجهه مخفية بالكامل من الضمادات باستثناء أنفه، ويبدو أنه كان يستعين بأنف اصطناعي من أجل محاولة التنفس من تحت الضمادات، بالإضافة إلى كل ذلك كان يرتدي قبعة واسعة الحواف، ومن خلال تلك الملابس التي يرتديها ويخفي نفسه بها بهذا الشكل أنه إنسان منعزل بشكل مفرط للغاية.
ومن خلال التعامل البسيط معه تبين أنه رجل سريع الغضب وغير لطيف في التعامل مع الآخرين ومنطوي على نفسه، وباستمرار كلما حاول أحد الحديث أو التواصل معه كان على الفور يطالب بتركه بمفرده، وباستمرار كان يقضي معظم وقته في غرفة خاصة يقوم بها بإجراء العديد من التجارب بخلط مجموعة من المواد الكيميائية والعمل على أجهزة المختبر، ولا يخرج من تلك الغرفة سوى في ساعات متأخرة من الليل.
وفي أغلب الأحيان كان الرجل الغريب حينما يخرج يقوم بالتسبب في الكثير من الحوادث، وحينما تتحدث معه زوجة صاحب النزل حول ذلك الأمر، يطلب منها أن تقوم بإضافة تكاليف الضرر إلى فاتورة سكنه، وخلال إقامة غريفين في النزل وصلت إليه المئات من الزجاجات الغريبة، وقد كانت تلك الزجاجات محور الحديث بين الغالبية العظمى من سكان القرية، والعديد منهم كان يبحث عن أصول ذلك الرجل الغريب بالنسبة لهم.
وفي يوم من الأيام حدثت عملية سطو غامضة على القرية، وتلك العملية قد تسببت في فقدان غريفين إلى كافة أمواله، وحينها حاول أن يجد طريقة من أجل القيام بدفع تكاليف جلوسه وإقامته في النزل ولكن لم يجد حل لحالته، وفي اليوم الذي طالبته به صاحبة المنزل بدفع فاتورته وترك النزل، ثار به الغضب عليها وعلى الفور قام بالهروب من النزل، وعلى إثر ذلك قامت صاحبة النزل بتبليغ الشرطة، حينها قام أحد ضباط الشرطة ويدعى جافيرز ولكنه فشل في ذلك؛ وذلك لأن غريفين قام بخلع ملابسه وقد ساعده ذلك الأمر كثيراً في صعوبة الوصول إليه حتى لو ظهر أمامهم، وأول ما فكر به هو التوجه إلى المناطق الجنوبية من القرية.
وفي تلك المناطق التقى غريفين مع أحد المتشردين ويدعى توماس مارفل، وعلى الرغم من أنه كرهه من المرة الأولى التي التقى بها معه، إلا أنه أصبح أحد مساعديه، وفي يوم ما طلب من المتشرد توماس أن يعود على القرية من أجل أن يجلب ثلاثة دفاتر مدون بها نتائج تجاربه، وأول ما وقع سجلات النتائج كانت بيد المتشرد توماس، حينها حاول خيانة الرجل الغريب، وعلى الرغم من أنه هدده بالقتل، إلا أن هذا لم ينأ بتوماس وعلى الفور توجه نحو مدينة ميناء الأرقطين الساحلية، وإلى هناك يلاحقه غريفين ووصل إلى مكان قريب من نزل محلي، كان ما هو معروف عن ذلك النزل هو أنه نزل مرعب ومخيف، وفي الكثير من الأحيان يتم التعريف به على أنه نزل النار.
وبالقرب من ذلك النزل احتمى غريفين في أحد المنازل القريبة، وتبين أن المنزل تعود ملكيته إلى رجل يدعى الطبيب كيمب، وهو أحد معارفه السابقين من كلية الطب، وإلى كيمب يكشف غريفين عن هويته الحقيقية، إذ كان طالب طب سابق ترك الطب ليكرس نفسه للبصريات.
ومن خلال حديث غريفين مع كيمب قص عليه أنه توصل إلى اخترع مواد كيميائية قادرة على جعل الجثث غير مرئية، وأنه قام بإجراء أول تجربة من تلك المواد على جثة إحدى القطط، ومن ثم على نفسه، حيث أنه ذات مرة أحرق المنزل الداخلي الذي كان يقيم فيه لتغطية آثاره، وحينها وجد نفسه غير مؤهل للبقاء على قيد الحياة، فقام باستخدام تلك المواد الكيماوية، ولكنه وجد نفسه في العراء، وحينها اضطر إلى سرقة مجموعة من الملابس من أحد المتاجر التي تُعنى بمستلزمات المسارح والتي تقع على خط سير دوروري، ثم بعدها توجه إلى مدينة ابيبنج؛ وقد كانت تلك محاولة إخفاء نفسه التي قام بها، وفي تلك الأثناء عرض على الطبيب كيمب أن يقوم بإجراء التجربة عليه.
وهنا فكر الطبيب كيمب أن يقوم بعرض ذلك الاختراع على مجموعة من المسؤولين في السلطة المحلية، وبالفعل استدعى إلى منزله كل من رئيس مركز الشرطة ويدعى بورت بوردوك، وعقيد يدعى أدي، وبينما كانوا بانتظار وصول المساعدة استمعا كل من رئيس المركز والعقيد إلى هذا الاقتراح الجامح، ولكن تفاجأ غريفين بوصول مجموعة من رجال الشرطة إلى المنزل، وهنا على الفور يقاتل بشتى الطرق من أجل الخروج من المنزل، وبالفعل نجح في ذلك، وفي صباح اليوم التالي تلقى كيمب رسالة مكتوب بها سوف يكون هو نفسه أول رجل يقتل بعد فترة وجيزة من بين الذين كانوا مجتمعين معه، وعلى إثر ذلك حاول كيمب في أن يقوم بتنظيم خطة من أجل استخدام نفسه كطعم للقبض على الرجل الخفي، وقام الطبيب بإرسال رسالة إلى غريفين مع خادمه، ولكن بعد أن تسلم غريفين الرسالة قام بقتل خادم الطبيب بعد أن أخفى نفسه.
وبعدها أطلق غريفين النار على العقيد، ثم اقتحم منزل الطبيب، مما جعل كيمب يفر إلى المدينة، وعلى الرغم من سعي العديد من المواطنين لمساعدة الطبيب، إلا أن غريفين لا يزال مهووس بقتله، وأول ما التقى به كاد يخنقه لكنه تمت محاصرته وضربه بطريقة وحشية من قبل الغاضبين، وكانت كلماته الأخيرة صرخة يائسة من أجل الرحمة والرأفة به، وعلى الرغم من أفعال غريفين القاتلة، إلا أن الطبيب قد حث على الابتعاد عنه وحاول إنقاذ حياة، ولكن لم ينجح، إذ أصبح جسد الرجل الخفي المضروب مرئيًا بشكل تدريجي حتى توفي، وفي النهاية طلب رئيس المركز الأمني تغطية وجه غريفين بغطاء.
وأخيراً تم الكشف عن أن المتشرد احتفظ سرًا بنتائج تجارب غريفين، وفي الكثير من الأحيان يحاول فك رموز الملاحظات على أمل إعادة إنشاء عمل غريفين يومًا ما، ولكن نظرًا لغسل العديد من الصفحات عن طريق الخطأ أثناء مطاردة مارفل لغريفين، والبقية من الرموز كان غريفين مستخدم اللغة اليونانية واللاتينية في تدوينها، ولا يفهم مارفل حتى الرموز الرياضية الأساسية التي يراها في الملاحظات.
العبرة من الرواية هو أن هناك الكثير من التجارب التي يخوضها البشر وتنتهي بالنتائج المطلوبة، ولكن هناك كذلك تجارب تكون مؤذية وتنتهي بأن لا يقوى الشخص على إيقافها.