رواية الشبيه - Parenter Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر الأديب الروسي فيودور دوستويفسكي من أوائل الكُتاب الروس الذين برزوا في على مستوى العالم، حيث أنه صدر عنه العديد من الأعمال الأدبية التي تميزت بالإبداع والاتقان، ومن أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية الشبيه، والتي تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية، ولكن أحياناً كان يتم ترجمتها تحت عنوان مختلف وهو القرين، وقد تم العمل على نشرها للمرة الأولى سنة 1846م.

نبذة عن الرواية

تم تصنيف الرواية من قِبل الأدباء والنقاد على أنها من الروايات القصيرة للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي، وقد مضى المؤلف في كتابة الرواية بين عامي 1845 و1846، تم نشرها للمرة الأولى عام 1846 في إحدى المجلات التي تعرف باسم مجلة مذكرات الوطن بشكل مختصر، ومن ثم نشرها مرة أخرى بشكل منفصل في سنة 1866م، وبعد التعمق فيها اعتبرها الأدباء من أكثر أعمال الفيلسوف تأثراً بالأديب نيقولاي غوغول، كانت في البداية تحمل عنوان قصيدة من بطرسبورغ، والتي كانت مقتبسة من إحدى روايات غوغول نابوكوف.

وقد أضاف العديد من الأدباء أن هذه الرواية هي عبارة عن محاكاة للقصة التي تحمل عنوان المعطف، والتي تناولت موضوع معالم الفكر الوجودي، كما ركز جموع من النقاد في تناولهم الرواية على أنها قضية البحث عن الهوية الإنسانية، وقد كتب أحد النقاد أن الموضوع الرئيسي للرواية هو التأثير المهلك للإرادة والإصرار والعزيمة والبحث المستمر عن الحرية المطلقة للنفس الإنسانية، ومن جانب آخر ابتعد بعض النقاد عن هذا التفسير ورأوا أن انكسار هوية الشخصية الرئيسية حدث جراء البيروقراطية والأوضاع المجتمعية الرديئة التي يعيش فيها.

رواية الشبيه

كانت الرواية تتمركز أحداثها حول الشخصية الرئيسية وهو شاب يدعى جاكوب بيترو، وقد كان ذلك الشاب يعاني من حالة ازدواجية الشخصية بالإضافة إلى صراع نفسي داخلي، كان جاكوب يعمل كموظف في إحدى الدوائر الحكومية، وأثناء ذهابه إلى العمل كان باستمرار يصادف شخص يشبهه تماماً في المظهر الخارجي، ولكنه كان مختلف تماماً عنه من الداخل، إذ يحمل شخصية مناقضة للتي لديه، فقد تميز جاكوب بأنه شاب ضعيف الشخصية، بينما شبيهه فقد كان شاب واثق من نفسه إلى حد العدوانية، وفوق ذلك كله كان شاب منفتح على المجتمع وله علاقات اجتماعية واسعة، ولكن جاكوب كان حين يشاهده يرتبه ضمن طبقات المجتمع إذ يشير إلى أنه من الطبقة البيروقراطية المنخفضة ويقارن بينه وبين طبقته وهي طبقة النبلاء.

وفي فترة من الفترات كان جاكوب قد تعرض إلى مشاكل نفسية كبيرة ومتنوعة ومعقدة، ومن هنا عزم على الذهاب إلى أحد الأطباء النفسيين من أجل معالجة نفسه، وبالفعل بدأ باستشارة طبيب نفسي، ولكن الطبيب حين شرح له جاكوب الحالات النفسية التي يعاني منها خاف عليه أن تصل به تلك الحالة إلى الجنون، وعلى إثر ذلك أخبره الطبيب أن الطريقة التي ينفر بها من حياته وعلاقاته الاجتماعية هو أمر غريب وتصرف خطير للغاية، وهنا اقترح عليه أن يمضي فترة من الوقت برفقة الشباب من عمره والانخراط في العلاقات الاجتماعية، وبناءً على توصيات الطبيب قرر جاكوب أن يذهب إلى حضور حفلة ميلاد كانت تخص ابنة مدير المكتب الذي يعمل به.

وبعد سلسلة من المواقف الاجتماعية التي وصفت بأنها فاشلة، خرج جاكوب من الحفلة وعاد إلى بيته، وبينما كان في الطريق هبت عاصفة ثلجية، بقي يسير تحت الثلوج ويفكر في حالته إلى أن التقى مع قرينه والذي كان يطلق عليه ذات الاسم، وهنا أول مرة كان يحدث كلام بينهم، وبقيت أحداث الرواية تتمحور في حديثها حول العلاقة بين القرينين، وفي البداية كانت العلاقة بينهم علاقة صداقة ودودة ولطيفة، ولكن جاكوب القرين كان باستمرار يتدخل في شؤون جاكوب الأصل في محاولة منه للسيطرة على كافة سلوكياته وتصرفاته في الحياة.

وعلى إثر ذلك تدهورت العلاقة بينهما وأصبحت تسير إلى الأسوأ إلى أن أصبحا عدوين لدودين، وفي أحد الأيام عمل القرين في ذات الوظيفة والمكان الذي يعمل به جاكوب الشخصيَّة الرئيسية، ولكن بسبب المهارة التي كان يتمتع بها جاكوب القرين في العلاقات الاجتماعية بالإضافة إلى قوة شخصيته، أصبح شخص محبوب ومرغوب في تواجده في العمل وبين زملائه، على العكس تماماً من جاكوب الأصل، وفي النهاية الرواية بدأ جاكوب في مشاهدة مزيد من النسخ المطابقة له في الشكل والمظهر الخارجي، ولهذا أصيب بخلل ذهني نفسي، وأخيراً تم وضعه في إحدى المصحات النفسية تحت رعاية طبيبه السابق.


شارك المقالة: