تُعتبر رواية القلعة إحدى الروايات التي اشتهرت في كافة أنحاء العالم، والتي تم كتابتها من قِبل المؤلف الكاتب العالمي الشهير (فرانز كافكا)، وهو من أهم وأبرز الكتاب الذين كان لهم أثر كبير على الأدب في فترة القرن العشرين، ومن مواليد دولة ألمانيا، إذ قام بتأليفها سنة 1926م.
نبذة عن الرواية
البطل الذي كان تدور حوله أحداث الرواية كان يشار إليه برمز (ك)، وفي أحد الأيام جاء إلى إحدى القرى بدعوة تلقاها من أحد الأشخاص المسؤولين، فقد كان يكافح بكافة الطرق والوسائل؛ من أجل التوصل إلى القيادة التي تسيطر على القرية وتسيطر عليها، والذين يتواجدون في أماكن مخصص لهم داخل القلعة.
وقد كانت وفاة فرانز كافكا قبل أن يقوم بكتابة نهاية الرواية، لكن قبل وفاته اقترح النهاية للرواية، والتي تتضمن موت (ك)، وبينما كان يرقد على فراش الموت، جاءه بلاغ أنّ السلطات في القلعة تقر بأن التصريح القانوني الذي تم منحه له؛ وذلك من أجل المكوث في تلك القرية، قد انتهى، ولم يُعد مفعوله ساري، لكن السلطات نظرت في ظروف معيشته.
ونظراً لتلك الظروف السيئة، تم السماح له العمل في القرية والمكوث فيها، كما تحدثت الرواية عن حالة التهكم والتعسف والإحباط الذي كان يظهر عند المحاولة في التعامل العمل مع الأنظمة المسيطرة، والتي كانت بمثابة عدو مسيطر، فليس لديها أي نوع من أنواع الشفافية، بل كانت طاغية ومستبدة، مما جعل أي شخص داخل القرية يسعى لشيء ما، لا تطوله أي فائدة ولا جدوى.
رواية القلعة
في البداية كانت تدور أحداث الرواية حول تلك اللحظة التي يتم بها وصول بطل الرواية الذي يعمل في مهنة مساحة الأراضي، والذي يرمز له بالحرف (ك)، إلى المدينة كشخص تلقى رسالة استدعائية من قبل السلطات، وفي تلك اللحظات يقوم البطل بعملية البحت عن أي مكان يقطن به، وبينما هو منشغل في عملية البحث عن مأوى، وصلت إليه رسالة من أحد الأشخاص في السلطة، لتقوم بإخباره أنّ هناك شخص يسمى (كلام) سوف يكون حلقة الوصل بينه وبين السلطات في القلعة، وفي تلك الأثناء قام كلام بالتمهيد للمساح، بأنه سوف يقوم بعمل تقرير مفصل ويبعث به إلى العمدة المسؤول عن المدينة، وذلك حول أن هناك بيروقراطية تحمل الغموض، ويتم الإدارة فيها من قِبل أحد القلاع القريبة.
وعند وصول الرسالة لعمدة المدينة، قام بالرد عليها أنه يوجد هناك خلل في أجهزة التواصل بين القلعة والمدينة، ويناءً على ذلك، فإن استدعاء المساح كان أمر خاطئ، ولذلك عرض العمدة على المساح أن يعمل في أحد مدارس المدينة بمهنة حارس، في تلك اللحظة كان (ك)، يريد أن يتواصل مع (كلام)، لكن هذا التواصل يُعد أمر محرم لدى الناس في المدينة، كما أنّ القلعة كانت تقع في أحد الأماكن التي تعتريها الكثير من الثلوج آنذاك، بالإضافة إلى أن الأجواء كانت في تلك الأوقات عارمة بالضباب، فيصعب التواصل مع أي شخص في القلعة.
سكان المدينة كانوا يكون التقدير والاحترام الكبير والعظيم ل(كلام)، ولأي شخص أو مسؤول يعمل في القلعة، فعلى الرغم من أنهم لا يتعرفون في أي يوم من الأيام على أي من المسؤولين الذين يعملون في القلعة، ولا حتى يدركون أي من أشكالهم، وكان في حال صدر أي سلوك أو تصرف سيء من قِبل المسؤولين في القلعة، ليس لها أي تبرير، أو حتى من مندوب التواصل (كلام)، سرعان ما يقوم سكان المدينة بوضع مبررات وحجج ل (كلام)، وكذلك الحال كان مع أي مسؤول في القلعة، وبالرغم أنهم كانوا فيما بينهم ينتقدون التصرفات التي تصدر عن القلعة، إلا أنهم أما المسؤولين يبدعون في تقديم الأعذار لذلك، ويشيدون ويثنون على أصحاب السلطة.
وقد كانت تظهر العديد من المتناقضات أيضاً داخل القلعة، فقد كانوا يصدرون قرار وقانون ينبغي أن يلتزم به الجميع، بينما من يخصهم ويكون من أقاربهم لا يجبروهم على التقيد بالأنظمة والقوانين، وهذا ما كان يلاحظه (ك)، فقد كان يشهد على الكثير من السلوكيات التي يقوم بها (كلام)، فالقلعة كانت تعنى فقط بخدمة البيروقراطيين، فهي كانت بمثابة مندوب للبيروقراطيين، إذ تقوم بتسيير كافة الأوراق والاتفاقيات كما تريد هي، وتخفي أي مستند أو خلل قد يدينها؛ لتبدو لمن يقدمون من الخارج، أنه خالية من أية عيوب وأخطاء، وأنها تسير خلف القوانين والأحكام المشرعة.