رواية العين الأشد زرقة The Bluest Eye Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعد الرواية من الأعمال الأدبية التي صدرت عن الكاتبة والأديبة توني موريسون، وهي من الروائيات اللواتي يحملن جنسية أفرو أمريكية، حيث يشار بها إلى مواطنين أمريكيين ولكن من أصول أفريقية، وقد كان ذلك الأمر عاكس على الطابع الذي طغى على الرواية، وقد تم العمل على نشرها سنة 1970م، كما تم العمل على تجسيدها في العديد من الأفلام السينمائية العالمية، وقد ترجمت إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، بالإضافة إلى حصولها على جائزتي بوليتزر ونوبل.

نبذة عن الرواية

تلقت الرواية حال صدورها الكثير من الثناء والمدح، حيث أنه اعتبرت من أكثر أعمال المؤلفة تميزاً؛ وذلك لأنها تناولت في مضمونها الحديث حول التبعات العنصرية القاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما دارت الأحداث في مدينة لورين التابعة إلى أوهاويو، وهي المدينة التي نشأت بها الكاتبة، حيث تحدثت عن قصة فتاة أفر وأمريكية نشأت خلال الفترة التي تلت النكسة الاقتصادية المسماة الكساد الكبير أو ما يعرف في بعض الأحيان بالانهيار الكبير كما تم تحديد الزمن من قِبل الراوي وهو منتصف القرن التاسع عشر.

كما تم التطرق في الحديث عن العنصرية والتنمر والسخرية والاستهزاء وبشكل ممنهج؛ وذلك نظراً لسلوكياتها ولون بشرتها السوداء، وعلى إثر ذلك تصاب بإحدى العقد والتي تعرف بالعقدة الدونية، والتي أججت رغبتها للعيون الزرقاء والتي كانت ترى أن هذا الأمر يربطها بذوي البشرة البيضاء، وقد تعددت وجهات النظر وتبين من خلال سرد الأحداث من قبل أكثر من شخصية، بالإضافة إلى الاعتماد في بعض الأحيان على استخدام ضمير المتكلم.

رواية العين الأشد زرقة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول شخصيتين رئيسيتين وهن فتاتين، وقد كانت الفتاة الأكبر تدعى فريدة وهي تبلغ من العمر عشر سنوات، وشقيقتها تدعى كلوديا والتي تبلغ من العمر تسع سنوات، وتقيم تلك الفتاتين في إحدى المدن التي تعرف بمدينة لورين التابعة إلى مقاطعة أوهايو مع والديهما، بالإضافة مستأجر يقيم معهم في المنزل ويدعى السيد هنري وطفلة تدعى نيكولا، وقد كانت تلك الطفلة التي تقوم الأسرة بأكملها بتقديم الرعاية والاهتمام لها ولكن بشكل مؤقت؛ وذلك لأن والدها الذي كان من الأشخاص المدمنين على الكحول ويتصف بأخلاق بذيئة ويتميز شخصية غير سوية.

حيث أنه كان قد أقدم في أحد الأيام على إحراق المنزل الذي يقيم به مع ابنته، إذ أن نيكولا كانت من الفتيات اللواتي يتميزن بالهدوء والنعومة واللطف ولم تكن حازمة ومتمردة أبداً، وحين تقدمت في العمر وأصبحت فتاة في مرحلة الشباب كانت تمتلك القليل من النقود، وقد كان والداها يدخل معها في شجار مستمر من جميع الجهات بالألفاظ والأيدي، كما كانت نيكولا تتلقى الكثير من الشتائم وبشكل مستمر، حيث يتم وصفها بأنها فتاة قبيحة من كافة المجتمع، وعلى وجه الخصوص من المجتمع المدرسي والحي الذي تقيم به كذلك، وهنا كانت تقوم بإجراء العديد من المحاولات ساعية إلى تجميل نفسها، حيث كانت تتمنى أن تحصل على عينين ذات لون أزرق.

وعلاوة على ذلك فإن معظم العناوين التي كانت تحملها فصول الرواية كانت عبارة عن مقتطفات من إحدى الفقرات التي تحمل عنوان ديك وجين، إذ أن مقدمة الرواية والتي دار بها الحديث عن إحدى العائلات البيضاء والتي كانت بدورها مناقضة في حياتها للحياة التي تعيشها نيكولا، وكما كانت تتضمن عناوين الفصول لمجموعة من التكرارات المفاجئة للعديد من الكلمات أو العبارات وبعض الكلمات المتقطعة والتي كانت دون وجود فواصل بين الكلمات.

كما تم اكتشاف من خلال أحداث الرواية ومن خلال الأسلوب الذي تم استخدامه بالعودة في الأحداث إلى الخلف إلى العديد من الأعوام السابقة، وعلى وجه الخصوص في تلك الفترة التي كان بها والدا نيكولا وهما ما يدعيان تشولي وبولين ما زالا في مرحلة الشباب، كما تم الحديث عن المعاناة التي عاشاها بصفتهما مواطنين اثنين من الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنهم من الأشخاص الذين تعود أصولهم إلى الدول الأفريقية، حيث كانا يقيمان ضمن مجتمع كبير من البروستاتيين الأنجلوساكسونين أصحاب البشرة البيضاء، والتي أصبحت والدتها مع الوقت تعمل كخادمة لإحدى العائلات البيضاء والتي تتميز بثراء فاحش.

وفي أحد الأيام من الزمن القديم بينما كانت تقوم نيكولا بغسيل مجموعة من الأواني، قام والدها تشولي والذي كان في ذلك الوقت مدمن على شرب الكحول بالاعتداء عليها، وقد كانت حوافزه مربكة ومرعبة إلى حد كبير جداً، وبعد مضي عدة أيام أخرى تم الاعتداء عليها للمرة الثانية، ومنها هنا عزم على الفرار من المدينة بأكملها، ولكن من سوء حظ نيكولا في هذه المرة أنها أصبحت حاملاً، وحين شاع الخبر في كافة أرجاء المدينة كان كل من كلوديا وفريدة هما الوحيدتان في المجتمع اللتان ترغبان في أن يبقى طفل نيكولا على قيد الحياة في الأشهر القادمة.

وعلى إثر ذلك فقد تخلت الفتاتان عن مبلغ من المال الذي احتفظن به؛ وذلك من أجل شراء دراجة هوائية للطفل، كما قامتا بزراعة أحد أنواع البذور التي تعرف باسم بذور القطيفة، وما دفع بهن إلى زراعة هذا النوع بالذات من البذور هو اعتقادهن المطلق بخرافة تشير إلى أن إذا أزهرت تلك البذور، فإن طفل نيكولا سوف يعيش، ولكن من سوء الحظ أنه لم تزهر تلك البذور قط، كما أن طفل نيكولا قد مات؛ وذلك بسبب أنه ولد قبل موعد الولادة.

وفي النهاية وبعد الكارثة التي حدثت تم عرض حوار بين طرفين من نسج خيال نيكولا، وقد كان الطرف الأول هو ما يطلق عليه الطرف المخدوع والذي كانت تعيش فيه ويتخلله فوضى من المشاعر المتضاربة؛ وذلك جراء اعتداء والدها عليها، ومن خلال تلك المحادثة أوضحت نيكولا أنه وعلى الرغم من كل ما حصل معها تبقى أمنيتها الوحيدة هو أن تحصل على عينين ذات لون أزرق، حيث رأت أنه في حال تحققت تلك الأمنية، فإن تعتقد أنه سوف يتغير كامل تعامل الأشخاص من حولها مهما كان؛ وذلك بسبب عينيها الجديدتين، عوضاً عن استمرار الحديث عن أنباء الاعتداء عليها أو سلوكياتها والتي كانوا يصفونها أنها غريبة جداً.

وفي المشاهد الأخيرة تستلم كلوديا مهمة سرد الأحداث كراوية للمرة الأخيرة، حيث أنها قدمت وصف إلى الظواهر الأخيرة من حالة الجنون التي أصيبت بها نيكولا، كما أشارت إلى والدها والذي كان قد توفي في الوقت الحالي وأنه لم يكن في الحقيقة قادر على إظهار محبته إلى ابنته إلا من خلال الاعتداء عليها، وأخيراً تأسف كلوديا على اعتقادها المطلق بأن المجتمع بأكمله وهي كذلك قد تم استخدمهن ككبش فداء؛ وذلك حتى يرضون أنفسهم ويشعرون بأنهم أفضل وأكثر سعادة.

المصدر: The Bluest Eye Novel


شارك المقالة: