رواية الكنز في الغابة The Treasure in the Forest

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب هربرت جورج ويلز، وقد تم نشهرها عام 1897م، وقد تناولت الرواية في مضمونها الحديث حول مغامرة مشؤومة بحث فيها رجلان عن أحد الكنوز، وأول ما ورطهما الطمع والجشع هو أن دفعهما إلى قتل الرجل الذي حصل على الكنز أولاً وقام برسم خريطة للدلالة على مكانه مع الوقت؛ وذلك من أجل سلب الخريطة منه.

الشخصيات

  • إيفانز
  • هوكر
  • الرجل الصيني تشانغ هاي

رواية الكنز في الغابة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة إسبانيا، حيث أنه في يوم من الأيام في إحدى المدن كان يقيم اثنان من الرجال الأول يدعى إيفانز والآخر يدعى هوكر، كان هذان الرجلان من أشهر الرجال في المدينة، وشهرتهما تلك تعود إلى أنهما باستمرار يقومان بالبحث عن الكنوز واصطيادها، وفي إحدى المرات ما دفعهم إلى البحث عن كنز هو أنهما ارتكبا جريمة قتل لأحد الأشخاص من أصول صينية كان قادم إلى إسبانيا في مهمة ما، وتلك المهمة تمثلت في البحث عن كنز دفنه قبل زمن ولديه خريطة تدل على مكان وجود الكنز.

وأول ما علما بأمره لم يتمكنوا من الحيلة والخداع عليه وسلب الخريطة منه، مما دفع بهما إلى قتله، والاستحواذ على الخريطة، ومن خلال الخريطة تمكنا من تحديد المكان الذي يوجد به الكنز، كما أنهما تمكنا من معرفة أن نوع الذهب الموجود ليس مساغ وحلي، وإنما كتل من سبائك كبيرة الحجم وثمينة للغاية، كما أنهما توصلا إلى أنه بالإضافة إلى تلك السبائك هنالك أيضاً مجموعة من الأشياء النفيسة المصنوعة من معادن ثمينة أخرى.

وبعد أن توصلا إلى كافة تلك المعلومات بسبب خبرتهم العميقة بهذا المجال، حددا يوم من أجل الانطلاق برحلتهم إلى مكان الكنز، والذي كان في إحدى الجزر المرجانية، وأول ما انطلقا نحو تلك الجزيرة كانت أشعة الشمس في ذلك اليوم حارقة جداً، إلا أنهما تحديا الصعاب وأكملا مسيرهما من أجل الحظي بالكنز الثمين، وسارا من البر الرئيسي وعند حلول الظلام كانا قد وصلا إلى البحر، ومن هناك غاصا في مياه البحر باستخدام زورق صغير.

ومن هنا بدأ الكاتب بالاعتماد على استخدام أسلوب الضمير الثالث للحديث حول مجريات الأحداث، والذي اعتمده كراوي للأحداث، حيث أشار الراوي إلى أنه خلال رحلتهم عبر البحر كان هوكر يقوم بدراسة عميقة لخريطة الكنز، وأوضح أن الرجل الصيني الذي كان يمتلك الخريطة يدعى تشانغ هاي، والذي لم يكن يقصدا في الأصل قتله، إلا أنه أثناء قيامهما بسرقة الخريطة أدرك تشانغ ذلك، وهذا ما دفع بهما إلى قتله، حيث أنه في يوم من الأيام اكتشف تشانغ هاي من محض الصدفة وجود ذلك الكنز، إذ خلفته إحدى السفن خلفها والتي تشتهر باسم سفينة غاليون وهي ما تعود ملكيتها إلى السلطات الإسبانية.

إذ تعرضت تلك السفينة إلى حادثت اصطدام تسببت في إغراقها، وبعد أن عثر على ذلك الكنز أراد أن يقوم بإخفائه عن الأنظار وإعادة دفنه في مكان آخر، وحينما وصل إلى المكان الأمن قام بدفنه ورسم خريطة توصف المكان وقيمة الموجودات؛ وذلك خشية من أن ينسى شيئاً منها، وخلال الرحلة شعر كل من إيفان وهوكر أنهما متعبان وجائعان للغاية، ولكن كافة الأطعمة التي كانت بحوزتهم نفذت، ولم يعد لديهم شيئاً يأكلونه، حينها أخذا يشغلان أنفسهما بالخريطة حتى يصلان إلى مكان يستطيعان الحصول على طعام منه،

وفجأة بدأت تعتريهما الحيرة من أمر وجود شرطات موضحة على الخريطة، وكانت تلك الشرطات بمثابة لغز لهما لم يتمكنا بعد من حله، على الرغم من خبرتهم الكبيرة  في هذا المجال، وفي لحظة من اللحظات طلب إيفان من صديقه هوكر أن يخلد إلى النوم قليلاً من أجل الراحة ونسيان حالة الجوع الذريعة التي تلم به، وطلب من هوكر أن يكمل مسيره بالإبحار إلى النقطة المشار إليها في الخريطة.

وأول ما غط إيفان في النوم شاهد في منامه نار مشتعلة ويحاوطها ثلاثة من الرجال من أصول صينية يجلسون حولها، وهؤلاء الرجال كان يدور بينهم حديث حول الكنز الذي حصل عليه الرجل الصيني على إحدى الجزر الإسبانية، وأن هناك من قام بقتل الرجل الصيني بطريقة وحشية وسرق خريطة الكنز، وأثناء الحلم شاهد إيفان أن الرجل الصيني لم يمت ويعتلي قارب ويسافر بعيداً وهو يبتسم له، وحينما أفاق إيفان من نومه كان في حالة من الخوف والرعب من حلمه، ولكن بعد لحظات هدأ قليلاً، وأشار إلى أن الرجل الصيني توفي في الحقيقة، ولم يعد هنا أثر لوجوده ولا يعلم ما هي الحكمة من ذلك الحلم.

وأكمل مسيرة الرحلة بالإبحار مع صديقة هوكر بالزورق نحو جزيرة المرجان وتابعا الخريطة، ولم يمضي الكثير من الوقت حتى وصلا إلى تلك الجزيرة المشار إليها، وأول ما وصلا إلى أطراف الجزيرة سارا بداخلها لمسافة ليست بطويلة وإذ بهما يعثران على كومة من الحجارة تمامًا مثل تلك المرسومة في الخريطة.

ولكن ما حدث هو أنه بعد كومة الحجارة تلك أصيبوا بصدمة كبيرة، حيث أنهم عثروا على جثة تعود لرجل، وتلك الجثة واضح أن صاحبها تعرض إلى العديد من الكدمات التي تسببت في وفاته، وإلى جانب تلك الجثة كان هناك جسم ذو لون ارجواني منتفخ، وفي تلك الأثناء اعتقدوا أن تلك الجثة تعود إلى أحد العمال الذين كانوا يعملون لدى الرجل الصيني، وأنه من المحتمل أنه قرر الحفر والحصول على الذهب بسبب معرفة بذلك بأمر الكنز، إلا أنه تعرض لحادثة ارتطام وتوفي هنا.

وفي تلك اللحظات أشار الصديقان لبعضهما البعض هو أنه من الأفضل لهما الإسراع في العثور على الكنز والبدء بالحفر، وبالفعل أمسكا بالآلات الموجودة معهم وبدأ بالحفر، ولم تمضي فترة طويلة حتى تمكنا من الوصول إلى الكنز، وأول ما حظيا به على الفور قاما بتحميل أكبر قدر ممكن من سبائك الذهب بالقدر الذي يمكنهما سحبه إلى الزورق، وقد وضعاه في سترة إيفان وانطلقا، ولكن بعد السير لمسافة بدأت ذراعا إيفان يؤلمانه وأصيب بدوار قاده إلى الإغماء عليه، وفي تلك اللحظات قام هوكر بإعادة ترتيب السبائك على السترة.

ولكن فجأة شعر بوخز شوكة، وفي النهاية أدرك هوكر أن المعنى الحقيقي الذي كان خلف ابتسامته الرجل الصيني في الحلم الذي شاهده إيفان وأخبره به، إذ أن الرجل الصيني قام بتغطية كنزه بأشواك غريبة من نوعها تشبه تلك التي يطلق عليها اسم أشواك دياك، وهي ما كان يعرف عنها أنها مجموعات أصلية من أنبوب نفخ بورنيو وتحتوي على أحد أنواع السموم القاتلة في أطرافها، وأخيراً رقد هوكر يحتضر إلى جانب جسد رفيقه الذي ما زال يرتعش.

العبرة من الرواية هو أن الطمع والجشع لا يقود صاحبه إلا إلى النهاية التعيسة.


شارك المقالة: