تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب إدغار آلان بو، وتم العمل على نشرها عام 1845م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول رسالة اختفت بطريقة غامضة، وقد تبين في النهاية أن أحد المحققين قام بذلك من أجل الانتقام من شخص سيء قام بالعديد من الافتراءات على الآخرين.
الشخصيات
- الراوي
- المحقق سي أوغست دوبين
- مدير المركز جي
- الملكة
- الوزير
- الخادم
رواية الرسالة المسروقة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة فرنسا، في مدينة باريس استدعى الراوي والذي لم يتم ذكر له اسم من قِبل الكاتب أحد المحققين المشهورين في المدينة ويدعى سي أوغست دوبين من أجل المناقشة معه حول قضية أثارت فضول الراوي، وبعد لحظات قليلة انضم إليهم شخص يدعى جي وهو ما يشغل منصب محافظ شرطة المدينة، وقد تم طرح القضية بحضور المحافظ من أجل الاستماع إلى رأيه بالقضة، كونه لديه خبرة واسعة في مثل تلك القضايا.
وتلك القضية تمحور مضمونها حول أحد الوزراء الذين يعملون لدى البلاط الملكي، وهذا الوزير كان يتميز بأنه شخص عديم الضمير، وذات يوم قام ذلك الوزير بسرقة رسالة كانت قد أرسلت إليها ذات مرة من قِبل عشيقها، وقد تمكن الوزير الحصول على الرسالة من أحد الخدم الذي كان في لحظة ما يقوم بترتيب الغرفة، إذ كان الوزير مار بالصدفة من باب غرفة الملكة وقع نظره على الرسالة وعلى الفور قام باستبدالها برسالة أخرى لا أهمية لها، ومنذ تلك اللحظة التي حصل بها الوزير على الرسالة وهو يبتز بها الملكة.
وحينما سمع محافظ الشرطة بالقضية توصل إلى استنتاجين، وأول تلك الاستنتاجات هو أنه لم يتم الكشف عن محتويات الرسالة حتى تلك اللحظة؛ وذلك الأمر يدل من وجهة نظره على أن هناك ظروف وأمور معينة وهي لم تظهر، وهذا يشير إلى أن الوزير لا يزال في حوزته الرسالة، والاستنتاج الثاني هو أن القدرة على إنتاج الخطاب آخر مشابه له في أي لحظة تكاد تكون بنفس أهمية الحيازة الفعلية للرسالة، لذلك يجب أن يكون الخطاب في متناول اليد في البداية، ومن ثم معرفة ما تتضمنه الرسالة ومدى أهميتها أو خطورتها على الملكة، ولكن هذان الاستنتاجان لم يتوافقا مع وجهة نظر دوبين.
ولكن المحافظ استطرد حديثه وأشار إلى أنه قام ومجموعة من عناصر الشرطة بتفتيش منزل الوزير ويدعى دي والذي يقع في واحدة من البلدات القريبة من المدينة، ولكنهم ولم يعثروا على أي شيء، كما أوضح أنه قام بنفسه بالنظر خلف ورق الحائط وتحت السجاد، كما أن الجنود قاموا بفحص كامل الطاولات والكراسي بنظارات مكبرة، ثم بعد ذلك قاموا بفحص المخدات من خلال الغز بالإبر، لكنهم كذلك لم يجدوا أي علامة تدل على وجود تشويش وصوت رسالة.
وهنا أكد المحافظ أن الرسالة لم تكن مخفية في كامل تلك الأماكن، وهنا توجه دوبين للمحافظ بسؤال حول عما إذا كان يعرف ما يبحث عنه بالأصل، وهنا يرد المحافظ على دوبين بوصف دقيق للرسالة، والذي كان يحفظه دوبين عن ظهر قلب، وفي تلك اللحظة وصلت أوامر من الملكة للمحافظ بأن يقوم بالبحث جيداً حول تلك الرسالة.
وبعد مرور ما يقارب شهر عاد المحافظ ولم ينجح في عمليات البحث ولم يتمكن من الوصول والعثور على الرسالة، ولكن مع ذلك كان المحافظ متحمس من أجل مواصلة البحث غير المثمر، حتى أنه قام بالوعد بمكافأة كبيرة لمن يعثر على الرسالة، وأشار إلى أن تلك المكافأة سوف تتضاعف عند عودة الرسالة بأمان، كما أنه سوف يتم دفع ما يقارب على 50000 فرنك لأي شخص يمكنه تقديم المساعدة في عملية البحث تلك، وهنا طلب منه دوبين أن يقوم بكتابة هذا الشيك على الفور وسوف يقوم بتقديم الرسالة إليه في الحال، وهنا أصيب المحافظ بدهشة كبيرة، ولكنه كان يدرك تماماً أن دوبين لا يمزح أبداً، وأول ما كتب المحافظ الشيك أصظهر دوبين الرسالة، وهنا كان متأكد المحافظ من أنها الرسالة الحقيقية وقام بتسليمها إلى الملكة.
وحينما سمع الراوي بذلك توجه بسؤال إلى دوبين وطلب منه أن يخبره كيف عثر على الرسالة، وهنا قام دوبين بشرح له أن عناصر الشرطة في تلك المدينة يتمتعون بكفاءة عالية، ولكن ضمن حدود معينة، ولكنها على الرغم من كل ما تقوم به، إلا أنها تقلل من شأن من تتعامل معهم، وتنظر إليهم على أنهم من الممكن أن يقوموا بإخفاء المسروق في أماكن تواجدهم، إذ اعتقد المحافظ أن الوزير هو شخص أحمق، وعلى سبيل المثال قام دوبين بشرح كيف جمع صبي يبلغ من العمر ثماني سنوات ثروة صغيرة من أصدقائه في لعبة تسمى أودز أند إيفن، حيث أن كان الصبي قد حدد ذكاء خصومه ولعب على ذلك لتفسير خطوتهم التالية.
وهنا شرح دوبين أن الوزير علم أن محققي الشرطة كانوا سوف يفترضون أن المبتز كان سوف يقوم بإخفاء الرسالة بمخبأ في مكان إقامته، ولكنه في الحقيقة أخفاها على مرأى من الجميع، وفي ذلك الوقت قام دوبين بترك صندوق خلف الوزير كذريعة للعودة إليه في اليوم التالي، ومن أجل استئناف التحقيق الذي كان قد بدأ في اليوم السابق مع الوزير وأثناء طريقة بالتوجه إلى المركز أصيب الوزير بالذهول بسبب إطلاق عيار ناري في الشارع، وهنا قام الوزير من شدة رعبه وضع الرسالة في الصندوق، بينما دوبين قام على الفور بتحويل أول حرف من اسم إلى نسخة مكررة على رسالة مزيفة ووضعها في الصندوق؛ وذلك ليتبين للوزير أنها الرسالة الحقيقية.
وفي النهاية أوضح دوبين أنه تم ترتيب عملية الإلهاء بالطلقات النارية من قبله وأنه ترك رسالة مكررة للتأكد من قدرة الوزير على مغادرة المكان دون شك بأن أحدهم قد استبدل الرسالة، إذا كان قد حاول الاستيلاء عليها علانية، فإن دوبين يعتقد أن الوزير اعتقد من خلال إطلاق النار أنه يتعرض لجريمة قتل؛ وذلك لأنه له أعداء قدماء كُثر، إذ أنه كان قد ارتكب الكثير من الأفعال الشنيعة في إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة فيينا في الماضي.
وقد كان من بين هؤلاء الأشخاص دوبين، وأخيراً كان يأمل دوبين أن يحاول الوزير استخدام القوة التي لم يعد يمتلكها في جهوده من أجل النهوض بالبلاد، وهنا تم إسقاط الوزير من منصبه، ولكن الصدمة كانت حينما تبين أن دوبين هو في الأصل من قام بسرقة الرسالة وأراد إلصاق التهمه بالوزير من أجل الانتقام منه بسبب المتاعب التي تسبب له بها في السابق، وأنهى الرواية بجملة: إنه يستحق.
العبرة من الرواية هي أن الإنسان الذي يقوم بالتسبب للآخرين بالأذى، لا بد أن يأتي ذلك اليوم الذي سوف ياخذ جزاءه على تلك الأفعال السيئة.
مؤلفات الكاتب إدغار آلان بو
- رواية القط الأسود The Black Cat.