رواية الشياطين The Devils Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب الروسي فيودور دستويفسكي، وقد تم العمل على نشرها سنة 1872م، وتناولت في مضمونها الحديث حول مجموعة من الأشخاص كان لكل منهم نشاطات وأجندة خفية يقوم بها دون علم الآخر، على الرغم من أنهم يقيمون في أماكن قريبة من بعضهم البعض ودائمي التواصل.

الشخصيات

  • فارفارا
  • نيكولاي
  • المعلم ستيبان
  • براسكوفيا زوجة نيكولاي
  • ليزا ابنة نيكولاي
  • داشا ابنة فارفارا
  • السيدة ماريا
  • إيفان ابن فارافارا
  • ليبيادكين شقيق ماريا
  • بيوتر ابن ستيبان
  • فيدكا

رواية الشياطين

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في إحدى البلدات الروسية الإقليمية، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك رجل يدعى ستيبان يقيم مع سيدة من ملاك الأراضي وتدعى فارفارا في منزلها، وبعد أن مضى ما يقارب على العشرين عام في التدريس أصبح يدرس ابن سيد يدعى نيكولاي، وخلال فترة إقامة ستيبان في تلك البلدة أقام علاقة مع سيدة من طبقة النبلاء، بالإضافة إلى ذلك كان لديه ابن من زواج سابق، وذلك الابن نشأ في مكان آخر بعيد عن والده.

كانت السيدة فارفارا تعاني من حالة اضطراب في بعض الأوقات، ومنذ فترة قصيرة عادت من دولة سويسرا وقامت بزيارة للسيد نيكولاي وأمامه قامت بتوبيخ ستيبان بسبب حالة التبذير التي يعيشها، كان ابن فارفارا على علاقة مع ابنة نيكولاي وتدعى ليزا، كما أن والدة الفتاة من الصديقات المقربات من السيدة فارفارا وتدعى براسكوفيا، وفي يوم من الأيام وصلت براسكوفيا وليزا إلى المدينة دون نيكولاي والذي ذهب إلى بطرسبورغ بداعي العمل، وفقًا لبراسكوفيا فإن ابنة فارفارا من زوجها الأول وتدعى داشا قد انخرطت بطريقة ما مع نيكولاي بعلاقة.

وهنا على الفور فكرت فارفارا في أن تجعل ستيبان يتزوج من ابنتها مقابل مبلغ مالي يسدد به ديونه، ولكن بعد أن تم الخطبة كبداية للتعارف على بعضهم البعض بدأ ستيبان يشكك في أن ذلك تم للتستر على خطايا رجل آخر، فقام بكتابة رسالة لكل من ابنه ونيكولاي، وما زاد الأمور تعقيداً هو وصول سيدة غامضة تدعى ماريا، والتي شاع حولها أن نيكولاي على علاقة بها، ولكن لا أحد يعرف ماهية تلك العلاقة.

وفي أحد الأيام أخذت السيدة ماريا وليزا إلى بلدة مجاورة، حيث يقيم كل من داشا وشقيقها الأكبر إيفان شاتوف وستيبان وبعد لحظات لحقت بها السيدة براسكوفيا، وهناك تسأل فارفارا ابنتها داشا عن مبلغ كبير من المال كان من المفروض أن نيكولاي أرسله معها إلى شقيق ماريا، ولكن لم تكن إجابتها واضحة، وفي تلك الأثناء حضر شقيق ماريا ويدعى ليبيادكين من أجل البحث عن شقيقته، ولم يمضي وقت طويل حتى حضر نيكولاي، وفجأة دخل شخص غريب وبدأ فورًا في السيطرة على المحادثة، واتضح أنه بيوتر ابن ستيبان وأثناء حديثه تدخل نيكولاي بهدوء.

ولكن أوقفته فارفارا وأشارت إلى ماريا وطالبت بمعرفة ما إذا كانت زوجته الشرعية، فأوضح أنه صديقها المخلص فقط، وأخذ بيد ماريا من أجل إيصالها إلى منزلها، وبعد مغادرتهما ثار الضجيج وأقوى صوت هو صوت بيوتر، إذ تمكن من إقناع فارفارا بالاستماع إلى شرحه لما حدث، ووفقًا له فقد تعرّف نيكولاي على عائلة ليبيادكينز عندما كان يعيش حياة صاخبة في مدينة بطرسبورغ قبل خمس سنوات.

وهنا أكد ليبيادكين على مضض حقيقة القصة بأكملها، وحينما عاد نيكولاي بارك لداشا خطبتها الوشيكة، وفي تلك اللحظة تدخل بيوتر وأشار أنه تلقى كذلك رسالة من والده حول زواج وشيك، وهناك خطب حول كلمة وشيك، كما أن هناك شيء يتعلق بالحاجة إلى الزواج بسبب خطايا رجل آخر، وعلى إثر ذلك قامت فارفارا بطرد ستيبان من منزلها، ثم بعد ذلك وقف إيفان شقيق داشا أمام نيكولاي وفجأة ضربه بكل قوته على وجهه، وهنا صرخت ليزا بأعلى صوتها على والدها وأغمي عليها.

وفي تلك الأثناء انتشرت أخبار الأحداث في البلدة بسرعة مفاجئة، مما جعل الجميع ينعزلون عن المجتمع باستثناء بيوتر إذ دخل بنشاط في الحياة الاجتماعية للمدينة، وبعد مرور ثمانية أيام حاول بيوتر إشراك نيكولاي في بعض الخطط الخاصة به، ولكن لا يستجيب إلى هذه المبادرات ويواصل متابعة أجندته الخاصة.

وفي إحدى الليالي غادر نيكولاي البلدة سيراً على الأقدام إلى منزل أحد أصدقائه، حيث يعيش إيفان، وقد كان الهدف الأساسي من زيارته هو استشارة أحد أصدقائه ويدعى كيريلوف، والذي يعيش في ذات المنزل في إحدى الأمور الخاصة، وهناك تلقى نيكولاي رسالة مهينة، وهنا على الفور أشار إيفان أن علاقة نيكولاي بماريا أنهما في الحقيقة متزوجان، فدافع نيكولاي عن نفسه بهدوء وعقلانية، ولكن ليس بشكل مقنع تمامًا.

وعلى الرغم من تصريحات إيفان تلك، إلا أنه حذر نيكولاي من أن بيوتر يخطط لقتله، ولهذا واصل نيكولاي السير على الأقدام إلى جزء بعيد من المدينة حيث ينوي الاتصال بمقر الإقامة الجديد في المدينة، وفي الطريق قابل رجل يدعى فيدكا، وهو محكوم هارب كان بانتظاره عند الجسر، إذ أخبر بيوتر فيدكا أن نيكولاي قد يحتاج إلى خدماته فيما يتعلق بمكان إقامته الجديد، لكن نيكولاي رفض خدماته بشكل قاطع، على الرغم من أن فيدكا أخبره أن خدمته مجانية، وحينما وصل نيكولاي إلى مكان الإقامة الجديد التقى بشقيق ماري، وأخبره أنه في القريب العاجل سوف يعلن زواجه ولن يكون هناك المزيد من المال له، لكن ماريا كانت غير واثقة، وطلب منها أن تأتي وتعيش معه في دولة سويسرا، إلا أنها رفضت واتهمت نيكولاي بأنه قادم من أجل قتلها.

وفي الوقت ذاته كان بيوتر يحقق نجاحات باهرة مع سيدة تدعى جوليا وهي زوجة أحد المسؤولين يدعى أندريه وقد أثار غضبه بسبب ذلك لكن دون جدوى، لم يقوى على السيطرة على الأمر، كما قام بيوتر باتباع نهجًا مماثلًا لزعزعة الاستقرار تجاه والده، وفي أحد الأيام بدأ يتصاعد القلق الاجتماعي جراء اقتراب يوم الاحتفال الأدبي، وفي ذلك الاحتفال تشارك جوليا بشكل ساحر بالتعاون مع ستيبان وكاتب شهير.

وفي اليوم التالي تم الاحتفال بالكرة الأدبية والتي تم التبجيل بها كثيرًا وهذا اليوم سمي بالكرة الأدبية؛ لأن كافة سكان المدينة يشاركون به، وفي ذلك اليوم تم السماح للكثير من الطبقات المنخفضة بالدخول دون دفع، وقد حدثت العديد من الضجة والسخرية في ذلك الاحتفال، وفي منتصف الحفل تركت ليزا منزلها وخطيبها وذهبت إلى المدينة مع والدها نيكولاي.

ثم بعد ذلك بدأت الأخبار تنتشر عن جريمة قتل غريبة ومروعة، تم العثور على نقيب وأخته وخادمتهما مطعونين حتى الموت في منزلهم المحترق جزئيًا على أطراف المدينة، وهنا أشار بيوتر أن فيدكا الجاني، ولكن في الحقيقة تبين أن ليزا ووالدها الجناة، جراء دفاعهم عن أنفسهم من أشخاص هاجموهم.

ومن أجل الدفاع عن ليزا تم خداع إيفان وإلصاق ورقة مكتوب عليها اعترافه في الجريمة ومن ثم قتله ووضعه على منصة إعدام حتى يتبين أنه هو من أقدم على الانتحار، وفي النهاية غادر ستيبان المدينة مصممًا على السير للبحث عن المستقبل غير المؤكد، وخلال الطريق التقى مع فتاة تدعى صوفيا وهي بائعة متنقلة وسارت معه في طريقه، ولكنه أصيب بمرض خلال رحلته توفي، وتشتت جمع الآخرين، وفي النهاية عادت فارفارا إلى منزلها في بلدتها وقد اهتزت بشدة من كل الأحداث الرهيبة التي حصلت لهم معهم، ونيكولاي شنق نفسه.

العبرة من الرواية هي أنه من الصعب أن يعيش الإنسان وسط مجموعة من الأشخاص من الذين تربطهم به علاقة قوية يدعي أمامهم المثالية، ويقوم بنشاطات مخالفة لكل ما يدعيه.


شارك المقالة: