تُعتبر الرواية من الروايات التي صدرت عن الكاتب الأمريكي فيليب ك. ديك، والذي بدوره صدرت عنه العديد من الأعمال الأدبية المميزة، ومن أكثر المؤلفات الأدبية التي حققت شهرة واسعة حول العالم ونسبة مبيعات عالية هي رواية الرجل في القلعة العالية، والتي تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.
نبذة عن الرواية
في تلك الرواية كان في الكثير من الأحيان تتخذ جميع الشخصيات قرارات مصيرية لها معتمدة بذلك على مجموعة من الإشارات والرسائل النبوية الروحية، والتي تم تفسيرها من كتاب التغييرات، كما أن معظم القراء والأدباء تتم قراءتهم للرواية على أنها رواية جديدة ومحظورة ولكنها كانت ذات شعبية كبيرة، كما كانت من جهة أخرى تتم ترجمتها تحت عنوان الجندب يستلقي ثقيلاً، وقد أشاروا الأدباء والنقاد والقراء إلى أنها تشير في مضمونها إلى الحديث حول التاريخ البديل الذي فاز فيه الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.
رواية الرجل في القلعة العالية
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في منتصف القرن التاسع عشر وعلى وجه التحديد في سنة 1962م، وفي تلك الأثناء كان هناك شخص يدعى روبرت وفي كثير من الأحيان تتم مناداته باسم بوب، كان ذلك الرجل يمتلك متجر متخصص في بيع التحف والأنتيكة التي تعود في أصولها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا المتجر يقع في مقاطعة سان فرانسيسكو التابعة إلى ولاية كاليفورنيا، والتي كانت في تلك الفترة تقع تحت سيطرة القوات اليابانية.
وفي أحد الأيام قام أحد المسؤولين التجاريين وقد كان شخص صاحب نفوذ ورفيع المستوى يدعى نوب وسوكي تناغمي بالاتصال بإحدى الشركات التي تعرف باسم شركة تشيلدان؛ وذلك من أجل الحصول على هدية مميزة ومثيرة للإعجاب والانتباه؛ وذلك حتى يقدمها إلى أحد رجال الأعمال الذي يدعى بينز، وهو ما كان من أصول سويدية.
وفي ذلك الوقت كانت شركة تشيلدان تحصل على القطع الأثرية والمميزة من تلك التحف القديمة والتي كانت تابعة إلى إحدى الشركات الخاصة في تصنيع المعادن، وقد كان يعمل في ذلك المصنع شخص يدعى فرانك، ولكنه كان يخفي هويته اليهودية الأمريكية عن الجميع في ذلك الوقت؛ وذلك كان بسبب خضرمته في الحرب العالمية الثانية، وفي يوم ما تم طرده من ذلك المصنع الذي يعرف باسم وندام ما تسون.
وبعد ذلك بفترة قصيرة بعد أن عرض عليه أحد أصدقائه المقربين العمل معه في تصنيع المجوهرات بالطريقة اليدوية فوافق على العمل، وفي ذات الوقت كانت تعمل سيدة تعرف باسم جوليانا وهي زوجة لأحد الأشخاص ويدعى جوليان كمدربة للجودو في مدينة كانون سيتي التابعة إلى ولاية كولورادو، وأثناء عملها تتعرف على أحد سائقي الشاحنات وهو من أصول إيطالية ويدعى جو وتدخل معه في علاقة غرامية.
وفي ذلك الوقت اكتشف فرانك بأن الشركة تقوم بتزويد الشركات الأخرى بمجموعة من التحف المقلدة والمزيفة، وعلى إثر ذلك بدأ بابتزازها وتهديدها؛ وذلك من أجل تلقي الدعم منها من أجل تمويل مشروع المجوهرات الخاص به وبصديقه، وفي أحد الأيام التقى مع كل من تناغمي وبينز، لكن بينز كان باستمرار يؤخر أي نشاط اقتصادي مشترك مع تناغمي، إذ كان على الدوام ينتظر قدوم طرف ثالث من دولة اليابان؛ وبشكل مفاجئ تلقت جموع من الشعب خبر وفاة أحد الوزراء التابعين إلى دولة ألمانيا ويدعى مارتن، والذي كان مريض من قِبل، وفي تلك الأثناء كانت الشركة قد قدمت بشكل مبدئي بعض القطع المعدنية الجديدة الأصيلة لفرانك.
وفي تلك الأثناء حاول فرانك أن يحصل على رضا العميل الياباني، والذي بدوره كان يعتبر أن المجوهرات التي يقدمها فرانك هي مجوهرات روحانيّة للغاية، وفي ذات الوقت قام كل من جوليانا وجو برحلة باتجاه مدينة دنفر الواقعة في ولاية كولورادو؛ ولكن جو قرر بشكل مفاجئ أن يذهبا في رحلة جانبية لمقابلة أحد الأشخاص الغامضين والذي يدعى وثرون أندرسن، وقد كان وثرون يعمل كمؤلف كتب، حيث أنه في ذلك الوقت كان يعيش في مكان أشبه بالحصن ويطلق عليه شاتيان وأيومين، وفي ذات الوقت يتم تعيين شخص يدعى جوزيف جوبر في منصب المستشار الألماني الجديد.
وبعد مرور فترة قصيرة التقى كل من بينز وتناغمي بإحدى جهة الاتصال التابعة إلى دولة اليابان، وقد كان ذلك اللقاء قد تم في مركز الشرطة السرية التابعة إلى النازيّة، والتي كانت بدورها تخطط للإمساك ببينز، حيث ظهر لهم أحد المناضلين النازيين ويدعى رودولف، وفي هذا اللقاء حذر رودولف من خلال اتصاله بأحد الجنرالين اليابانيين المشهورين من عملية أطلق عليها عملية دانديليون؛ والتي تم الموافقة عليها بشكل سري؛ وذلك لأنها تقتضي مهاجمة الجزر اليابانية بهدف القضاء عليها في ضربة واحدة سريعة.
ومنذ ذلك الوقت تم اكتشاف أن فرانك يهودي الأصل وعلى إثر ذلك تم إلقاء القبض عليه، وهنا واجه كل من تناغمي ورجل برفقته اثنين من عملاء قوّات الدّفاع الشّعبي، واللذان قاما بإطلاق النار على كل من وتناغمي ورفيقه من مسدسين أمريكيّين عتيقين، وفي ولاية كولورادو عزم جو على تغيير شكله وسلوكياته من جديد وبشكل مفاجئ، حيث تبين في وقت لاحق أنه ينوي قتل رجل موجود في إحدى القلاع العالية الموجودة في تلك المنطقة، وهنا تقاتله جوليانا وسرعان ما تهرب منه لتحذير الرجل.
وفي النهاية عاد رفيق تناغمي إلى دولة ألمانيا، وإذ به يتفاجأ بأن شخص يدعى راين هارد قد قام بانقلاب على المستشار الألماني ، بالإضافة إلى أنه قام بترشيح نفسه لمنصب المستشار؛ في هذه الأثناء لا يزال تناغمي يشعر بالخوف جراء إطلاق النار عليه بشكل مكثف، ومن هنا أسرع بالذهاب إلى شركة تشيلدان؛ وذلك من أجل العمل على إعادة بيع المسدس الذي استخدمه في القتال في السابق، وفي ذلك الوقت بدلاً من ذلك قام بشراء إحدى الجواهر التي تخص فرانك، ثم بعد ذلك دخل في إحدى التجارب الروحية، والذي أدرك من خلالها تاريخ مدينة سان فرانسيسكو البديل، وفي وقت لاحق أجبر تناغمي السلطات النازيّة بالعمل على الإفراج عن فرانك والذي كان لم يلتقي تناغمي أبداً.
وأخيراً سعت جوليانا إلى عيش تجربتها الروحيّة بمجرّد أن تصل إلى مدينة شايان، وهنا تم اكتشاف أن الرجل الموجود في القلعة لم يعد يسكن هناك، بل انتقل للعيش مع أسرته في منزل عادي وبسيط؛ وقد كان ذلك بعد أن سئم من التهديدات التي تتوجه له بالقتل، وفي تلك التجربة وبعد محاولات كثيفة، اعترف المؤلف أنه استلهم روايته من أحد الكتب القديمة، وقد ادعت جوليانا أنها في الحقيقة هي من قامت بتأليف الكتاب؛ وذلك من أجل الكشف عن الحقيقة العظمى بأن كل من ألمانيا واليابان قد خسرتا الحرب.