تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب بروس مارشال، وتم العمل على نشرها عام 1945م، وتناولت في مضمونها الحديث حول قسيس ظل يسعى طوال حياته من أجل تحقيق حلمه في ترميم كنيسة فقيرة لا يرتادها سوى القليل، لتصبح صرح تاريخي عظيم يرتاده الجميع من داخل اسكتلندا وخارجها، تابع معنا عزيزي القارئ الأحداث للنهاية.
الشخصيات
- الأب سميث
- المونسنيور أودوفي
- السيدة بوني بوت
- السيدة أبيكانكونها
رواية العالم والجسد والأب سميث
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة أسكتلندا، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من المدن الأسكتلندية كان يقيم كاهن يدعى الأب سميث، حيث أن السيد سميث كان باستمرار يقوم بحل المشاكل التي يواجهها أصدقائه وكافة المقربين منه، ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل كان رؤوف ولطيف ويرى أن أي مشكلة تواجه فرد من أفراد القرية هي مسؤوليته ويقع على عاتقه حلها، وأكثر ما كان يهتم بتلك المشاكل التي يوجهانها مجموعة من الراهبات من أصول فرنسية والتي تم نفيهن من قِبل الأسقف ويدعى المونسنيور أودوفي، والذي بدوره في تلك الفترة كان يشن هجوم عنيف ضد الخطايا البسيطة.
وذات يوم جاءت إلى المدينة سيدة تدعى بوني بوت وهي عالمة ليتورجية، كانت تلك العالمة تأتي بزيارات على مدار العام المدار للأب سميث، إذ توصل إليه من سيدة تدعى أبيكانكونها تقيم في العاصمة الأسكتلندية مبالغ مالية بسيطة من أجل مساعدة الفقراء والمحتاجين في تلك القرية التي يقيم بها، وعلى الرغم من أنك تلك المبالغ كانت بسيطة، إلا أنها في الكثير من الأحيان تغطي احتياجات العديد من العائلات الفقيرة.
ولكن كافة المشاكل التي كانت يواجهها سكان القرية كانت تقل أهمية بنظر السيد سميث عن المشكلة التي يواجهها، حيث أنه على مدار فترة مضت كان السيد سميث يبحث في وضع إحدى الكنائس التي توجد في ذات القرية التي يقيم بها، حيث أن تلك الكنيسة كانت في حالة يرثها لها ولا يرتادها سوى أقلية من السكان؛ وذلك بسبب تواجدها في تلك القرية المنشغلين سكانها في حل مشاكل الفقر التي يعانون منها، على الرغم من أنها نشأت من منذ قرون.
وفي يوم من الأيام رأى السيد سميث أنه في حالة تم إعادة ترميم تلك الكنيسة وجعلها صرح عظيم وفخم، فإنها بذلك سوف يرتادها العديد من المهاجرين الجدد وعلى وجه الخصوص من أولئك التي تعود أصولهم إلى أصول إيرلندية وإيطالية، وبالتالي سوف تتنشط التجارة في القرية وتنحل مشكلة الفقر في القرية.
كما أوضح السيد سميث أنه في حال تمت الاستفادة من التدفق الإضافي للاجئين البولنديين بسبب الحرب العالمية الثانية المشتعلة، فإن قريته سوف تزدهر، ولكن ما كان واقف عائق أمام السيد سميث هي أن تلك الكنيسة ليس لديها أي مردود مادي؛ من أجل القيام بترميمها واستحداثها؛ وذلك لأنه لا يزورها سوى قلة من فقراء القرية، ولكن على الرغم من حالة الفقر التي تعيشها الكنيسة، إلا أنها تدار على قدم المساواة.
وخلال تلك الفترة كان يتعين على السيد سميث قطع مسافة كبيرة على دراجته الخاصة، ويتنقل بين بلدتين نائيتين حيث يتعين عليه العمل في القداس، وبعد أن بقي السيد سميث لفترة طويلة يعيش على هذه الحال، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي بدأ يستخدم به القس والأسقف وسائل النقل العام، وخلال تلك الفترة كان الأسقف يقيم في منزل متواضع شبه منفصل، وعلى الرغم من أن ذلك البيت كان قديم البناء، إلا أن الأسقف يطلق عليه من باب المجاملة لنفسه اسم قصر الأسقف.
وعلى مدار عدة سنوات كانت الحالة التي يعيشها السيد سميث من فقر، لم ترغمه في يوم من الأيام متحيز لطرف معين في القرية في حل مشاكلهم، وكل همه هو أن ينهض بالكنيسة ويطور بنائها ويجعل الكثير من فئات المجتمع يرتادونها، وباستمرار يشير السيد سميث إلى أن المعاناة والقليل من الاضطهاد يمكن أن تساعد في تقوية إيمان المرء، وأن فقر الكنيسة هو ما جعلها أقرب إلى حالة الحياة البدائية.
وذات يوم تم ضرب الأب سميث بحجر مسنن وثقيل على رأسه من قِبل مجموعة من المتعصبون، وعلى إثر تلك الحادثة احتاج إلى أسابيع من العلاج في واحد من المستشفيات في المدينة، وقد اعتبر ذلك الحادث بمثابة نقطة تحول في حياة الأب سميث والكنيسة، إذ كسب على إثره التعاطف من قِبل أعداد هائلة من السكان المحليين من مختلف فئات المجتمع.
وأشار الغالبية العظمى من الرجال الذي ناهضوا بسبب ضرب الأب سميث إنه الرمز الأكثر وضوحًا في القرية، وأنه على الرغم من الظروف التي يمر بها، إلا أنه لم يتأثر في يوم من الأيام ولم يتزعزع إيمانه، وفي لحظة من اللحظات أخذوا كبار الرجال بسؤاله عن حلمه وما يسعى لتحقيقه، ورد عليهم الأب سميث بأن يحصل على الأموال من أجل ترميم الكنيسة وجعلها بمثابة صرح يرتادها العالم أجمع من داخل اسكتلندا وخارجها وأن تصبح مصدر دخل يدر الأموال على سكان القرية ويخرجهم من تلك الحالة التي يعيشونها.
ومنذ تلك اللحظة وقد بدأ الجميع في جمع الأموال وإعطائها للأب سميث، والذي بها قام على الفور ببذل جهودًا هائلة لتصحيح وضع الكنيسة، على الرغم من أنه في تلك الفترة لا زال جسده منهك من الضربة التي تلقاها، ونجح بجهد كبير في إقامة الكنيسة أخيراً وأطلق عليها اسم كنيسة تين، وبعد أكثر من عقدين من الجهد والعناء، تم بالفعل بناء كنيسة حجرية حقيقية، ولكن الفرحة والسعادة التي أصبح بها الأب سميث بما أنجزه لم يستمر طويلاً.
إذ بعد أن أجمع الغالبية العظمى من سكان المدن على تنصيب الأب سميث على تلك الكنيسة، وقبل يومين من تكريمه، تم تدمير هذا المبنى الجديد الجميل في قصف في الحرب العالمية الثانية، والذي على إثره أصيب الأب سميث، وحينما كان يتم نقل الأب سميث إلى المستشفى لتلقي العلاج ذكر اسم القس البولندي الذي سوف يحل محله لحين شفاءه.
وبعد مرور بعض الوقت وتماثل الأب سميث للشفاء وصلن مجموعة من الراهبات من أصول فرنسية، بعد أن تم طردهن من بلادهن بسبب مناهضة أشعلت أثناء الحرب وتم الترحيب بهم في المدينة الاسكتلندية، وفي تلك الفترة كان الأب سميث تربطه صداقة قوية وحنونة مع الرئيسة الأم للراهبات الفرنسيات المنفيات.
بعد فترة وجيزة ظهر طفلان فتى وفتاة ولدا في نفس اليوم وتعهد الأب سميث بتربيتهما، كبر الطفلان في صحبة بعضهما البعض وعندما كبرا وقع كل منهما في حب الآخر، ولكن فشلت علاقة حبهما وتوجه الفتى ليكون راهب في سن مبكر، مما منع وجود أي احتمال لاستعادة واستئناف علاقتهما، بينما الفتاة المحطمة القلب، فقد اتجهت إلى واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة هوليوود وأصبحت نجمة سينمائية، ومنذ أن عملت في مجال الفن والتمثيل وهي ترسل تبرعات سخية جدًا للسيد سميث، وتمكن سميث بتلك الأموال من إعادة بناء الكنيسة على أفخم طراز وحقق حلمه أخيراً، وأصبحت الكنيسة مصدر دخل جيد لسكان القرية.
العبرة من الرواية هي أن الفقر من المشكلات التي تتواجد بكثرة في مختلف المجتمعات، التي يستعصى حلها.
مؤلفات الكاتب بروس مارشال
- رواية الأرنب الأبيض The White Rabbit Novel
- رواية خيط سكارليت A Thread of Scarlet Novel
- رواية العروس العادلة The Fair Bride Novel