تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب البريطاني بي جي وودهاوس، وتم العمل على نشرها عام 1934م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شاب تخلص من تقديم حفل تكريمي لواحد من المدارس المحلية وخاض في القيام بتقديم نصائح وإصلاحات بين مجموعة من الأشخاص حدث بينهم وبين أطراف أخرى معهم مجموعة من الخلافات، ولكن في النهاية لم يقوى على الاستمرار في المضي في حل مشاكلهم وأوكل تلك المهمة لمساعده، والذي تمكن من خلال في غضون ساعات قليلة.
الشخصيات
- بيرتي
- جيفز صديق بيرتي
- السيدة داليا ترافرز عمة بيرتي
- أنجيلا ابنة داليا
- اللورد فينك نوتل (فين)
- مادلين باسيت حبيبة فين
- العم توم زوج داليا
- توبي جلوسوب خطيب أنجيلا
- الطاهي أناتول
رواية الصحيح هو جفيز
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول شخص يدعى بيرتي، حيث أنه في يوم من الأيام حينما عاد بيرتي إلى لندن من عدة أسابيع قضاها في مدينة أخرى، وقد قضى تلك الأسابيع الماضية برفقة عمته وتدعى داليا ترافرز وابنتها وتدعى أنجيلا، وخلال فترة غياب بيرتي كان هناك شخص يدعى جيفز وهو يعمل كمساعد لبيرتي في السبق في حل العديد من المشاكل والقضايا التي تواجه من حوله، يقوم بتقديم المشورة لأحد أصدقاء بيرتي القدماء في المدرسة ويدعى اللورد فينك نوتل، وتتم مناداته بالعادة باسم فين، إذ أن اللورد في تلك الفترة كان بعلاقة غرامية مع فتاة غريبة الأطوار، ووصفت بأنها طفولية حمقاء وعاطفية وتدعى مادلين باسيت.
وفي ذات الوقت كانت هناك شاب يدعى جوسي وشخصيته على العكس تماماً من شخصية مادلين، فقد كان شاب بسيط ولطيف وخجول جداً عند الحديث معه، ولديه شغف بالموسيقى ووجهه ناعم مثل السمكة، وذات يوم شعر بيرتي بالانزعاج من أن أصدقائه يعتبرون جيفز أكثر ذكاءً منه، وأخذ على عاتقه قضية جوسي ليثبت أنه أكثر ذكاء وجدارة منه في تخطي العقبات التي تواجه الآخرين، وأمر جيفز بعدم تقديم المزيد من النصائح.
كانت مادلين صديقة مقربة من أنجيلا ابنة عمة بيرتي، وتقيم في واحدة من المناطق والتي تعرف باسم منطقة برينكلي كورت وهي المقر الريفي للعمة داليا وزوجها ويدعى العم توم، وذات يوم طلبت العمة داليا أن يأتي بيرتي إلى محكمة مدينة برينكلي؛ وذلك من أجل القيام بإلقاء خطاب وتقديم جوائز المدرسة للطلاب في واحدة من المدارس والتي تعرف باسم مدرسة القواعد المحلية، والتي اعتبرها بيرتي مهمة مخيفة بالنسبة له، مما دفع بيرتي إلى إرسال جوسي إلى برينكيلي كورت بدلاً منه؛ وذلك حتى تتاح لجوسي فرصة لجذب مادلين إليه هناك، وكذلك من أجل الدفع بجوسي إلى تولي المهمة غير السارة المتمثلة في توزيع جوائز المدرسة.
وفي تلك الأثناء انفصلت أنجيلا بخطوبتها من شاب يدعى توبي جلوسوب، وهنا رأى بيرتي بأنه مضطر إلى النزول إلى مدينة برينكلي كورت؛ وذلك من أجل تهدئة العمة داليا حول توزيع الجوائز، بالإضافة إلى قلقها بشأن خطوبة أنجيلا الفاشلة، وعلاوة على ذلك في تلك الفترة كانت العمة داليا محبطة جراء خسارتها خمسمئة جنيه إسترليني بسبب خوضها في اللعب بالورق على مبدأ المراهنة، وتحتاج في الوقت الحالي إلى مطالبة زوجها البائس العم توم بتعويض المال من أجل الاستمرار في تمويل مجلتها والتي تعرف باسم ميلادي المخدع.
وفي لحظة ما قدم لها بيرتي نصيحة بأن تقوم بإثارة قلق العم توم عليها بالتظاهر بفقدان شهيتها بسبب القلق، كما قدم بيرتي نصيحة مماثلة لتوبي؛ وذلك من أجل محاولة استعادة أنجيلا، كما قام بيرتي بتقديم ذات النصيحة لجوسي؛ وذلك من أجل إظهار حبه لمادلين، فأخذ الجميع بنصيحته، وبالنسبة للنتيجة التي وصلت إليها العمة داليا هي أنها قصرت في إعداد أطباق الطعام والتي بدت وكأنها من غير مذاق، وهذا الأمر أزعج الطاهي المتميز والمزاجي ويدعى أناتول، والذي كان في تلك الفترة متفرغ تماماً من أجل الإبداع والنجاح في مطعمه الذي عمل به منذ فترة قصيرة، ولكن جراء فعل العمة داليا قرر تقديم استقالته، ولكن لم يكون بمقدور العمة داليا أن تلوم بيرتي على هذه الكارثة التي تسبب بها لها جراء نصيحته.
ثم بعد ذلك حاول بيرتي التحقيق في مشاعر كل من مادلين وجوسي تجاه بعضهما البعض، وقد أخطأت مادلين في تفسير استجوابه على أنه عرض زواج منه، وعلى الرغم من أن الأمر أثار توتره للحظات، إلا أنه سهل عليه المهمة، ولكن مادلين أخبرت بيرتي أنها لا تستطيع الزواج منه؛ وذلك لأنها وقعت في حب جوسي، وحينما سمع بيرتي بذلك على الفور نقل تلك الأخبار السارة إلى جوسي، ولكن حتى مع هذا التشجيع، ظل جوسي خجولًا للغاية بحيث لا يمكن عرض الزواج على مادلين، ولكن بيرتي لم يقف مكتوف الأيدي، فقرر بيرتي أن يشجعه من خلال تقديم له عصير البرتقال الخاص والذي يحتوي على نسبة من الكحول.
وانتهى الأمر بجوسي إلى أنه شرب المزيد من العصير أكثر مما كان بيرتي يقصده، وتحت تأثيرها تمكن جوسي من عرض الزواج على مادلين بنجاح، وحينما جاء موعد إلقاء الخطاب، القى خطابًا مضحكًا ومسيئًا إلى المدرسة النحوية بسبب تناوله لكميات كبيرة من الكحول، وأثناء تقديم جوائز المدرسة شعرت مادلين بالاشمئزاز، مما دفع بها للانفصال والتراجع عن القبول بعرضه للزواج، ثم بعد ذلك قررت الزواج من بيرتي بدلاً منه، وهنا حينما سمع بيرتي بذلك باتت احتمالية قضاء حياته مع مادلين القذرة ترعبه، لكن قانونه الشخصي للسلوك الشهم لن يسمح له بإهانتها بسحب عرضه ورفضها.
في تلك الأثناء كان جوسي والذي لا يزال في حالة فقدان لعقله، يشرع بالانتقام من مادلين من خلال اقتراح أنجيلا التي قامت بالتقرب منه حتى تثير غيرة توبي ومحاولة استعادته، وحينما أثيرت الغيرة لدى توبي أخذ بمطاردة جوسي في جميع أنحاء القصر، متعهداً بضربه والقضاء على حياته.
وفي مواجهة تلك الفوضى اعترف بيرتي بعدم قدرته على التأقلم معهم، وناشد جيفز للحصول على المشورة، وهنا رتب جيفز أن يتغيب بيرتي لبضع ساعات، وخلال ذلك الوقت حل بسرعة وبراعة جميع المشاكل، مؤكداً أن أنجيلا وتوبي قد تم التوفيق بينهما، وأن جوسي ومادلين يخطبان مرة أخرى، وأن أناتول سحب استقالته، وأن العم توم كتب للعمة داليا شيكًا بقيمة 500 جنيه، فتعلم بيرتي الدرس وقرر أن يترك لجيفز ليشق طريقهم نحو المستقبل.
العبرة من الرواية هي أن كل إنسان في هذ الحياة لديه مجال يبدع فيه، ولكن حينما يخوض الإنسان في أمور تفوق قدرته الإبداعية، فإنه لا يمكن أن ينجح فيه.
