رواية الرعب المقدس للكاتب هربرت جورج ويلز

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هربرت جورج ويلز، وتم العمل على نشرها عام 1939م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شخص كان يتميز بشخصية عدوانية حسب تفكير عائلته وممرضته منذ ولادته، ومع الوقت تطورت تلك الحالة معه إلى أن أصبحت تشكل خطراً على حياته وتوفي.

الشخصيات

  • رود ويتلو
  • ريتشارد كارستال
  • ممرضة رود ويتلو
  • تشيفان
  • ستينهولد
  • اللورد هوراشيو بوهون
  • بيلاكورت
  • ريدلي
  • ثيرب

رواية الرعب المقدس

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية من خلال أربعة أجزاء تتحدث جميعها عن البطل ويدعى رود ويتلو، ولكن كل جزء من تلك الأجزاء يتناول مرحلة معينة من حياة البطل، ولكنه أكد الكاتب مراراً وتكراراً أن كافة ما تم ذكره في تلك الرواية من شخصيات وأماكن هي وهمية ومن نسج الخيال، ولكنه استعان بالأماكن كترميز فقط، وفي الجزء الأول من الرواية يتناول الكاتب الحديث عن ولادة ونشأة رود ويتلو، حيث أنه ولد في مملكة بريطانيا العظمى وعلى وجه التحديد في مدينة لندن، منذ ولادة رود وهو لديه مزاج عدواني.

وبعد ولادته بفترة قصيرة قامت عائلته بتعيين ممرضة للرعاية والاهتمام به والبقاء معه طوال الوقت، إذ من شدة العدوانية التي كان يتميز بها لا يمكن أن يترك بمفرده، في بداية عمل الممرضة لديه كان يبدو أن العدوانية تأتي إليه بين الحين والآخر وليس بشكل مستمر، ولكن مع الوقت أصبحت تلك الحالة تزداد يوماً بعد يوم وبدأت حالته تزداد تدهوراً، وفي الكثير من الأحيان كانت تشير إلى أن رود ويتلو هو في الحقيقة عبارة عن رعب مقدس، ومع مرور الوقت كبر رود ويتلو وأصبح في مرحلة المراهقة وفي كل يوم يحلم في أن يصبح مؤسس الدولة العالمية الأولى.

ومع الوقت أنهى رود ويتلو تعليمه المدرسي وانتقل للدراسة في واحدة من أشهر الجامعات في مدينة لندن، وهناك في تلك الجامعة تعرف على شاب يدعى ريتشارد كارستال، وقد كان ذلك الشاب هو من الأشخاص الذين التقوا برود في مرحلة الطفولة ولكن لفترة قصيرة جداً، كما كان ريتشارد ابن الطبيب الذي أشرف على حمل وولادة والدة رود، وحينما التقى برود عدة مرات وتناولا الحديث أعجب ريتشارد برود كثيراً ووصفه بأنه يتميز بعبقرية لم يشهدها بأحد من قبل.

وفي إحدى المرات ذهب ريتشارد في جولة صيفية مع رود ويتلو إلى واحد من الأرياف الإنجليزي وفي تلك الرحلة التقى رود مع شخص يدعى تشيفان، وهو ما كان ناشط متشدد محنك، ولكن على الرغم من كل ما يتميز به، إلا أنه كان يشعر بالإحباط واليأس من الديمقراطية والسياسة المتبعة في نمط الحياة التي يعيشونها، ومنذ ذلك اليوم وأصبح كل من رود وتشيفان صديقان مقربان من بعضهما البعض إلى حد كبير، إلى درجة أن رود اعتبر تشيفان بمثابة معلم له، فيتبعه ويسير على خطاه، كما أنه كان يستشيره في كل أمر يفكر به.

وفي الكتاب الثاني تم التطرق للحديث عن فترة لاحقة، حيث أنه ذات يوم التقى رود ويتلو مع شخص يدعى ستينهولد، وهو ما كان رجل يمتلك ثروة لا بأس بها، ولكنها ليست ضخمة وتعود أصوله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أول لقاء دار بين رود وستينهولد وقد آمن ستينهولد بمستقبل رود الفكري، وفي إحدى المرات قرر كل من ستينهولد ورد جمع مجموعة من المتعاونين ذوي التفكير المماثل في شقتين كبيرتين في ساحة مشهورة قريبة من إحدى الطرق المشهورة والتي تعرف باسم طريق يوستون في إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة كامبورن، وتم استئجار الشقتين على حساب ستينهولد وتكفل بكامل التكاليف لإنجاح ذلك الاجتماع.

وقامت تلك المجموعة بالاتفاق على عمل ثورة على واحد من قيادات الأحزاب في المدينة ويدعى اللورد هوراشيو بوهون؛ والسبب الذي دفعهم في ذلك الانقلاب هو أن الشخصية التي يتميز بها اللورد منساقة إلى شخصية مستبدة من البريطانيين، ولكن ذلك الأمر أسفر عن سجن رود لفترة قصيرة، وعلى الرغم من قصر المدة التي تم بها سجن رود، إلا أن تلك الفترة كشفت عن الجبن والخوف الكامنين وراء الشخصية العدوانية والجريئة التي يتميز بها رود ويتلو.

وفي الكتاب الثالث تطرق الحديث عن محاولة رود مرة أخرى للقيام بذلك العنف حول قائد الحزب ذاته، وفي هذه المرة قام رود ومجموعة من معاونيه بتطهير الحزب من المعاداة السامية وإعادة تسميته بحركة الحس السليم، وعلى مدار اثني عشر عامًا حققوا مشروعًا طالما حلم رود ويتلو به والذي وصفه بالمؤامرة المفتوحة وتأسيس دولة عالمية، وبعد مرور فترة وجيزة قام رود بإجراء زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك من أجل الترويج لآرائه ومعتقداته المفتوحة والجريئة، وهناك انضم إلى حركته أحد العباقرة والخبراء العسكريين ويدعى ريدلي، وآخر يدعى بيلاكورت وهو ما يعمل في مجال هندسة الطيران كان ذو شخصية لامعة ولكنه يتميز باللامبالاة.

كما انضم إليه واحد من رؤساء المراكز الشرطة والذي كان يعمل بشكل سري ويدعى ثيرب، وبعد مرور عدة سنوات أصبح حزب الرجل العادي معروفًا ومشهورًا في كافة أرجاء العالم، وعندما اندلعت الحرب العالمية للأيديولوجيات وتتطور نحو طريق مسدود عالميًا توقع رود حدوث انقلاب من جانب الخبير العسكري السابق ريدلي، وفي ذلك الوقت رأى رود أنه ينبغي عليه أن يتصرف على الفور، وبالفعل قام بالاعتماد على سيطرة بيلاكورت على القوة الجوية ليس فقط لإبادة ريدلي، ولكن أيضًا لقطع رأس القيادة العسكرية للقوى العالمية المختلفة، وفي ذلك الصراع توفي ستينهولد، ولكن الآخرين نجوا في تأسيس دولة عالمية مشتركة بدعم مناسب من الرابطة العالمية لتقدم العلوم.

وفي النهاية كشف الكاتب في الكتاب الرابع أن الجميع أدركوا أن رود ليس القائد المستنير الذي يمكن أن يتخذه العالم ويعتمد عليه في الإدارة ليكون ممثل له، وهنا عادت العدوانية الشرسة في شخصية رود ويتلو للظهور مرة أخرى، ولكن كانت هناك مجموعات أخرى وجدت أنه من الضروري شن حملة دعائية تتغنى به كمنقذ عالمي، وبعد أن نجحت المجموعة في ذلك وأصبح رود هو ممثلهم أول ما قام به رود هو أنه طور نظام الشرطة السرية والسجون السرية.

كما أنه انقلب على المتعاونين الذين يحاولون كبح جماحه ومحاولة طرده من بينهم، بما في ذلك تشيفان، والذي تم إعدامه لأنه تجرأ على تحذير رود ويتلو في محاولة منه للحصول على القيادة وتمثيل تلك المجموعة، ومنذ ذلك الوقت وقد أصبح رود مهووسًا بالتخطيط للقيام بمذبحة نهائية وتراكمية، ومع مرور الوقت أصبح ريتشارد كاريستال طبيب مشهور، ومن خلال عمله تمكن من استدراج رود إلى عيادته الخاصة وقتله هناك؛ وذلك لأنه اعتبره ديكتاتور ومن الواجب عليه أن يخلص العالم منه، ولكن مع ذلك تمت الإشارة إلى أن الطبيب ريتشارد كاريستال كان يتحدث لابنه الصغير عن رود باعتباره بطلاً.

العبرة من الرواية هو أن الشعور بأي حالة مرضية قد تقود إلى ما هو أعظم ينبغي تفاديها منذ أول ظهور لها.

مؤلفات الكاتب هربرت جورج ويلز


شارك المقالة: