رواية الستارة - Curta Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعد الأدبية البريطانية أجاثا كريستي من أهم رائدات الأدب، وعلى وجه الخصوص روايات التي تصنف تحت مسمى روايات الأدب البوليسي أو ما يعرف بروايات التحقيق، ومن أكثر الروايات التي حققت شهرة واسعة حول العالم ونسبة مبيعات عالية هي رواية الستارة، والتي تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام العالمية الشهيرة، كما ترجمت إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على نشر الرواية في سنة 1974م.

رواية الستارة

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية في أحد الأيام حين وصل رجل يدعى آرثر دعوة من أحد أصدقائه المقربين؛ وذلك من أجل الحضور والمكوث معه في أحد المنازل الفخمة والضخمة، وقد كان ذلك المنزل هو ذاته المسرح الذي حدثت به العديد من جرائم القتل، وقد كانت تلك الجرائم قد حدثت أثناء قيام الحرب العالمية الأولى، وقد تم تحويل المنزل الضخم في الوقت الحاضر إلى فندق تحت إدارة شخص يدعى لوتري وزوجته، وحين وصل آرثر إلى المنزل وجد أن الحالة الصحية إلى صديقه والذي يدعى بوارو قد تدهورت إلى حد كبير، وعلى إثر تلك الحالة اضطر إلى استخدام كرسي متحرك بسبب معاناته من آلام في التهاب المفاصل، كما أن بوارو لجأ إلى تعيين خادم يدعى كورت، وقد كان ذلك بعد ما قدم خادمه القديم الذي يدعى جورج إجازة؛ وذلك من أجل الاعتناء بوالده المريض.

وفي تلك الأثناء علم آرثر أن بوارو لا يقيم في المنزل من أجل التعافي من الحالة الصحية التي يعاني منها فقط كما صرح من قبل، بل كان في ذلك الوقت يقوم بتتبع أثر قاتل كان يصنف أنه من الخطيرين جداً، وهنا يسرد بوارو على آرثر قصص لخمس قضايا، القضية الأولى كانت حول سيدة تدعى إثرنغتون إذ توفي زوجها الذي كان يعاملها بشكل قاسي جراء تعرضه لحالة تسمم غذائي، وقد دارت الشكوك حولها بارتكابها للجريمة، وعلى الرغم من براءتها من التهمة، لكن المحيطين من حولها بدو أنهم غير مقتنعين بتلك البراءة، وعلى أثر ذلك قررت وضع حد لحياتها.

والقضية الثانية كانت حول سيدة في مرحلة الشيخوخة صعبة المزاج تتوفى جراء تناولها إلى جرعة زائدة من الحبوب المنومة، تحوم الشبهات والشكوك حول ابنة شقيقتها والتي تدعى فريدا كلاي، لكن الدلائل غير كافية لتوجيه تهمة القتل لها، أما القضية الثالثة فقد كانت حول رجل يدعى ريجز، حيث كان تراوده الشكوك حول خيانة زوجته له مع أحد الأشخاص، وعلى أثر ذلك قام بقتلها باستخدام بندقية هي وعشيقها، ثم قام بتسليم نفسه للمحكمة وحكم عليه بالسجن المؤبد.

وبالنسبة إلى القضية الرابعة كانت حول سيدة تدعى برادلي، والتي اكتشفت خيانة زوجها لها، فعزمت على قتله، ثم بعد ذلك تنهار وتعترف بجريمتها أثناء استجوابها من قِبل عناصر الشرطة وتم الحكم عليها بالإعدام، وفي النهاية القضية الخامسة والتي دارت حول رجل يدعى ليتسفيلد، وقد كان رجل يتصف بالظلم الجامح، ولهذا يعامل بناته بشكل قاسي، في أحد الأيام تقوم إحدى بناته والتي تدعى مارغريت بقتله ثم تتوجه نحو الشرطة وتعترف بارتكابها الجريمة، ولهذا يتم إرسالها إلى مصحة عقلية، لكنها تموت بعد فترة وجيزة.

وفي نهاية سرد القضايا أشار بوارو إلى أن في كافة القضايا السابقة جميع الدلائل كانت تشير إلى شخص واحد، ولكن من خلال طريقة غريبة، كما أكد أن هناك طرف خفي وراء جميع القضايا السابقة، وهو من قام بها جميعاً، لكنه ماهر لدرجة لم يترك أي دليل يدينه، كما أخبر بوارو آرثر أن ذلك القاتل يقيم حاليا في المنزل ذاته الذي يقيم هو به، ولكنه لم يشير إلى اسمه على الاطلاق، على الرغم من إلحاح آرثر.

ومن هنا بدأ يراقب آرثر كافة المقيمين في المنزل والذي كانت من بينهم ابنته التي تدعى جوديث والتي تعمل لدى طبيب يدعى فرانكلين والذي بدوره كان في ذلك الوقت يقوم بمجموعة من الأبحاث حول الأدوية والسموم، كما كان الطبيب لديه مخبر قريب من المنزل، وقد كانت زوجته تلازم الفراش جراء إصابتها بوعكة صحية كما كان هناك ممرضة خاصة بها ترافقها على الدوام، كما كان في المنزل رجل يدعى نورتون وهوايته المفضلة هي مراقبة الطيور، وأيضاً كان يقيم في المنزل رجل يدعى أليرتون وهو رجل متزوج، لكنه خائن ولعوب، وكذلك رجل يدعى بويد وقد كان حاكم مقاطعة سابق في دولة الهند كما كان على علاقة وطيدة مع زوجة السيد فرانكلين منذ مرحلة الطفولة، كما كان هناك فتاة تدعى اليزابيث كول والتي تبين فيما بعد أن اسمها الحقيقي هو اليزابيث ليتسفليد شقيقة مارغريت.

وفي أحد الأيام تقوم السيدة فرانكلين بعد أن شفيت من وعكتها الصحية بدعوة الجميع إلى الجناح الذي تقيم به؛ وذلك من أجل تناول القهوة وإجراء تعارف بينهم، وبينما كان قد خرج الجميع من أجل رؤية الشهاب من الشرفة، يبقى آرثر وحيداً يذرف الدموع، وفي تلك الأثناء تدخل ابنته فجأة، والتي كانت دموعه بسبب خوفه عليها، ولكنه حاول مراوغتها حتى لا تشاهد دموعه، وادعى في تلك اللحظة أنه يبحث في الدولاب عن كتاب؛ من أجل لحل الكلمات المتقاطعة.

وفي صباح اليوم التالي تم العثور على السيدة ذاتها متوفيه بحالة تسمم، حيث تم وضع نوع من أنواع السموم لها في قهوتها، ينتهي التحقيق بأنها واقعة انتحار، كما كان المحقق بذاته شاهدها وهي خارجة من مخبر زوجها وتحمل قارورة صغيرة بين يديها، لكن آرثر شك في ذلك الانتحار ويعتقد أن زوجها له يد في موتها.

وفي تلك الأثناء صرح نورتون إلى آرثر أنه شاهد في يوم سابق بواسطة المنظار شيء مهم جداً، لكنه يخاف من البوح به لشخص غير مناسب، وهنا يصر عليه آرثر أن يقوم بإخبار كل شيء إلى المحقق، وافق نورتون وذهب في المساء لمقابلة المحقق في غرفته، وخلال تلك الليلة أفاق آرثر على صوت خارج الغرفة، وحينما فتح الباب شاهد نورتون متوجه نحو الحمام، لكنه لا يشاهد وجهه، وفي الصباح تم العثور على نورتون متوفي داخل غرفته، وذلك من خلال إصابته برصاصة في جبينه، لكن المدهش أن مفتاح غرفته كان في جيبه وغرفته مغلقة بإحكام، فيت تسجيل القضية عمليه انتحار.

وبعد فترة وجيزة توفي المحقق من خلال تعرضه إلى نوبة قلبية، لكنه ترك مجموعة من الدلائل إلى آرثر تسمح له بالتعرف على هوية القاتل الذي قام بالجرائم الخمسة، بالإضافة إلى نسخة من المسرحية التي تحمل عنوان عطيل، وملاحظة كتب فيها وجوب الالتقاء بخادمه القديم والذي يدعى جورج، في البداية لا يدرك آرثر المغزى من هذه الدلائل، لكن عند مقابلته مع جورج نفى أن والده كان مريض، وصرح أن المحقق هو من تخلى عن خدماته.

وبعد مرور ما يقارب على أربعة أشهر من وفاة المحقق يتلقى آرثر رسالة خطية كان قد كتبها المحقق قبل وفاته وشرح فيها كل ما حدث، إذ أوضح أن القاتل هو نورتون وأنه هو من قام بجميع الجرائم الخمسة السابقة، وتركه إليه نسخة من المسرحية كدليل أن نورتون اتبع نفس الأسلوب الذي اتبعه إياغو في تراجيديا عطيل، إذ قام بالضغط من الناحية النفسية والتأثير بطريقة عجيبة على ضحاياه، أما بخصوص ذلك الشيء الذي شاهده في المنظار فقد كان مجرد تلفيق.

وفي نهاية الرسالة اعترف المحقق أنه لم يجد أي وسيلة من أجل إيقاف نورتون عن ارتكاب لجرائم القتل سوى الإقدام على قتله، إذ حينما جاء لمقابلته في تلك الليلة أخبره المحقق أنه يعرف كل الجرائم التي تسبب فيها، ثم عرض عليه كوب كاكاو، لكن نورتون أصر على تبادل الكأس معه وقد وضع حبوب منومة في كلا الكأسين، لكن المنوم لم يؤثر على المحقق؛ لأنه معتاد على تناوله، ثم بعد ذلك قام بإيصال نورتون إلى غرفته على الكرسي المتحرك وقد كان المحقق في الواقع يتمكن من السير على قدميه وهذا السبب كان خلف صرفه للخادم جورج، حيث كان سوف يعرف أن استخدامه إلى الكرسي المتحرك مجرد تمويه لا أكثر، وأنهى آرثر أحداث الرواية من خلال كتابة ملاحظة قال أنه كان ينبغي عليه أن يكتشف أن المحقق هو من ارتكب الجريمة؛ وذلك فور رؤيته لمكان الرصاصة في وسط جبهة نورتون تماماً.

شخصيات رواية الستارة

  • آرثر هستنغز: صديق بوارو الذي يروي قصة الرواية.
  • هيركيول بوارو: المحقق الشهير الذي يحاول كشف هوية القاتل.
  • السيدة فرانكلين: ضحية القتل الأولى.
  • الدكتور فرانكلين: زوج السيدة فرانكلين.
  • جوديث: ابنة آرثر هستنغز.
  • نورتون: مراقب الطيور الذي يُقتل في ظروف غامضة.
  • المحقق: المسؤول عن التحقيق في جرائم القتل.
  • جورج: خادم بوارو القديم.

وقائع رواية الستارة

  • تدور أحداث الرواية في منزل فخم تم تحويله إلى فندق.
  • يزور آرثر هستنغز صديقه بوارو الذي يعاني من التهاب المفاصل.
  • يسرد بوارو على آرثر قصص خمس جرائم قتل غامضة.
  • يشك بوارو في وجود قاتل متسلسل يقيم في المنزل.
  • يُقتل كل من السيدة فرانكلين ونورتون في ظروف غامضة.
  • يموت المحقق بنوبة قلبية، تاركًا وراءه أدلة غامضة.
  • يكشف آرثر هستنغز هوية القاتل في النهاية.

رمزية رواية الستارة

  • الستارة: رمز للغموض والأسرار التي تخفيها الشخصيات.
  • المسرحية “عطيل”: رمز لخطط القاتل الخبيثة.
  • كوب الكاكاو: رمز للتلاعب والخداع.

موضوعات رواية الستارة

  • القتل والتحقيق: محور الرواية الرئيسي.
  • الصداقة: العلاقة بين آرثر هستنغز وبوارو.
  • الخيانة: دورها في تحفيز القاتل.
  • العدالة: الكشف عن هوية القاتل وإنصاف الضحايا.

التقنيات الأدبية لرواية الستارة

  • الرواية البوليسية: أسلوب الرواية الرئيسي.
  • السرد بضمير المتكلم: من وجهة نظر آرثر هستنغز.
  • الوصف: لخلق جو من الغموض والتشويق.
  • الحوار: لخلق التفاعل بين الشخصيات.

تقييم رواية الستارة

  • رواية “الستارة” من أشهر روايات أجاثا كريستي.
  • تتميز الرواية بحبكة غامضة وأسلوب تشويق.
  • النهاية غير متوقعة وتثير الدهشة.

شارك المقالة: