تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هربرت جورج ويلز، وتم العمل على نشرها عام 1895م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول طائر ملاك أمضى فترة قصيرة في سماء إحدى المدن، وبعد أن أمسكوا به مجموعة من الخبراء في علم الطيور في المدينة، أصروا أهل المدينة على مغادرة الطائر للمدينة، وهنا بدأت تحل عليهم الكوارث.
الشخصيات
- العالم هاو
- القس هيلير
- القس سيدرموتون
- السيدة هامير غالو
- الخادمة ديليا
- الطبيب كرامب
- السير جون جوتش
رواية الزيارة المدهشة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام ظهر في السماء العالية لإحدى المدن التي تقع في المناطق الجنوبية من البلاد ملاك، كان ذلك الملاك قد استمر وجودة لمدة تقارب على العشر أيام، في البداية أو ل ما ظهر اعتقد كل من كان يشاهده أنه طائر؛ وذلك لأنه يتميز بريش كثيف يغطي جسمه كما أن ذلك الريش كان بألوان باهرة وزاهية عديدة، ولم يكن ذلك الملاك من تلك الملائكة التي تنزل من السماء وتتحول إلى بشر، بالإضافة إلا ذلك لم يكن كذلك من الملائكة التي تشير إلى واحدة من المعتقدات الشعبية، بل بعد أن تم تتبع ذلك الملاك تم وصفه بأنه ملاك الفن الإيطالي.
وأول ما تم إدراك ذلك الأمر على الفور قام أحد العلماء المشهورين في مجال علم الطيور ويدعى العالم هاو وشخص آخر يدعى القس هيلير وآخر يدعى القس سيدرموتون باصطياده من خلال إطلاق النار عليه وأصابته في جناحه، وبعد أن تمكنوا منه تم اصطحابه إلى أحد الأماكن التي تعود ملكتها لواحد من بين القسيسين؛ وذلك من أجل أن يتم تقديم الرعاية والاهتمام به حتى يسترد صحته وعافيته، كان ذلك المكان مجهز بالعديد من الأمور المخصصة للطيور وعلاجها، وحسب خبرة الثلاثة أشخاص السابقين في الطيور توصلوا مبدئياً إلى أن ذلك المخلوق قادم من أرض الأحلام، وهم ما يقصدون به عالم الخيال، كما تبين أنه مخلوق لطيف للغاية ولا يبدو أنه عنيف أو شرس.
ولكن ما يبدو على ذلك الطائر الملائكي هو أنه يجهل تمامًا بالحقائق الأساسية للحضارة، ومن خلال تلك الزيارة القصيرة في سماء تلك المدينة، كما أنه كان ينمو بشكل غريب بعض الشيء، إذ لم يكن نموه كباقي الطيور التي على شاكلته، بل كانت ينمو بشكل أسرع وبوقت أقصر، أي أنه بين اللحظة والأخرى كان يظهر عليه ازدياد حجمه، ولكن كان هناك أمر كان قد تسبب في حالة كبيرة للغاية من الانزعاج للطائر وهو معرفته لهذا العالم بشكل عام.
وأضاف بحديثه عن الحياة التي يعيشها الناس بشكل خاص، وبين الحين والآخر كان يوجه العديد من الانتقادات للأعراف والعادات والتقاليد المحلية، وبعد أن استمع العالم والقس هيلير والقيس سيدرموتون لكامل ما تحدث حوله الطائر بدأوا يشككون في أن ذلك الطائر ينتمي لمعتقدات مسيطره على تفكيره، وتم إدانته في النهاية على أنه طائر اشتراكي.
وفي لحظة من اللحظات تعرض القس المضيف لذلك الطائر إلى هجوم عنيف، ولم يكن ذلك الهجوم من قِبل شخص أو مجموعة بل كان من قِبل أعداد هائلة من زملائه وأعداد أخرى من رجال الدين بالإضافة إلى كامل الجيران وحتى أن الهجوم وصل إلى الخدم؛ والسبب الذي كان خلف ذلك الهجوم هو اتهامه بأنه يأوي شخصية سيئة السمعة يندد بهذا العالم الذي يعيشون به وبالحياة التي يسيرون على نهجها، إذ لم يكن هناك أي شخص من بين هؤلاء يعلم أن ذلك الطائر هو في الحقيقة طائر ملائكي وكل من يدرك ذلك هو فقط العالم والقسيسين، وعلى الرغم من تلك الانتقادات التي وجهها لهم، إلا أنهم أكملهم كانوا يطلقون عليه اسم الطائر الملاك.
وقد كان ذلك الملاك قد صرح أمام تلك الحشود أنه يمتلك موهبة رهيبة ووحيدة ومميزة، ألا وهي العزف على آلة الكمان، ولكن ما حدث في يوم من بين تلك الأيام العشر هو أنه تمت دعوة ذلك الطائر من أجل الحضور إلى حفلة استقبال أقامتها سيدة تدعى هامير غالو، وما صدم الجميع في تلك الحفلة هو أن الطائر الملاكي فقد مصداقيته أمام الجميع، إذ اكتشف الجميع أنه لا يقوى على قراءة الرموز الموسيقية، وهنا بدأ الجميع يتهامسون فيما بينهم ويستهزئون بكذبه، ولكن كان هناك أحد المستمعين المتعاطفين مع ما حدث للطائر الملائكي.
وفي اليوم التالي بدأ الطائر يهتم بإحدى الفتيات من العاملات في منزل القسيس وتدعى ديليا، ولكنه بدلاً من شفاء تلك الفتاة فقد بدأت جناحيه بالضمور فجأة، وعلى إثر ذلك قام أحد الأطباء المحليين ويدعى الطبيب كرامب بالتهديد في أن يقوم بإيداعه في أحد السجون أو واحدة من الغرف المخصصة للمجانين، وبعد أن قام الملاك في إحدى المرات بتدمير وقطع بعض الأسلاك الشائكة والتي كانت فوق ممتلكات بارون محلي يدعى السير جون جوتش قام على الفور بإعطاء النائب في المدينة ما مهلته أسبوعًا واحدًا فقط من أجل إرسال ذلك الطائر بعيدًا قبل أن يبدأ بالإجراءات القانونية ضده.
وهنا بدأ يخطط القس السيد هيلير وهو في حالة حزن على ما قام به سكان المدينة تجاه الطائر في كيفية اصطحاب الملاك إلى مدينة لندن ومحاولة تثبيته هناك، ولكن ما حدث هو أن ظهرت كارثتان وأفشلتا مخطط القس هيلير، إذ تبين أن الملاك الذي كان يتنفس الهواء السام ويكافح من أجل استمرار وجود البشر، وأول كارثة كانت هو أن السير جون جوتش قام بضرب نفسه بسوطه الخاص ودخل في حالة غضب شديدة؛ وذلك لأن مالك الأرض قد أمره أمام العديد من الأشخاص بوقاحة بالخروج من أرضه على الفور، والسبب الذي دفع بمالك الأرض في ذلك هو تصريحه بأنه شاهد السير جون جوتش قد قتل رجلاً.
والكارثة الثانية هو أن منزل القس هيلير قد تعرض لحادثة حريق كبيرة، وبينما كانت النار مشتعلة بالمنزل على الفور دخلت الخادمة ديليا إلى المنزل في محاولة منها لإنقاذ آلة الكمان الخاصة بالملاك، وفي النهاية نظر الطائر الملاك لهذا العالم ورآه بأنه عالم صغير كئيب تتخلله المعارك والقسوة، إلا أنه مع كل ذلك كان هناك بصيص أمل تجلى في روعة تفوقت على شيء انغمر بنور الحب الرائع والتضحية بالنفس، وأخيراً حاول الملاك إنقاذ ديليا.
وفي تلك اللحظة ذكر أحد الرجال أنه شاهد شخصين لهما أجنحة تشرقان وتختفيان بين النيران، كما أشار إلى أنه كان هناك صوت موسيقى غريب والتي بدأت وانتهت مثل فتح الباب وإغلاقه، وبهذا أوحى الكاتب إلى أن الملاك قد عاد من حيث أتى برفقة ديليا، وأخيراً أشير إلى أن القس لم يسترد ثقته بنفسه بعد رحيل الملاك عنه، وبقي في حالة من الاكتئاب والإحباط واليأس حتى توفي في غضون عام من الحريق.
العبرة من الرواية هي أن هناك أمور قد نكرهها في حباتنا، ولكننا نكتشف في وقت لاحق أنها كانت تحمينا من الأذى.